الشتات الفلسطيني

المخيمات: رغم الغلاء والأعباء المتزايدة يبقى للعيد فرحته!!

خاص/ القدس للأنباء

أضحت حياة الفلسطينيين في مخيمات لبنان، بلا لون ولا معنى، بعد أن فقدت كل مقومات العيش الكريم، وأدرجت في قواميس البؤس، رغم ذلك، يبقى الفلسطينيون أكثر الشعوب إصراراً على الحياة، يحاولون تجاوز أزمات الفقر، ونقص الموارد، ويسعون لإستقبال عيد الأضحى المبارك كباقي المسلمين، غير أن هذا التحدي لا يبدو سهلا في ظل الغلاء الفاحش الذي يعاني منه لبنان من جهة، والأوضاع المعيشية التي تعاني منها المخيمات من جهة ثانية.

البارد يفتقد الحياة

يتهافت المسلمون في فترة الأعياد، إلى الأسواق لإستقبال الأيام المباركة، إلا أن الحركة في مخيم نهر البارد تبدو باردة وضعيفة بعد أن فقدت أسواقه ازدهارها وحركتها الناشطة في الأعياد.

فبعد الحرب التي دارت في المخيم عام 2007، غاب السوق، ولم يعد له رواداً، فقد كانت الحركة التجارية في المخيم مقصد التجار والمتسوقين من أقصى عكار، ومن كل الجوار والقرى المحيطة به، لكن الحال تبدّل، وغاب عن سوق البارد زواره وذلك لأسباب عدة منها: الحواجز العسكرية الخمسة المنتشرة عند مداخله، والإجراءات الأمنية المشددة، وتغير ملامح السوق القديمة، ما جعل المتسوقين يترددون من الدخول إليه.

إضافة إلى إنشغال أهالي البارد بإعادة إعمار مخيمهم، الذي لا يزال مشروعاً قائماً غير مكتمل. لقد إختفت معالم العيد فيه هذا العام كما إختفت في كل المخيمات الفلسطينية في لبنان.

العيد في عين الحلوة

فجنوباً مثلا، يعاني مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا، ظروفا صعبة، فبالإضافة إلى الأزمات الإجتماعية، يبقى عامل الأمن والإستقرار هاجس أبناء المخيم، الذي تحاول الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، بالإضافة إلى القوة الأمنية العمل على ضبطه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.

ورغم محدودية قدرة سكان مخيم عين الحلوة على شراء الأضاحي هذا العام، وكذلك محدودية القدرة على شراء أثواب جديدة، بسبب ضيق اليد وغياب القدرة الشرائية، لأسباب عديدة منها: تقليصات متزايدة لوكالة الأونروا بتقديماتها الإجتماعية، وزيادة أعداد النازحين الفلسطينيين من سوريا الذي زاد الطين بلة، لكأن القدر كتب على الفلسطيني عدم تذوق فرحة المناسبات السعيدة، أو الحياة الهادئة الهانئة.

الحركة التجارية خجولة

وقد وصف رئيس لجنة تجار سوق الخضار في مخيم عين الحلوة ناصر شناعة لـِ “القدس للأنباء” الحركة التجارية في المخيم بأنها خجولة جدًا وغير فاعلة، وقال: السبب في ذلك هو الوضع الأمني غير المستقر في لبنان، ونحن في المخيمات نتأثر بشكل كبير جراء ذلك. وأشار شناعة إلى أن الغلاء الفاحش وقلة الموارد المالية لسكان المخيم يسببان عجزًا إقتصاديًا كبيرًا، خاصة أن العيد هذا العام يأتي في ظل الموسم الدراسي والأقساط المرتفعة.

إرادة الحياة أقوى

أقبل عيد الأضحى المبارك ولسان حال سكّان مخيّم برج البراجنة يقول “بأي حال عدت يا عيد؟”. فبعد أن أثقلت المستلزمات المدرسية الحمل على عائلات المخيم، يأتي العيد بمستلزماته الخاصة، ليضيف بعضاً من الحلاوة المرّة على أصحاب الدخل المحدود.

وعلى الرغم من الأسعار المرتفعة، والأوضاع غير المستقرة، تبقى إرادة الحياة والفرح أقوى، فسكّان المخيم يحاولون صنع السعادة من الإمكانيات المتواضعة المتوافرة لديهم. حيث يبدأ أصحاب الدكاكين الصغيرة في المخيم بوضع “مراجيح” صغيرة للأطفال، فيما تحاول بعض المبادرات الشبابية نشر مظاهر العيد على طريقتها الخاصة، حيث أقبلت مجموعة شبابية على تنظيف المقبرة والطريق المؤديّة إليها من أجل تجهيزها للزائرين صبيحة العيد.

مقالات ذات صلة