وزير الداخلية يزور مسجد النور ويحضر صلاة الجمعة
وزير الداخلية يزور مسجد النور ويحضر صلاة الجمعة شاب هولندي يعلن إسلامه أثناء زيارة الوزير
الجمعة 21/5/2010
وسط ابتهاج المصلين وفرحتهم بإعلان شاب هولندي إسلامه يوم الجمعة 21/5/2010 أثناء زيارة وزير الداخلية في برلين السيد كورتنج، حيث استمع إلى خطبة الجمعة من الشيخ أبو جبريل من على منبر مسجد النور الذي ذكر فضائل الإسلام وشيم المسلمين في التمسك بقيم العدل والمساواة تجاه المسلمين وغير المسلمين، وركز خطيب الجمعة على المحبة والوفاء وحسن الجوار ومراقبة الإنسان لأفعاله في السر والعلن امتثالاً لأمر الله تعالى وحفاظاً على الصورة المشرقة للإسلام في الغرب. وقد استمع الوزير ومن رافقه من الصحفيين لشرح موجز من الشيخ ناصر العيسى إمام وخطيب مسجد النور عن سماحة الإسلام وعظمة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ورفقه وكرمه ولينه التي زخرت بها كتب السيرة النبوية المطهرة، كما أطلع د. عز الدين حماد مدير مسجد النور وزير الداخلية على برامج المسجد ومؤسساته المختلفة التي تقوم على خدمة أبناء الجالية العربية والإسلامية، وقد أكد د. سعيد أبو صافي مدير مدرسة النور النموذجية / مركز الأسرة والشباب على الدور الذي تقوم به المدرسة بما تقدمه من برامج تعليمية متطورة وأنشطة ترفيهية ورياضية تساهم في الاندماج الإيجابي والمحافظة على الثقافة الإسلامية والهوية واللغة العربية لدى أبناء الجالية.
وقد خاطب وزير الداخلية جموع المصلين التي امتلأت بها جنبات مسجد النور الذي يعتبر من أكبر المراكز العربية الإسلامية في ألمانيا حيث شهد صلاة الجمعة بحضور الوزير حوالي 1200 من المصلين من الرجال والنساء ، الذين استمعوا لكلمة ألقاها السيد كورتنج شكر فيها إدارة المسجد على استضافته وإتاحة المجال لكي يخاطب المسلمين في برلين من إحدى أكبر مؤسساتهم في خطوة لطمأنتهم تجاه سياسته الداخلية، حيث استنكر في كلمته موجة العداء للإسلام والتحريض على المسلمين دون أي دليل يدينهم، وأكد في كلمته على موضوع الخطبة فيما يتعلق بالعدل في الحقوق والواجبات بين المسلمين وغيرهم، كما دعا الجميع في برلين أن يكونوا إخوة بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم سعياً لتعزيز العلاقة مع المسلمين.
وقد اطّلع وزير الداخلية عن كثب على نشاطات المسجد ودوره في توعية أبناء المسلمين وخاصة الشباب منهم، في الوقت الذي تزامنت هذه الزيارة مع إقامة دورة شرعية للشباب والشابات باللغة الألمانية يحضرها المئات من المشاركين، وتعتبر هذه الدورات الشرعية الإسلامية من الأنشطة التي تميز بإقامتها مسجد النور منذ سنوات عديدة في برلين وكان لها أكبر الأثر في زرع العقيدة والوعي الإسلامي لدى الفئة الأكبر من أبناء الجالية من الشباب والشابات، بحيث يمكث المشاركون في المسجد ثلاثة أيام تهيئ لهم إدارة المسجد المكان للنوم وتوفر الطعام والشراب خلال الدورات الشرعية مجاناً من التبرعات التي يقدمها المحسنون وأهل الخير من أبناء الجالية العربية والإسلامية، وقد كان لهذه الدورات الشرعية أبلغ الأثر في دخول عدد كبير من الألمان وغيرهم في الإسلام.
ويتساءل المرء هل يمكن أن تعتبر زيارة وزير الداخلية إلى مسجد النور كأول محطة عربية له في برلين على أنها نقطة تحول في العلاقة بالمسلمين، أو أن تفسر أنها بداية تغيير في السياسة الألمانية الداخلية تجاه المسلمين في برلين بشكل عام والجالية العربية بشكل خاص، واعترافاً بدور المؤسسات العربية الإسلامية، وهل يمكن اعتبارها أول الطريق للاعتراف بالإسلام كديانة رسمية في ألمانيا. هذا وتعتبر زيارة وزير الداخلية إلى مسجد النور من أهم الزيارات التي قام بها مسئول رسمي ألماني إلى المؤسسات العربية في الوقت الراهن، في الوقت الذي كثر فيه الجدل حول الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والحجاب ومنع النقاب وغيره من القضايا التي تمس المسلمين، هذا وترى أوساط مقربة من إدارة مسجد النور أنها قد تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات العربية الألمانية وتؤسس لمرحلة من بناء الثقة بين الطرفين على أساس أن رواد المسجد وأبناء الجالية غالبيتهم يحملون الجنسية الألمانية ويريدون الاندماج الإيجابي في المجتمع الألماني مع المحافظة على هويتهم والدفاع عن قضاياهم العادلة التي تهم العرب والمسلمين في هذه البلاد.
مع تحيات عبد خطار
