المقالات

3 قمم || خليجية وعربية وإسلامية || حضر الجميع وغابت فلسطين

سمير أحمد

تستكمل مكة المكرمة اليوم استقبال مسلسل القمم الذي انطلق بالأمس بـالخليجية والعربية، بعقد القمة الإسلامية اليوم، ليكتمل بها طوق الأمان الذي تنشده المملكة العربية السعودية التي اهتز أمنها القومي على وقع صواريخ عدة انطلقت من طائرة يمنية مسيرة أصابت شركة أرامكو النفطية، وعطلت العمل بها.

فمن أجل مواجهة تلك الصواريخ جمعت المملكة السعودية قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية، في وقت تشهد فيه المنطقة هجمة أمريكية صهيونية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، من خلال صفقة القرن وفرعها الاقتصادي الذي ستحتضنه العاصمة البحرينية المنامة، وتسييد كيان العدو الصهيوني على المنطقة برمتها، بعد إدخاله في نسيجها الذي نخرته الفوضى الخلاقة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس التي روجت لشرق أوسط جديد، إبان العدوان الصهيو أميركي على لبنان في تموز العام 2006، وتتابعها وتستثمر نتائجها الكارثية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه المتصهين.

حضرت الصواريخ اليمنية في القمم الثلاث وكواليسها، وغابت فلسطين، بكل مدنها وقراها على امتداد مساحتها التاريخية، بقدسها وأقصاها وكنيسة قيامتها، المستهدفة بكليتها بمخططات التهويد والصهينة المشمولة برعاية وحماية الإدارة الأمريكية، وصمت المجتمع الدولي، وغض طرف النظام العربي الرسمي وقيادته الراهنة.. غاب الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ 12 عاماً والصواريخ التي تقتل وتدمر وتشرد الغزيين…

استحضر الخطر الإيراني المزعوم وغاب الخطر الصهيوني الداهم والدائم والجاثم على صدر فلسطين والأمة برمتها منذ قرن من الزمن..

تحدث القادة عن الخطر النووي الإيراني الموهوم، وغضوا الطرف عن المفاعل النووي الإسرائيلي ومئات الرؤوس النووية الموجودة في مستودعات الكيان الغاصب منذ ستينيات القرن الماضي… رفعوا المتاريس في وجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ بداياتها الأولى، حين أسقطت العلم الإسرائيلي ورفعت العلم الفلسطيني، وفتحوا أبواب العديد من عواصمهم ومدنهم للوفود الصهيونية: السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والرياضية… ولم يتوان البعض منهم عن إشهار التنسيق الأمني على أعلى المستويات، وخوض المناورات العسكرية المشتركة، داخل كيان العدو وخارجه.

القمة الخليجية: صفر فلسطين

البيان الختامي للقمة الخليجية التي التأمت ليل أمس الخميس، والذي تضمن تسع نقاط جاء خالياً من كلمة فلسطين بشكل نهائي، ولم يتطرق من قريب أو من بعيد، ولو مروراً هامشياً لـصفقة القرن، وورشة المنامة الاقتصادية التي يجمع الفلسطينيون على رفضها ومقاومتها، بكل تشكيلاتهم وتلاوينهم السياسية، بمن فيهم الموقعون على اتفاق أوسلو، ويدعون الأشقاء والأصدقاء لمقاطعتها، لكونها معبراً من معابر تصفية القضية الفلسطينية.

وفي المقابل، صبَّ البيان بكل بنوده ونقاطه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مطالباً المجمتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين، وأن يقوم باتخاذ إجراءات حازمة تجاه النظام الإيراني، وخطوات أكثر فاعلية وجدية، لمنع حصول إيران على قدرات نووية، ووضع قيود أكثر صرامة على برنامج إيران للصواريخ الباليستية.

ونوهت القمة الخليجية بمستوى التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز التعاون الخليجي الأمريكي المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية… وجددت تأييدها للاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران، بما في ذلك ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية… وأشادت بالإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهتها.

القمة العربية: فلسطين على الهامش

وعلى شاكلة القمة الخليجية، جاء بيان القمة العربية غير العادية التي التأمت مساء أمس في مكة المكرمة برئاسة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز في عشر نقاط، ركزت بمجملها على ما تسميه الأعمال التي تقوم بها الميليشيا الحوثية الإرهابية وما تقوم به إيران من سلوك ينافي مبادئ حسن الجوار، مما يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم.

وبعد مسلسل الإدانة والشجب لقصف الطيران الحوثي المسير للموقع النفطي السعودي وإطلاق الصواريخ باتجاه أراضي المملكة؛ والتنديد باستمرار الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين، كررت القمة العربية ما جاء في بيان شقيقتها الخليجية بالدعوة لتكثيف الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات إيران التي تعرض الأمن والسلم في المنطقة للخطر، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والوقوف بكل حزم وقوة ضد أية محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى، سواء قامت به إيران أو عبر أذرعها في المنطقة.

أما فيما يتعلق بفلسطين التي يقول القادة العرب بخطاباتهم الرنانة المتلفزة بأنها القضية المركزية للأمة فقد وردت بسطرين من خارج نقاطه العشر، وعلى هامش البيان الختامي بكلام عام ومستنسخ من بيانات القمم السابقة، وخالية من صفقة القرن الأمريكية، وورشة المنامة الإقتصادية وتهويد القدس وأسرلة الجولان.. ناهيك عن مستنقع التطبيع التي تغرق فيه معظم مكونات النظام العربي الرسمي.

وجاءت كالتالي: وبخصوص القضية الفلسطينية؛ قضية العرب المركزية، أكدت القمة تمسكها بقرارات القمة العربية 29 بالظهران قمة القدس وكذا قرارات القمة العربية الثلاثين في تونس.

واليوم يختتم المسلسل بانعقاد القمة الإسلامية، وببيان لن يخرج بأي حال من الأحوال عن شكل ومضمون الخليجي والعربي…

مقالات ذات صلة