المقالات

هذا مش وقتو!!!!!!!!!

هذا مش وقتو!!!!!!!!!

Is not the right time

رائف حسين

من منكم لم يسمع هذه الجملة القصيرة الاف المرات بحياته؟ سمعناها كلنا بمناسبات وبسياقات مختلفة تكاد تشمل كل نواحي حياتنا. ما يهمني هنا ليس المجال الخاص لاي انسان ولا المجال العام الضيق لفئة معينة من البشر , ما يعنيني تلك الناحية التي تخصنا كلنا كأمة عربية. انني على يقين تام بأن هذه الجملة القصيرة رسمت خط حياة الامة العربية من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها على مدار نصف القرن الاخير على الاقل. جملة استعملت كسوط ضد كل من سمح لنفسة بالتفكير في حالة الامة التعيسة. ثلاث كلمات بسيطة كانت وما زالت كمامة لافواه هؤلاء الذين سمحوا ويسمحوا لانفسهم انتقاد الحالة المهرولة للامة المسكينة.

دائماً كان وما زال لزعماء الأمة حجة لعدم طرح المواضيع الشائكة والتي تخص مستقبل الوطن العربي للنقاش… وخرجوا علينا هؤلاء الفاشلين, مصاصي دماء شعوبهم من على شاشات التلفزيون صارخين بانتهازية قل مثلها في العالم: هذا مش وقتو!!! عندنا احتلال … انظر الى حرب العراق …. انظر الحملة على الاسلام.. انظر الى اعداء الامة المتربصين هنا وهناك…. انظر الى الحملة الغربية على هذا الكيان وذاك… عندنا ازمة اقتصادية… في البلد الفلاني حرب اهلية هناك تهدد مصالح الجميع…. فلسطين محتلة وتنزف… حجج وحجج فارطة بليانه استعملت كأفيون لتهدئة الشعب المسكين على مدار عقود من الزمن. حجج استعملها الانتهازيون مستغلين حبنا نحن اولاد وبنات العروبة لوطننا وشعبنا وامتنا وحضارتنا, مستغلين العزة والكرامة في قلوبنا نحن الناطقون بالضاد, تلك الكرامة والعزة التي افتقدوها عندهم بذاتهم, بعد ان باعوا الوطن وثرواته بثمن زهيد…

سألناهم عن حال الوطن والتردي الذي نعيشه منذ عشرات السنين رغم الغناء الفاحش.. سألناهم عن حقوقنا كبشر.. سألناهم متى ستأتي المواطنة لعالمنا العربي؟؟ ومتى سنبدأ بأحترام حقوق الانسان؟؟ سألناهم الى متى ستبقى المرأة معدومة الحقوق تعيش مهمشة في مجتمع ابوي مدعومة من انظمة وقيادات رجالية دينوصاورية؟؟؟ سألناهم عن عشرات الالاف من السجناء السياسيين الذين يقبعوا في سجون الانظمة لا لشىء الا لمطالبتهم بحقوقهم كبشر؟؟؟ اتفقت الانظمة العربية البالية دائمأ على جواب موحد لشعوبها: هذا مش وقتو!!!

لم تفهم الشعوب العربية وبحق التناقض الذي يعيشه العالم العربي بأكثر من مجال منذ عشرات السنين؛ فترى زعماء الفشل يتشدقون بالعروبة والاخوة والوحدة والمصير المشترك وما الى ذلك من العسل الديماغوغي الرخيص في الوقت ذاته يصبح انتقال المواطن العربي من بلد عربي لاخر امر شبه مستحيل وسفره لدولة اوروبية اسهل بالف مرة ناهيك عن الصعوبة ان اراد ان يعمل في دولة عربية اخرى لاطعام عائلتة هنا تنتهي العروبة والاخوة وما الى ذلك من الكلام الديماغوغي الذي يباع امام عدسات الفضائيات… متى هو الوقت المناسب ايها القادة الفاشلون لتفهمونا لماذا يدخل الالماني الخليج العربي متى شاء والفلسطيني يمنع كأنه العدو اللدود؟؟ كيف يحق للفرنسي دخول المغرب ويمنع الجزائري من ذلك؟؟ ويدخل الاسباني دون عائق لسوريا وتبنى حواجز جبارة لمنع الاردني من ذلك؟؟؟؟ اليس من حقنا ان نسأل متى سيأتي الوقت المناسب لنقاش هذا الامر…؟؟؟ اليس من حق الشعوب ان تفهم لماذا ما زالت الامية الامر الوحيد الذي تتفوق به الدول العربية على دول العالم الاخر..؟؟؟ اليس الوقت مناسب لطرح السؤال: ما الذي يدفع اكثر من مليون اكاديمي عربي, والعدد يزداد يومياً, للعمل والبحث العلمي في دول الغرب وعدم العودة لاوطانهم؟؟؟؟ متى هو الوقت المناسب ايها السادة الغير كرام لأسألكم عن اموالكم المكدسة في موناكو وسويسرا ؟؟؟ متى هو الوقت المناسب لتوضحوا لنا مصدر الغناء الفاحش لكم انتم قادة الانظمة ومن لف حولكم من مساعديكم ووزراءكم وابناء عائلاتكم؟؟؟

اليس الوقت مناسب لأسألكم لماذا صرفت ملياردات الدولارات سنوياً لشراء احدث الاسلحة من الغرب “وعدوكم اللدود” _ الدولة الصهيونية _ اصبح منذ سنوات طويلة صديقكم وشريككم الوفي؟؟؟ ما حاجتكم يا قادة يا زعماء الامة لاجهزة المخابرات والامن بانعدام العدو لولا خوفكم من شعوبكم؟؟؟؟ متى ستصرفون المال على تطوير العلم والثقافة وخلق فرص عمل لشعوبكم بدل ان تستثمروها في اسلحة الغرب وشركاته؟؟؟ متى تنوون يا زعماء الفشل ان توضحوا لنا كيف تقوم دولة مثل فيتنام, دمرت بالحرب دمار لم يعرفه التاريخ الجديد وبقيت تحت الاحتلال حتى منتصف السبعينات, بهذا النهوض الجبار وتبني دولة متطورة واقتصاد عظيم, بينما نحن أمة كاملة ما زلنا بعد عشرات السنين من الاستقلال بعيدون حتى عن الاكتفاء الذاتي بالطعام؟؟؟؟

is the right time انه الوقت المناسب لاقول لكم من انتم!!

انتم يا زعماء الامة… هكذا كما انتم.. انتم خُلقتوا لتكون كما انتم… انتم عدو شعوبكم لانكم صنعتوا لتكونوا كما انتم… انتم لا تحترمون شعوبكم…بل تحترمون حسابكم البنكي… انتم مصيبة الامة وعارها… انتم الفشل والتعاسة بجسد انسان… انتم من خلق الكذب والاختلاس وذهب للصلاة…. انتم الطابور الخامس وتهتفون بالوطنية…. انتم من انتم كما كنتم وكما ستبقون…….

شعوبكم يا زعماء العار , هذه الشعوب التي دستم على رقابها عشرات السنين بالسباط, فاقت من سباتها كالمارد وصرخت كهدير البحر في وجوهكم التعيسة: انه الوقت المناسب لنأخذ ما لنا ونرمي بكم على مزبلة التاريخ…

ومن تبقى منكم في عرشة انصحه ان يعد العدة ويرحل…

انها زمان الشعوب الصامدة…

انها زمان الشرفاء…

انه زمان العروبة…

وانتم من زمان اخر…

وداعاً يا مصيبة الامة وعارها….

* مدير معهد الدراسات الاستراتيجية للشرق الاوسط – هانوفر/ المانيا

مقالات ذات صلة