المقالات

كتب الرفيق حسين غازي مصطفى [ أبو غالب ] عن الرفيق ماهر اليماني …!!!

يوم الثلاثاء 5/2/2019 – عبد خطار

من أصعب اللحظات في حياة الرجال عندما تقف عاجزا عن رد الجميل والوفاء لدين يطوق عنقك تشعر بالعجز وتكتفي بالدعاء…

ماهر اليماني الرفيق العزيز ما دفعني إلى الكتابة اليوم هو وجودك على سرير المرض تصارع وحدك وانا عاجز عن فعل شيء جعلني احس بالذنب والعجز نحو رفيق كان سبب انني لا زلت أقف على قدماي قبل 50 عاما مضت كنا قد التقينا في العام 1969 في عمان في مكتب الشهيد ابو ماهر اليماني في جبل اللويبدة أنا في طريقي الى الأغوار وانت لا اعرف يومها وجهتك عرفني الشهيد ابو ماهر عليك اخي ماهر الصغير الشقي تبادلنا أطراف الحديث ولا سيما عن الفدائين والأغوار والدوريات والصدام مع العدو الخ وافترقنا لنعود وتلتقي في العام 1973 في شهر أيار حينما هاجم الجيش اللبناني مخيم شاتيلا ولأول مرة وكان المخيم هو مقر قيادة المقاومة الفلسطينية بعد خروجها من الأردن بالإضافة إلى صبرا اندفعت عدة مجموعات من القطاع العسكري في الجنوب إلى بيروت للدفاع عن المخيم وكنت واحدا من ضمنهم وتمركزت على محور بئر حسن التقينا يومها وانت توزع المجموعات على المحاور وكنت يومها في جهاز الأمن المركزي قصف الجيش المخيم بطائرات الهوكرهنتر الحربية وفي يوم 6 أيار اصيب الرفيق المقاتل الشرس والصلب زهير الشامي ابن مخيم البدوي وبنتيجة الاصابة بترت ساقيه الاثنين في مستشفى المقاصد المستشفى الوحيد الذي غص بالجرحى وبات عاجزا عن القيام بأي عمليات دقيقة وتستغرق وقت لكثرة الإصابات حزنا كثيرا على زهير وفي اليوم التالي أصبت إصابة بالغة في قدمي تبعد خمسة سنتيمتر عن إصابة سابقة في صابونة الركبة كنت قد أصبت بها قبل عام قرب مستعمرة مزرعيت .

وكان ماهر اليماني اول الواصلين إلي وحملني على ظهرة إلى أن وصل للسيارة وقام بنقلي فورا إلى مستشفى المقاصد وادخلني إلى غرفة العمليات بقسم الطوارئ ولم يغادر المكان إلى أن استمع لرأي الطبيب الجراح والذي أبلغه بضرورة بتر الساق فوق الركبة فرفض ماهر وقال له لا تمسه سانقله من هنا وقام ماهر بالاتصال بالقيادة وانا لا أعلم شيء عن هذة الاتصالات ولكن علمت بها فيما بعد قام الحكيم جورج حبش بالاتصال بصديق له أيام الدراسة في الجامعة الأميركية وهو البرفسور منح حمادة من أهم جراحي العظام في لبنان ولكنه يعمل في مستشفى البربير وهي تحت سيطرة الجيش اللبناني وهو بنفس الوقت الطبيب الشرعي للجيش فطلب احضاري على اساس انني مدني أصبت برصاصة طائشة نقلت إلى مستشفى البربير وخضعت لعملية استمرت خمس ساعات ولم يخرجني الطبيب من غرفة العمليات الا بعد ان صحوت من البنج وقال لي الحمد لله على سلامتك وانا لم أصدق أن رجلي لا زالت موجودة وافهمني أن الشرطة العسكرية ستأتي للتحقيق معك وماذا علي قوله ونقلت إلى الغرفة وحضرت الشرطة العسكرية لاستجوابي ثم غادروا بعدما علموا انني مدني واصبت برصاصة طائشة وفي اليوم التالي كان المستشفى تحت سيطرة المقاومة استغرق علاجي مدة طويلة اكملته في ألمانيا وعند انتهاء فترة العلاج عدت سالما معافى وقدمي مثل الأول وكان الفضل الأول يعود الرفيق دربي ماهر اليماني وعند عودتي التحقت بالقطاع الأوسط وكان يقودة الشهيد احمد أمين رفيقي وعملنا معا في قطاع العرقوب بالسبعينات و ماهر اليماني نائبا له وفي اجتياح عام 1978 الوقت إسرائيل العديد من الصواريخ المحملة بالقنابل العنقودية والتي لم تنفجر وكنت و ماهر في بساتين شارنية إلى الشرق من مخيم برج الشمالي حاول ماهر إمساك أحد القنابل العنقودية منعته من ذلك وأطلق عليها النار من مسدسة انفجرت وأصيب ماهر بشظايا في يده وقمت باسعافة إلى المستشفى واستمرت العلاقة كل في موقعه إلى يومنا هذا وانا مدان له وهو يرقد اليوم يصارع المرض وانا اكتفى بالدعاء له اعذرني يا ماهر يا رفيق عمري ودربي على تقصيري ولا زال لدي أمل أن نلتقي ونكمل المشوار …..رفيقك ابو غالب الساعدي….

كتب الرفيق حسين غازي مصطفى [ أبو غالب ] عن الرفيق ماهر اليماني

مقالات ذات صلة