اخبار الوطن العربي

هل تُرفع الرايات المسيحية في طرابلس؟

“طرابلس قلعة المسلمين ترحب بكم”، عبارةٌ تُصادف كل زائر لعاصمة الشمال طرابلس وضعتها حركة التوحيد الإسلامي ورئيسها الشيخ سعيد شعبان عام 1983 في ساحة عبد الحميد كرامي التي غيَّرت اسمها إلى “ساحة الله” ورفعت اسم الجلالة (الله) مكان تمثال كرامي.

ولا يختلف إثنان على أنَّ مدينة طرابلس هي أكثر المدن اللبنانية جذباً للتيارات الإسلامية السلفية والمتشددة، لكن في المُقابل للمدينة الشمالية وجهاً آخر يتمثل بوجود الكنائس في المدينة وهذا يُنبئ بمدى حرص الغالبية المسلمة في المدينة قبل المسيحيين على هذا التنوع القائم.

وفي منطقة الزاهرية، شارعٌ إسمه “شارع الكنائس”، حيث يوجد أكثر من 6 كنائس؛ مار نقولا ومار جاورجيوس للروم الأرثوذكس، ومار جاورجيوس للروم الكاثوليك، ومار مخايل للموارنة، ومار يوسف للسريان الكاثوليك. وفي شارع الراهبات هناك كنيسة لطائفة الانجيليين، وكنيسة صغيرة لطائفة اللاتين.

إذاً واستناداً إلى ما تقدم إنَّ طرابلس هي بلد التعايش وليست قلعة “لا المسلمين” و”لا المسيحيين”، وبناء على ذلك تقدم رئيس حزب “المشرق” المُحامي رودريك الخوري بطلبٍ إلى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا لـ”تعديل عبارة قلعة المسلمين” بحيث تُصبح “قلعة التعايش الديني” أو “قلعة الوحدة الوطنية” أو “قلعة التعددية الدين” أو “قلعة المؤمنين” أو استبدالها بعبارة “مدينة العلم والعلماء طرابلس” وهو تعبيرٌ عرفت به المدينة منذ زمن.

كما طلب حزب “المشرق” بالسماح له بـ”رفع صليب كبير إلى جانب كلمة الله”، بالتالي لا صحة لما يتناقله البعض عن نية لازالة كلمة الجلالة من مكانها. كذلك، طلب الحزب بالسماح له برفع “رايات الدولة المسيحية التي كانت تُرفع في طرابلس قبل دخول المسلمين إليها”.

ومن مُنطلق محبته لمدينة طرابلس وكونها “العاصمة الثانية” بعد بيروت و”وجه لبنان المنير”، رأى الحزب أنه “لا يجوز أن يكون وجه لبنان، ومدينة بأهمية “مدينة طرابلس” قلعة “إسلامية” فقط، بل قلعة لكل الناس”.

هذا الطرح المنطقي لاقاه البعض بالمُطالبة بإزالة صور القدسين من مدينة جونية وتمثال يسوع الملك، وتناسوا أنَّ صور القديسين لم ترفع في الساحات العامة أو على الطرقات بل في الكنائس وعلى اراضٍ خاصة لا عامة.

ولمن خانته الذاكرة إنَّ ابن طرابلس وزير العدل أشرف ريفي قال خلال عشاء أقامته جمعية “اللامركزية للانماء” في 13 تشرين الثاني 2014 : “يطلق البعض على مدينتي أحياناً اسم طرابلس الشام، وهذه من ادبيات القرن الماضي. من هنا من كسروان أقول: طرابلس هي طرابلس لبنان، وهي قلعة لبنانية.. لا طرابلس هي قلعة المسلمين، ولا جونية هي مرفأ المسيحيين. كفى تطييفاً ومذهبة للناس وللجغرافيا. نحن جميعاً لبنانيون، في لبنان. نعم نحن لبنانيون في لبنان الـ10452”.

ليبانون ديبايت
2015 – شباط – 09

هل تُرفع الرايات المسيحية في طرابلس

هل تُرفع الرايات المسيحية في طرابلس

مقالات ذات صلة