اخبار الوطن العربي

بيان سياسي جماهيري بمناسبة الذكرى السبعون للنكبة

تحل علينا الذكرى السبعون للنكبة الكبرى، نكبة الشعب العربي الفلسطيني والتي حلت عام 1948، هذه الجريمة الصهيونية المستمرة فصولاً منذ سايكس بيكو عام 1916 مروراً بوعد بلفور المشؤوم عام 1917، وصولاً لاتفاقات أوسلو السياسية وملاحقها الاقتصادية والأمنية، بهدف قتل الحلم الفلسطيني المتجسد بحق العودة، والتحرير وهزيمة المشروع الصهيوني في منطقتنا. هذه النكبة التي توالدت نكبات متتالية استهدفت الأرض والشعب والحقوق، فعملت الحركة الصهيونية والعصابات المجرمة العنصرية على تهويد الأرض وعبرنة وأسرلة كل مناحي الحياة والمعالم الفلسطينية والتاريخية، ورغم كل ذلك ما زال الشعب الفلسطيني أشد بأساً، واقوى عزيمة، وأكثر تصميماً على مواجهة وهزيمة الجسم السرطاني الصهيوني الذي زرع في قلب الأمة العربية.

سبعون عاماً وما زال شعبنا يمتشق سلاحه ويمارس كل أشكال النضال في مواجهة نظام عنصري إجلائي استحلالي كولينالي، إنه نظام الأبارتهايد الصهيوني، نظام التفرقة والفصل والاستعلاء بحق شعب أصيل يمتد تاريخه وجذوره منذ آلاف السنين، ويوغل النظام العنصري الإسرائيلي على ممارسة كل أنواع الحقد والكراهية، محاولاً الهيمنة والسيطرة عبر فرض سياساته وإجراءاته العقابية وقوانينه العنصرية بحق الشعب العربي الفلسطيني عبر محاولات إخضاعهم والحط من كرامتهم ودفعهم لليأس والإحباط والاستسلام.

قوانين عنصرية فاقت الوصف وتتنافى مع أبسط حقوق الإنسان والحريات والمساواة.

لقد أثبت التاريخ البشري زوال كل الإيديولوجيات العنصرية، والكيان الصهيوني، ومشروعه سيزول بالمقاومة، كما زالت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطالية وإسبانية، ومصير الكيان العنصري لن يكون أحسن حالاً من كل الإمبراطوريات الاستعمارية العابرة.

تأتي مناسبة النكبة هذا العام ويستمر مشهد الانقسام الجغرافي والسياسي البغيض واستمرار الحصار والافقار والتجويع لقطاعنا الحبيب في غزة الصامدة، حيث أدارت قوى الانقسام الظهر لكل الاتفاقات والتفاهمات الوطنية المبرمة منذ عام 2005 وبدل الذهاب لمجلس وطني جديد ومنتخب يشارك به الجميع وخارج قبضة الاحتلال عملت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطيني على تجاوز كل جهود المصالحة بعقدها مجلس وطني غير توحيدي في دورته الأخيرة (23) لتؤكد من جديد ليس تجاوز فقط الثوابت الوطنية، بل تهدد بذلك النصاب السياسي الفلسطيني والشرعية الوطنية المعبر عنها لمنظمة التحرير الفلسطينية، كأهم منجز وطني جامع للشعب الفلسطيني. كل ذلك يأتي بسبب رهان أصحاب نهج أوسلو على استئناف المفاوضات، رغم كل قرارات المجلس المركزي في دورتيه الاخيرتين (15/3/2015و 18/1/2018 ) . مما يفسح المجال لصفقة القرن ويضعف المواجهة لمشروع ترامب الذي يستهدف تصفية المشروع الوطني الفلسطيني وخاصة قضيتي اللاجئين والقدس، وبدل المراجعة النقدية الوطنية المسؤولة تستمر الرهانات الخاسرة على استمرار الحصار والانقسام والثقة وإدارة الظهر للكل الوطني ولشركاء الكفاح والتاريخ.

إن قضية اللاجئين وروافعها الوطنية والقانونية، تتعرض لمخطط مدروس يتمثل بمحاولات تهجير وتدمير المخيمات الشاهد على النكبة كذلك محاولات إنهاء وظيفة وخدمات وكالة الغوث الأونروا (تعبيراً تمسك المجتمع الدولي بقضية اللاجئين إلى حين عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم) كحق طبيعي وقانوني واستناداً للقرار (194)، عدا عن محاولات إضعاف المكانة التاريخية والتمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وأداته الكفاحية للتحرير والعودة، والائتلاف العريض والجهة الوطنية الموحدة.. ورغم كل ذلك سنسعى ومستمرون بجهودنا من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، وإنجاز المصالحة والذهاب لمجلس وطني جديد ومنتخب توحيدي يشارك به الجميع خارج حراب وقيود الاحتلال.

إن شعبنا الذي ابتدع كافة أشكال النضال والمقاومة والانتفاضات فهو اليوم من خلال مسيرة العودة الكبرى التي يجب أن تتسع مساحتها ويشارك بها الجميع فهي الرد على محاولات ترامب نقل سفارته إلى القدس بذكرى النكبة والبديل الشعبي الفلسطيني لسياسات الحصار والانقسام ورفض محاولات التطبيع والتطويع والتركيع.

في ذكرى النكبة نجدد عهد الوفاء للقضية التي قضى من أجلها كل الشهداء، من أجلها أُسر واعتقل مئات الآلاف من أبناء الحركة الوطنية الأسيرة خلال مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

المجد للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى

كل الدعم لمسيرة العودة الكبرى

وإننا لمنتصرون وعائدون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة اللاجئين وحق العودة

15/5/2018

مقالات ذات صلة