اخبار الوطن العربي

تشافيز.. ثورة متواصلة على الإمبريالية

تشافيز.. ثورة متواصلة على الإمبريالية

06.03.2013

تشافيز.. ثورة متواصلة على الإمبريالية نائب رئيس فنزويلا يعلن طرد موظف في السفارة الأمريكية لمشاركته في التآمر ضد حكومة البلاد واشنطن ترفض اتهامات كاراكاس بشأن “التآمر” لزعزعة الوضع في فنزويلا السيرة الذاتية لزعيم الثورة البوليفارية.. هوغو تشافيز بوتين: تشافيز كان صديقا حميما لروسيا علاقات فنزويلا الدولية بعد رحيل تشافيز رؤساء الدول والسياسيون يعزون الشعب الفنزويلي بوفاة هوغو تشافيز بعد وفاة تشافيز.. فنزويلا تعلن الحداد 7 أيام وإجراء انتخابات خلال شهر رئيس فنزويلا هوغو تشافيز في ذمة الخلود “هيلاري كلينتون لاتحبني ..وانا ايضا لا احبها”. كلمات دندنها تشافيز في خطاب ألقاه في يونيو/حزيران 2006، توضح الكثير في سياسته وشخصيته. هوغو تشافيز … رئيس فنزويلا الحادي والستين وأحد أبرز زعماء امريكا اللاتينية وأكثرهم إثارة للجدل، في ذمة الله. فلاديمير بوتين أعرب عن تعازيه للشعب الفنزويلي في رحيل زعيمه، القائد البارز والصديق الحميم لروسيا، وكان ممثل روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أول من عبّر عن مشاعره فوصف وفاة تشافيز بـالمأساة. الحزن تخطّى الحدود الفنزويلية، ووصل إلى لندن حيث قال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ، إنه “حزين لوفاة الرئيس تشافيز الذي ترك أثرا لايمحى لدى شعبه”. وحده الرئيس الأمريكي أوباما كان واقعيا وصادقا، فقال في بيانه إن وفاة تشافيز تشكل تحديا جديدا بالنسبة لفنزويلا. وأوضح مقصده بقوله في نهاية البيان إن الولايات المتحدة ستتابع مناصرة المبادئ الديمقراطية في فنزويلا. ولم تستطع منظمة هيومن رايتس ووتش انتظار انتهاء الحداد، فنددت بـ”مركزية السلطة وتجاهل ضمانات حقوق الإنسان الأساسية” خلال فترة حكم تشافيز. ولم تنس التنديد بعلاقاته مع “حكومات متعسفة” في إيران وسورية والنظام الليبي السابق. كانت لتشافيز علاقات ممتازة مع محمود احمدي نجاد ومعمر القذافي وغيرهما من الزعماء المكروهين أمريكيا، وكان يسعى الى خلق “قوة مضادة للإمبريالية الامريكية”، وينادي بالتكامل السياسي والاقتصادي في أمريكا اللاتينية، وبالتحالف الافريقي – الجنوب امريكي، ويدعو في قمم اتحاد بلدان أمريكا الجنوبية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، والتخلص من هيمنة صندوق النقد والبنك الدوليين، وإلى العملة المشتركة لتحقيق الاستقرار المالي في المنطقة. هذه السياسة على المستوى الإقليمي لايمكن إلا أن تصطدم بالمصالح الإمبريالية لترتفع حرارة الاحتكاك بحيث تصبح معاداة السياسة الخارجية للولايات المتحدة محورية في سياسته، فيهاجم تشافيز أصدقاء واشنطن بالنقد اللاذع، ولم يسلم من لغته النارية زعماء دول امريكا اللاتينية، ففي عام 2005، وصف تشافيز نظيره المكسيكي فيسنت فوكس بأنه جرو” الامبريالية الأمريكية الصغير”. تشافيز يشمّ رائحة الكبريت في الوقت الذي كانت فيه روح هوغو تشافيز تعود إلى ربها، كان الملحق العسكري الاميركي يغادر فنزويلا كشخص غير مرغوب فيه. وكانت العلاقات مع واشنطن قد وصلت الى ادنى مستوياتها بعد اتهام تشافيز ادارة الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش بانها “تحارب الارهاب بالإرهاب” خلال غزو أفغانستان. بعد ذلك انتقد جورج دبليو بوش عام 2006 ووصفه بـ”شيطان” ملأ المكان برائحة الكبريت، مشيرا إلى شن عدة حروب في عهده. لذلك رحّب بانتخاب أوباما، وقال مرة في الأمم المتحدة عام 2009: “لم نعد نشم رائحة الكبريت كما اعتدنا”. وقال في مناسبة أخرى موجها النقد للسياسة الليبرالية الجديدة التي تنتهجها الولايات المتحدة: “دعوا كلاب الإمبراطورية تنبح، فتلك وظيفتها، أما نحن فنقاوم لتحرير شعبنا”. فنزويلا تشغل المركز الحادي عشر بين أكبر مصدري النفط في العالم. وأعلنت أوبك في عام 2011 أنها تجاوزت السعودية بامتلاك أكبر احتياطي من النفط في العالم، وتشافيز أمّم الصناعة النفطية التي كانت بيد الشركات الأمريكية، فكيف يفوّت فرصة للتعبير عن عدائه لقوى تعمل ضده منذ 14 عاما، واستطاعت مرة إبعاده عن السلطة مدة يومين. كان أول من ندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة عام 2009، وقبل أن تصدر كلمة واحدة عن أي بلد عربي صرّح تشافيز أن إسرائيل أقامت “محرقة” في غزة، وطالب بـمحاكمة الرئيسين الإسرائيلي والأمريكي أمام محكمة العدل الدولية. تشافيز، الضابطً المظلي السابق الذي قاد انقلابا وفشل في عام 1992، تعرّف على حياة السجن الذي قضى فيه سنتين، وتخرّج منه يساريا مناضلا مؤسسا لحركة “الجمهورية الخامسة” التي كافحت لمصلحة وباسم الفقراء، وتسببت بنقلة نوعية في السياسة الفنزويلية مع فوز تشافيز بالرئاسة إثر قيادته موجة احتجاجات شعبية ضد النخبة. دفاعه عن الفقراء جعله يتعرّض باستمرار لرجال الكنيسة فيتهمهم بـتجاهل الفقراء والدفاع عن الأثرياء، ويخاطبهم بقوله: “لا يمكنكم السير على خطى المسيح”. ويصف مدراء شركات النفط بانهم يعيشون في “شاليهات فاخرة لاقامة حفلات الخمر والعربدة”. كان شخصية فريدة، رجلا واضحا يسمي الأشياء بأسمائها دون مواربة، ودون خوف من الآثار الدبلوماسية الممكنة لتصريحاته. وكثيرا ما كانت هذه التصريحات تصل إلى الجمهور عبر برنامجه التليفزيوني، فهو الرئيس الوحيد المذيع، مقدم البرنامج الأسبوعي “مرحبا يارئيس”، يغني فيه ويرقص ويطرح أفكاره السياسية. وصفه معارضوه بالمستبد، بينما أحب لنفسه لقب “الجندي الثائر”. قضى حياته ثائرا مناضلا يصارع بنجاح قوى صغيرة وكبيرة، ومات في ميدان الصراع.

رائد كشكية

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

روسيا اليوم

مقالات ذات صلة