اخبار مخيم البداوي

مخيم البدّاوي || الإجراءات مستمرة وباب للتسوية

أعطت الاتصالات واللقاءات التي عقدت في مخيم البداوي، بين ممثلي الفصائل الفلسطينية ومسؤولي استخبارات الجيش في الشمال، فرصة للبحث عن حلّ لأزمة تسليم المتهم بالانتماء الى تنظيم إرهابي شادي الخطيب نفسه للجيش.

وتزامنت الاتصالات مع تخفيف الجيش، نسبياً، إجراءاته الأمنية حول المخيم وعند مداخله، بعد تسليم قادة الفصائل عدداً من المطلوبين. فيما بقيت التدابير الأمنية الاستثنائية في محيط المخيم، وتواصلت الدوريات المؤللة وعمليات التدقيق على الحواجز.

وتزامنت التدابير مع تحريض جهات في المخيم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على الاعتصام والتظاهر احتجاجاً على إجراءات الجيش، وحتى إلى الخروج من المخيم لجهة منطقة جبل البداوي، ما دفع الفصائل إلى التحرك وتنفيذ القوة الأمنية المشتركة في المخيم انتشاراً أمنياً مكثفاً لمنع أي تحرك من هذا النوع، والحؤول دون الاحتكاك بين المتظاهرين وعناصر الجيش. فيما ناشدت هيئات وجمعيات مدنية في المخيم الأهالي «تحمل المسؤولية وعدم السماح لأبنائهم بالمشاركة في أي تحرك قد يؤدي إلى تدهور الوضع»، ودعت الى «التحلي بالصبر والعقلانية حرصاً على أمن المخيم والجوار»، محذرة من «الوصول إلى مشكلة كبيرة لا تحمد عقباها (…) ومن يحرّض شبابنا على الجيش داع للفتنة، وكذلك من يخطط لرمي حجارة على حاجز الجيش ليلاً ليستفزه، ومن يوجه شتائم للجيش».

ورأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أركان بدر أن «الوضع حرج ويحتاج إلى موقف حكيم وعمل دؤوب للخروج من هذا المأزق بما يحافظ على أمن المخيم وسلامة أبنائه»، مؤكداً «أننا لسنا في عداء مع أحد في لبنان، ولا سيما المؤسسة العسكرية»، ومشدداً في المقابل على أن الأمر «يستوجب دوراً أفعل للفصائل، وتقوية القوة الأمنية لوضع حدّ لأي محاولات للعبث بأمن المخيم»، مبدياً تفهمه «للإجراءات الأمنية المتخذة حول المخيم مؤخراً، على أن يؤخذ بالاعتبار أن لا تؤدي إلى أضرار تلحق بأبناء المخيم في عملهم وقوت رزقهم وحرية حركتهم».

وسط هذه الأجواء، برز تطور لافت يتعلق بقضية تسليم الخطيب، المنتمي إلى السلفية الجهادية والمتواري داخل المخيم بعد عودته من سوريا قبل أشهر. إذ أصدرت عائلته بياناً أكدت فيه «الحرص على أمن المخيم، وأنها لن تكون سبباً في توتير الأوضاع الأمنية فيه». وأهابت بالجهات كافة «عدم بث الشائعات والأخبار غير الدقيقة»، معلنة أنها «في طريق حل الإشكال بما يضمن الحفاظ على حق أخونا شادي بتوضيح موقفه أمام الجهات الأمنية اللبنانية». وطلبت «من الجميع عدم التدخل والتواصل معنا»، وأنها كلفت «حركة فتح ومسؤول تنظيم الصاعقة في المخيم أبو نجيب، التواصل معنا للوصول إلى الحلول الكفيلة بحفظ أمن المخيم وأهله».

ومساء أمس، عقدت الفصائل اجتماعاً استثنائياً لمتابعة هذه القضية وبحث سبل حلها، كشفت على أثره مصادر المجتمعين أن الخطيب «عرض على الوسطاء تسليم نفسه بعد إطلاق فرع استخبارات الجيش شقيقه خالد، الموقوف منذ نحو 10 أيام، وأن الفصائل ستنقل هذا الطلب إلى مسؤولي استخبارات الجيش لمعرفة رأيهم».

عبد الكافي الصمد | الأخبار
2016 – أيلول – 19

مقالات ذات صلة