اخبار الوطن العربي

خلايا داعش في لبنان تستيقظ..

يعيش تنظيم “داعش” ارهاصات الحرب الاخيرة، ولعل وصول الموصل الى شفير السقوط ابلغ مثال عن انحلال ظاهرة “الخلافة” التي روج لها التنظيم. في الموصل مروراً بريف حلب وصولاً الى الرقة، لا يبدو انّ التنظيم الاسود في افضل ايامه، بل انّ الخوف من المصير يتسيّد تصرفاته الايلة حالياً صوب الانسحابات المتتالية والانضواء ضمن الحد الادنى المتوفر من اراضٍ غزاها سابقاً.

تتحدّثت المعلومات الحالية عن أنّ “تنظيم داعش بدأ ينقل كلّ قواه العسكريّة من افراد ومصانع واسلحة ومخازن إلى دير الزور وريفها، تحسباً لمصيرٍ مشابه قد يتكرر في الرقة، خاصة بعد ان بات الاكراد والاميركيين على تخومها من الجهة العليا، فيما يندفع حزب الله ومعه الجيش السوري نحو الشرق من الجهة السفلة، وهذا ان دل فبدل على بدي انفراط عقد “دولة” قيل عند نشوئها “باقية وتتمدّد”.

حزب الله يتعمق اكثر فاكثر في البادية السّورية مع تحرير ثلاثين ألف كيلومتراً منها ويقترب من دير الزور، توازياً يتربص الاكراد بالرقة. بين هذا وذاك يعيش لبنان الذي ابى الخضوع لارادة التنظيم الاسود. مصادر متابعة توقفت عند هذه التطوّرات، مشيرةً إلى أنّ “الوقائع الأخيرة تدلّ على أنّ نهاية “داعش” اقتربت، وأنّ التنظيم إلى تراجع وانحسار بعكس ما كان قد هدّد بحصوله، والموصل هي أكبر إثباتٍ على هذه النتيجة”.

طبعاً لبنان ليس معزولاً عن المحيط، ومن شبه المؤكد انه يتأثر بما يحصل في جواره، وهو شهد على تأثيرات عديدة منذ نشوء الحالات الارهابية في سوريا حتى اليوم. انطلاقاً من هنا، لا يبدو انّ “داعش” يستسهل العمل في لبنان، لكنه ورغم ذلك، لا يسقط فرضيات الرد على انتكاساته. تلاحظ مصادر متقاطعة لـ”ليبانون ديبايت” انّ داعش في صدّد التحول في لبنان الى شق يشبه بتصرفاته تلك المعتمدة في اوروبا او دول العالم التي يقوم باستهدافات فيها، وهذا يتضحه من خلال الخلايا الارهابية التي ضبطها اخيراً.

لا تخفي المصادر، دون ادنى شك، انّ “داعش” ربما نادى المنادي لاستيقاظ الخلايا النائمة في لبنان، وهذا يمكن استشعاره خلال الفترة القليلة الماضية، حيث نجح الجيش والقوى الامنية من احباط عدة مخططات، يتضح ان “داعش” طبخها لتكون مؤذية ومختلفة عن السياق السابق الذي اعتمده.

من خلية رأس بعلبك مروراً بخلية مشروع الربيع وصولاً الى ما اكتشف في مخيمات عرسال، يمكن تحليل ان “داعش” يتجه صوب تفعيل دوره للتعويض على نكساته في المحيط، وربما يهدف الى تسعير الداخل اللبناني لكي يبقى له ملاذ نشاط يرد فيه على ما يتعرض له بعد نفاذ الامكانيات في كثيرٍ من الاماكن، لكن الذي يقف امام احباط مشاريعه هو ديمومة سهر الاجهزة الامنية التي وقفت مع العناية الالهية سداً منيعاً امام طموحات التنظيم.

ومما لا لبث فيه، فان الواقع الاستراتيجي في المنطقة وتطوّر الأحداث، وخروج “داعش” من معاقله ونقاط سيطرته، يدفع به إلى الاستعاضة مثلاً عن خسارة الموصل بمناطق لا شك ان لبنان نمن ضمنها. ولا تخفي اوساط متابعة لـ”ليبانون ديبايت”، انّ داعش يهوى العمل في البيئات الهادئة التي تقل ضجيجاً عن غيرها والتي توفر له سبل تلزيم وتنفيذ المشاريع الارهابية. من هنا، يجد التنظيم الارهابي لبنان من الدول المفضلة ضمن المنطقة لينتقم فيها، لكن حظة العثر دائماً يوقعه بشباك لا يحسب لها.

وتتوقع المصادر المعنية من أنّ “الفترة المُقبلة ستشهد حِراكاً مرتفِعاً متطوراً عن الفترات السابقة، لان الذي ينطبق على “داعش” اليوم، هو مثل القط الذي علق في الزاوية، ولم يعد بوسعه للدفاع عن نفسه سوى “الخربشة”.

لا شك ان العمليات الاستباقية التي قامت وتقوم بها الاجهزة الامنية، من شأنها اسقاط مشاريع التنظيم، لكنه يظهر بانه لا يرتدع ومصمم على الوصول الى حد ادنى من نجاح في تنفيذ هجوم ما، وهذا ما تشير اليه المصادر التي تؤكد انّ “داعش” لن يتوانى عن محاولات ايجاد المنافذ اللاذمة التي تمكنه من الاختراق، وهذا بطبيعة الامور، مرتبط حصوله نظراً للواقع الإقليمي السائد الذي يوفر بسخونته عوامل واسباب لا يمكن اغفالها.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة