رياضة محلية

مشاريع الدعم النفسي وعلاقتها بتأهيل الرياضيين

بقلم المدرب والأكاديمي أ.اياد ابو ظاهر

قبل عده سنوات تحديدًا عام 2009 تم انتداب مع مجموعة من معلمى التربية الرياضية لألمانيا ضمن برنامج الدعم النفسي من خلال الرياضة ،للوهلة الأولى كان يعتقد المعلمون والمدربون ان هذا المسمى مجرد مشروع من عده مشايع يتم تنفيذها عبر وكالة الغوث باشراف برنامج غزه للصحة النفسية ،تلك المشاريع التي تم تمويلها بعد الحرب على غزه 2008بهدف الدعم النفسي للاطفال ،بدأ المشروع ونفذت خططه حسب الجدول الزمنى وأشرف عليه مجموعة متنوعة من الاخصائين النفسيين ومجموعة كبيرة من المدربين العالميين وعدد من الاداريين والخبراء بتنسيق ومتابعة مباشرة من وكالة الغوث و هو يتمتد حتى منتصف عام 2015.

عبر هذه الاسطر سأتطرق لجزء من هذا المشروع وليس كله وهوالجزء الأهم الا وهو اعداد الكادر المؤهل علميًا وفنيًا للعمل ضمن هذا البرنامج الأول من نوعه بفلسطين، اما باقي جوانب المشروع من طلاب واداوات وملاعب فسنتحدث عنها لاحقا عبر مقالات منفصلة ان شاء الله

تدريب وتأهيل المدربين المشرفين

انقسم لجزئين

الاول :التدريب الرياضي

خضع المدربون لبرامج على أعلى مستوى من التدريب الرياضي ،فكان هناك دورتين لمدة 60يومًا بدولة ألمانيا (عام 2011و2012 )تلقى المدربون من خلالها كل انواع وطرق التدريب الرياضي بشكل عام و كرة القدم بشكل خاص وكيفية تجهيز الفرق الرياضة ،وقد زار هؤلاء المدربين مدارس رياضية في كافة الألعاب (زيارة معايشة )وخضعوا ايضًا لاختبارات نظرية وعملية ،و شاركوا ايضًا بندوات رياضية ولقاءات مع اعضاء اتحادات وشخصيات عالمية من أبرزها نائب الامين العام للامم المتحدة للشئون الرياضية ،بجانب ذلك خضع هؤلاء المدربون لأكثر من 12دورة على مدار سنوات المشروع شملت كل منهما 10 ايام تدريبية في التخطيط والادراة الرياضية وكيفية العمل ضمن فريق بجانب التدريب الرياضي المتخصص ونفذت هذه الدورات بقطاع غزه من خلال زيارات للوفود الالمانية المتتابعة ،وتلقوا ايضًا دورات متقدمة في TOTأي تدريب المدربين ومبادئ التدريب الرياضي تلك المبادئ التى يستخدمها المدربون في كافة الألعاب الرياضية

الثاني :الدعم النفسي من خلال الرياضة

على مدار 5سنوات خضع هؤلاء المدربين ايضاً لبرنامج مصاحب للتدريب الرياضي و هو برنامج الدعم النفسي مع برنامج غزه للصحة النفسية (12دورة) تصل ساعاتها لأكثر من 200ساعة حصلوا من خلالها على دبلوم معتمد من برنامج غزه للصحة النفسية ودبلوم بالدعم النفسي من جامعة برلين الحرة وهؤلاء يخضعون لدورة بالارشاد النفسي مع الاخصائي الاكلينيكي الدكتور تيسير ذياب تقام مره كل اسبوع

نقل التجربة والخبرات:

ان نقل الخبرات وايصال المعلومات لزملاء المهنة واجب وطنى واخلاقي وامانه علمية نظرًا للحاجة الماسة لهذا عند اطفالنا ومدربينا وهذا ما تم تطبيقه من خلال الدورات التى نفذها هؤلاء المدربون بوكالة الغوث وبالتالى تم نقلها للطلاب الذين تعرضوا للصدمات النفسية نتيجة للحروب المتكررة على قطاع غزه

ولعل قيام الاكاديمية الرياضية الفلسطينية باقامه دورات اعداد المدربين بكرة القدم ودورات الرعاية النفسية من خلال الرياضة يأتي كثمرة لخبرات هذه الكوادر المؤهلة والمتخصصة في هذا المجال ، ولعل ما يميزهم عن غيرهم القدرة على ايصال المعلومات وربطها بالدعم النفسي ولعل الثناء والاشادة التى نالها هؤلاء المدربين هي مؤشر لمدى التأثير الايجابي الذي حدث عند كل من يخضع لدورات تنفذها هذه الكوكبة من المدربين

ماذا بعد:

بعد عده سنوات من برنامج الدعم النفسي من خلال الرياضة نستطيع ان نقول انه كان ناجحًا ،حيث انه أحدث تغيرًا ايجابيًا على كل من عمل به وكلنا أمل ان يؤسس علي هذا النجاح بالمرحلة القادمة داخل وكالة الغوث وخارجها ومن ضمنها الاكاديمية الرياضية الفلسطينية من خلال حصولها على تمويل لتنفيذ مشاريع بنفس الأهداف لاسيما أن مجتمعنا الفلسطيني معرض بإستمرار للحروب المدمرة والتي تلقى بظلالها على كل مكونات المجتمع خاصة الاطفال ،ولعل أول بشريات نجاح هذا البرنامج هو تمويل مشاريع مشابه له بوكالة الغوث وبنفس الأهداف و كان لهؤلاء المدربين الدور الاكبر في ان يخرج للنور ويشرف عليه الان مجموعة مميزه من الزملاء بوكالة الغوث ،حيث ان هذه المشاريع هي المتاح في ظل الحصار الكبير على غزه ولذا فهي فرصة مميزه تحتاج لتوظيفها بما يتناسب مع احتياجات أطفالنا وابناء شعبنا بكافة مكوناته المتنوعة وهي فرصة ايضاً لتاهيل الرياضيين واعداد الكوادر الرياضية في كافة الألعاب .

كل التحيه لكل من يعمل من أجل تطوير الرياضة الفلسطينية وهم كُثر ويساعد في رسم الفرحة والسعادة على وجوه أطفالنا وسيبقى العمل الرياضي هو بوابة الأمل لدى كل الطامحين والراغبين في التميز والابداع.

 المدرب والأكاديمي أ.اياد ابو ظاهر
المدرب والأكاديمي أ.اياد ابو ظاهر

مقالات ذات صلة