منوعات

إلى السيد حب مع محبتي

أتوجّهُ الى حضرةِ جنابِكُم في يَوْمِ عيدِكُم متمنّياً لَكُم سنيناً مديدةً مِن القُبَل عساها تَكُونُ مليئةً بالمعانَقات وقِصَصِ الغرامِ.

وإذ أكتُبُ الْيَوْمَ بالتّحديد،فلأني أستَفقِدَكُم كلَّ يومٍ في وجوهِ النَّاسِ فلا أَرَاكُم وفِي قلوبِهِم فلا أسمعُ نبضَكُم وعلى ألسِنَتِهِم فلا أسمعُ مِنهُم عسَلَ الكلامِ وفي وجوهِهِم فلا تنكَشِفُ لي أساريرٌ أو أواصِرُ غرامٍ تُذكَر.

أتصفّحُكَ في الإنجيلِ فتهبُّ على نفسي عليلاً كنُسَيمَة ،وأهرعُ لِلُقياكَ في عيونِ المؤمنينَ فتصفَعُني عاصفةٌ هوجاء من بغضٍ وضغائن فلماذا تختبِئُ بينَ الصّفحاتِ ولا تَكُونُ صَفحاً؟

أغازِلُكَ في القرآنِ فتتكشَّفُ لي ملاكاً من حريرِ الحنانِ ولمسَةً من رأفَةٍ وقبلَةً من أمومَةٍ جَذلى، وعندما أخرجُ من عَطفِ الآياتِ التي حمّلتَها لهاثَكَ الربّاني أدخُلُ الى صفحاتٍ مِن نِصالٍ ووِصالٍ ترَبّى على حَدِّ السيوفِ بَدلَ أن يَربى على القُبلات.

أُجاهِرُ في عيدِكَ بكَراهيتي لَكَ وبكلِّ ذريَّتِك ونسلِكَ وأتباعِك وأعلِنُ انقلابي عليك وبولائي لحبٍّ برسمِ التفتيش والتنقيبِ المُضني لم يُولَد بعد.

سئِمتُ يا حضرةَ الحبِّ من التنقيبِ عنك في الوجوهِ والقلوبِ والأقوالِ والأفعال ومللتُ من التجوِّلِ بحثاً عن أقارِبِكَ وانسبائَكَ في الأوطانِ والمَهاجِرِ وفِي القطبَينِ وفِي بلادِ الحَرِّ والقرّ.

سأتغزّلُ بحبٍّ جديدٍ لا يشبِهُ خَيبَتي بكَ ولن أخجَلَ من قنوطي وحِقدي ومن رغبتي الجامحَة في قتلِكَ كُلَّمَا التقيتُ كَذوباً أو حَقوداً أو سَفيهاً يحملِكَ مزَوّراً في بسمتِه وجثّةً في أصغَرَيه.

لا أُحِبُّ الحبّ ولا أعترِفُ بدولَتِه ولا بجيشِ قصائدِهِ ولا بِنِظامِه ولا بالطاغيَةِ ذاك المُسَمّى عِشق والذي يتشدَّقُ بهِ المغرومون والمُحِبّون.

أنا وأنتَ والمستحيلُ ثالِثُنا فمستَحيلٌ أن تَكُونَ شيطاناً كلَّ أيامِ السّنَةِ ثمَّ ملاكاً بيدِهِ خاتماً ماسيّاً في صبيحَةِ يومٍ أرمَل، ومستَحيلٌ أن ترسُمَ إشارَةَ الصليبِ كلَّ يومٍ على جبينِكَ وصدرِكَ في حين أن فمكَ كريهُ الرائحةِ وبلا طيبٍ ولا طيبَة، ومستحيلٌ أن تقولَ كلَّ يومٍ أنّك عاشِقٌ لله في حين أنّكَ لا تعشَقُ الإنسان ولا ترى الله في معبودِه.

أعرِفُ تماماً أن قِصَصَ الحبِّ المجهَضَة أملُها ضَعِيف في إعادَةِ كتابَتِها بحبرِ الصدّاقَةِ لكنّي أهوى ركوبَ المساراتِ المحفوفَةِ بالخطر، ومع علمي المُسبَق أن رسالتي إليك أيّها الدجّالُ المتنكِّرُ بزيِّ دبٍّ من صوف وخاتمٍ من ذهب قد تُثيرُ حفيظَةَ أتباعِكَ المُضَلَّلينَ سأستمرُّ في السّيرِ بخِطَّتي للهجرةِ الى قلبِ أُمِّي مكَمِّلاً إنقِلابي الأبيضَ على مملَكتِكْ.

رَجائي ألا يمرَّ عامٌ بَعْد إلا وأكونُ قد حقَّقتُ نَصراً إلهياً عليك وأسّستُ على أنقاضِكَ مملكةَ حبّي الجديدة، تلك التي تشبِهُ يداً مفتوحَةً وقلباً بريئاً وقبلَةً لا يوضاسَ في طعمَتِها وعيوناً ترنو الى إنسانيّةَ الإنسان .

روني الفا | ليبانون ديبايت

2018 – شباط – 14

مقالات ذات صلة