المقالات

يوم الأرض في برلين .. ميس شلش تصدح لفلسطين..

يوم الأرض في برلين .. ميس شلش تصدح لفلسطين.. ” من شتاتنا عائدون.. وفي أرضنا صامدون”

ميس شلش .. تزلزل الأرض في برلين…!!

كان يوماً ليس كبقية الأيام في برلين.. فقد كان البارحة الأحد 29/03/2015 .. إحياء يوم الأرض الخالد.. كان في المدينة صوت فلسطين الحر.. صوت أحرار الأمة.. الفنانة ميس شلش .. وهي بفلسطينيتها تزلزل الأرض في برلين.. وهتفت الجماهير التي زحفت لإحياء الذكرى في برلين.. بالروح بالدم نفديك يا فلسطين…!!

في يوم الأرض الخالد.. البارحة في برلين.. وبدعوة من رابطة المرأة الفلسطينية المانيا.. الفنانة ميس شلش.. صوت الوحدة الوطنية تزلزل الأرض في يوم الأرض.. وهي تنشد للأرض والشهداء والوحدة الوطنية .. والتحرير والعودة.. .!!

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

تقاطرت جموع أحرار برلين إلى أضخم قاعات برلين.. عرباً وعجماً ومسلمين.. لتحيي ذكرى يوم الأرض الخالد في برلين.. حيث اختارت رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا هذا اليوم تحديداً.. ليكون فيه مؤتمرهم السنوي الخامس.. بعنوان ” من شتاتنا عائدون.. وفي أرضنا صامدون” ..!!

وبحضور ثلة من الضيوف الكرام.. الأخت الدكتورة حياة المسيمي.. والأخت الدكتورة دلال باجس.. والأخت الفنانة ميس شلش.. والأخ ماجد الزير وممثلي الجمعيات والروابط العربية والفلسطينية والأجنبية من ألمانيا وبرلين.. حيث رحبت عرافة الحفل بالضيوف الكرام.. وافتتح المهرجان بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم.. وتلاه مباشرة النشيد الوطني الفلسطيني متبوعا بكلمة رئيسة رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا الأخت السيدة ميرفت كرت.. التي أكدت فيها على دور المرأة الفلسطينية في تحمل المسؤلية جنبنا إلى جنب وكتفا إلى كتف مع الرجل في صناعة المستقبل الفلسطيني.. وهي تشكل بذلك رافعة النضال الفلسطيني.. وأكدت على الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت الفلسطينية وحقنا في عودتنا.. وحيت صمود الأهل في فلسطين وفي مخيمات الشتات.. وقالت بأننا سنصلي إنشاء الله في ساحات وباحات المسجد الأقصى المحرر قريباً إنشاء الله..!!

وتم عرض فلم قصير عن نشاطات رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا والفعاليات المتعددة التي قامت بها..!!

وتم عرض مسرحية قصيرة هادفة للأطفال.. وشاركت فرقة العودة وفرق الأطفال المتعددة بعروض الدبكة الفلسطينية.. ترسيخاً لتمسكنا بتراثنا الأصيل..!!

واعتلت المنصة الفنانة الرائعة ميس شلش.. وهي تصدح لفلسطين وتنشد للشهداء والأسرى.. وتسلم على الأقصى والأرض الفلسطينية.. بقراها ومدنها ومخيماتها.. بقطاعها المحاصر.. بمعتقليها وجرحاها.. وبأهلها في مخيمات الشتات.. فقد حركت مشاعر الجمهور.. وقد تفاعل مع الآداء حيث الهتافات.. بالروح بالدم نفديك يا فلسطين..!!

وكانت كلمة التجمع الفلسطيني ألمانيا للأخ فادي الطايش الذي حضر خصيصاً من هامبورغ .. الذي أكد فيها على دور المرأة الفلسطينية الطليعي.. وهي تتحمل العبئ الأكبر في مسيرة الكفاح والصمود في وجه أدوات الإحتلال القمعية وبطشه وعدوانه ضد أهلنا…!!

أما الأخ ماجد الزير رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ورئيس مركز العودة فقد قال .. هذا هو المشروع الوطني الفلسطيني يتحقق في هذه الأمسية بكل أبعاده.. حيث نرى كل مكونات الشعب الفلسطيني وشرائحه حاضرة لإحياء هذه الذكرى الخالدة متجاوزا كل العوائق.. ووعد أن يكون مؤتمر فلسطينني أوروبا الثالث عشر بحلته البرلينية هذا العام بشكل ومحتوى مميز على جميع الصعد.. وحيا الأخ الزير جهود وإنجازات الأخوات في رابطة المرأة الفلسطينية ألمانيا …!!

وكانت هناك ندوة قصيرة عن دور المرأة الفلسطينية في تعزيز الصمود الفلسطيني.. وقد شارك فيها كل من الأخت الدكتورة حياة المسيمي البرلمانية الأردنية السابقة.. والأخت الأديبة والشاعرة اللبنانية غنوة الحسن.. وكذلك الأخت ميرفت كرت رئيسة رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا.. وكذلك الدكتور احمد محيسن .. وأدار الندوة بشكل رائع ومتميز الأخت الدكتورة دلال باجس..!!

كما وتم عرض فلم قصير عن مسيرة الأخ الفقيد وليد أبو الشوارب أبو خالد وفاءً له بعد رحيله على ما قدمه من جهد متميز ساهم في إيجاد العديد من المؤسسات والمراكز الفاعلة.. عليه الرحمة وأدخله فسيح جنانه…!!

وكرمت رابطة المرأة الفلسطينية ألمانيا متمثلة بهيئتها الإدارية العديد من الجنود التي تقف دوماً خلف الستار وتعمل كخلية نحل وهي تنجز النشاط تلو النشاط والفعالية تلو الفعالية.. حيث قدمت لهم دروع التقدير والإمتنان على الجهود المبذولة…!!

أجتمع الحشد في قاعة الأورانيا في قلب العاصمة الألمانية برلين في الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد.. بقيادة المرأة الفلسطينية في ألمانيا.. بقيادة الأم والجدة والأخت والزوجة والإبنة.. وقد حضر الجمع الغفير في قاعات برلين تجديدا للقسم بالله والعهد مع الأرض ومع الأقصى والأسرى والجرحى والمفقودين.. ومع أهلنا في الشتات.. ومع أهلنا تحت الحصار وتحت الإحتلال.. وكذلك مع أهلنا في العمق الفلسطيني …!!

حضرنا في برلين في الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض.. ومعنا كل الأحرار.. وفاء منا لأرضنا الفلسطينية المقدسة.. فلسطين القدس والأقصى المبارك.. فلسطين العودة.. فلسطين العهد والقسم والوفاء.. فلسطين الحق الذي يأبى النسيان.. لإن “يوم الأرض الخالد ” هو ركن مفصلي من أركان النضال للشعب الفلسطيني .. الذي يعبرون فيه عن مدى تمسكهم بأرضهم وبهويتهم .. وحقهم في الدفاع عن بقائهم..!!

وسيبقى يوم الأرض رمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.. وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني.. ومناسبة وطنية فلسطينية وعربية.. للمحافظة على الأرض الفلسطينية من التهويد والتمسك بها.. ومناسبة للتأكيد على حق العودة.. والتزامه بتحرير الارض المغتصبة.. وتكريساً للمقاومة كنهج في التعامل مع الاحتلال…!!

تسع وثلاثون عاماً على يوم الأرض الخالد.. والجرح الفلسطيني مازال ينزف.. وفلسطين ما زالت تحت الإحتلال.. والقمع الإسرائيلي ما زال مستمراً.. واللاجئون ما زالوا في ديار الهجرة والتشرد ينتظرون يوم العودة.. والأقصى والقدس مازالت أسيرة تواجه أكبر المخاطر.. والإستيطان الصهيوني يتوسع ويتمدد كل يوم.. وجدار الفصل العنصري يشدد الخناق على مدننا وقرانا.. ليجعل من فلسطين أكبر سجن في العالم و ربما عبر التاريخ.. وقطاع غزة يحاصر منذ ثمانية أعوام .. ولا تزال آلة القمع والقتل الإسرائيلية في ظل العدوان و الإحتلال مستمرة في محاولات النيل الممنهج من شعبنا.. وشعبنا الفلسطيني مازال يحمل القضية و يتمسك بالثوابت.. ويحرس ظل التيّن والزيتون.. ويزرع الأفكار كالخمير في العجين.. إذا جاعوا أكلوا التراب.. وإن عطشوا عصروا الصخر.. ولكن لا يبخلون بدمائهم ولا بأموالهم و لا بأولادهم فلذات أكبادهم.. ففي فلسطين ماضيهم و حاضرهم والمستقبل لنا ولهم.. وأما ملايين اللاجئين ممن شردوا عن وطنهم و حرموا من العيش على تراب أرضهم.. فمازالوا يلوحون بمفاتيح بيوتهم في فلسطين.. مؤكدين على أن عودتهم إلى ديارهم حق مقدس لا يحق لأي كان أن يتنازل عنه أو يساوم عليه..!!

ان شعبنا الفلسطيني لا ينتمي إلى حركات و فصائل بقدر انتمائه إلى الوطن الذي يتسع للجميع وهو أكبر من الجميع.. وقادر على أن يعرف ما هي مصلحته.. وما هو المطلوب لخدمة قضيته.. و أبناء شعبنا الفلسطيني لا يفرّقون بين هذه الحركة أو تلك الا بما تقدمه من عطاء وتحمل للمسؤولية .. ومن هذا المنطلق يجب علينا ان نكون حريصين في تعاملنا مع الجهات المعادية لشعبنا وقضيته ومع من عشعشت في خلاياهم وأفكارهم وآدائهم وتصرفاتهم بذور جنون الإنقسام والتقسيم.. ويداومون بجد واجتهاد على استمرارية زرع بذور الفتة في البيت والصف الواحد.. التي عليها يعتاشون.. ومن خلالها يسترزقون.. وألا ننجر وراء مساعيها في تقسيم شعبنا الى فئات وأحزاب..!!

إننا وفي هذا المقام فإننا نجدد الدعوة إلى الوحدة الوطنية الحقيقية.. وإنهاء الإنقسام العبثي المدمّر الآن.. الآن.. والعودة إلى البوصلة الوطنية النضالية الفلسطينية على برنامج الوحدة الوطنية ..”وثيقة الأسرى للوفاق الوطني” كخيار وطني وأخلاقي.. وركيزة أولى على طريق تحرير الأرض والإنسان .. ” الشعب يريد إسقاط الإنقسام .. والشعب يريد إنهاء الاحتلال” .. وكل أحرار الأمة يرتقبون تحقيقه.. كيف لا والقضية واحدة.. والعدو واحد.. والمصير واحد..!!

نجدد العهد بأننا عائدون..

نجدد العهد.. وفاء للأرض والشهداء والأسرى..

لأن العهد هو العهد والقسم هو القسم..

عاشت وحدتنا الوطنية درعاً قوياً في وجه العدوان الصهيوني..

ويا جبل ما يهزك ريح.


د.م. احمد محيسن ـ برلين

مقالات ذات صلة