الاحتلال

مخاوف صهيونية من انفجار الجبهة الشمالية بسبب التصعيد الأميركي الإيراني

مع تزايد حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، يسود في الكيان الصهيوني القلق من إمكانية انفجار الجبهة الشمالية نتيجة تعاظم هذا التصعيد، لاسيما بعد إقرار كل من جيش الاحتلال والجهاز الصحي بعجزهما عن معالجة عدد كبير من الجرحى والمصابين في حال اندلعت حرب شاملة متعددة الجبهات في المستقبل.

ونقل المعلّق العسكري في قناة 13 العبرية، ألون بن دافيد، عن مصادر عسكرية صهيونية قولها إنّ إيران، الواقعة تحت ضغط العقوبات الاقتصادية، يمكن أن تطلب من “حزب الله” إشعال الجبهة الشمالية عبر عمل عسكري استفزازي انطلاقاً من افتراض مفاده أن خلق أزمة في المنطقة يمكن أن يفضي إلى مسار ينتهي بوضع حد للمواجهة مع الولايات المتحدة التي تفجرت في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات غير مسبوقة على طهران.

مناورة عسكرية كبيرة

ولفت بن دافيد إلى أنه بسبب المخاوف من إمكانية انفجار الأوضاع في الجبهة الشمالية فقد شرع الجيش “الإسرائيلي” مطلع الأسبوع الجاري في تنفيذ مناورة عسكرية كبيرة بالقرب من الحدود مع لبنان وسورية، مشيراً إلى أن المناورة تحاكي تصديا لعمليات يمكن أن ينفذها “حزب الله” بشكل مباغت.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء ووزير الحرب بنيامين نتنياهو قد تفقد، أمس الأول الأربعاء، المناورة برفقة رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي وهدد بأن “إسرائيل” سترد بشكل قاس على أية محاولة لاستهدافها.

وأشار بن دافيد إلى أنّ محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب تعتقد أن الإيرانيين اقتنعوا بأن محاولة الضغط على الأميركيين عبر تفجير ناقلات النفط لن تؤدي إلى عدول واشنطن عن تطبيق العقوبات التي فرضتها على طهران، لا سيما في كل ما يتعلق بعدم السماح بتصدير النفط الإيراني.

وكشف المعلق “الإسرائيلي” أن المعلومات المتوفرة لدى تل أبيب تفيد بأن روسيا حاولت احتواء المخاوف الإيرانية من نتائج الاجتماع الذي سيعقد في تل أبيب أواخر الشهر الجاري، والذي سيجمع مستشاري الأمن القومي لكل من روسيا، (كيان العدو)، والولايات المتحدة.

وحسب بن دافيد فقد تعهد الروس بإطلاع إيران على نتائج الاجتماع، إلى جانب تشديدهم على أنه لا يرمي إلى المس بمصالح طهران.

ويذكر أن وسائل الإعلام العبرية قد أشارت إلى أن لقاء مستشاري الأمن القومي لروسيا و”إسرائيل”

والولايات المتحدة يرمي إلى التوافق على الخطوط العامة لحل سياسي للأزمة السورية يراعي خارطة مصالح الأطراف الثلاثة.

سلم الأولويات

على خطٍ مواز، أقر كل من الجيش والجهاز الصحي في الكيان الغاصب بعجزهما عن معالجة عدد كبير من الجرحى والمصابين في حال اندلعت حرب شاملة متعددة الجبهات في المستقبل.

ونقلت صحيفة “هارتس”، في عددها الصادر أمس الخميس، عن مصادر عسكرية وصحية قولها إن الجيش سيجد صعوبة كبيرة في إجلاء المصابين من الجبهة، إلى جانب أن مستشفيات الكيان تعاني من نقص كبير في عدد الأطباء وسيارات الإسعاف، محذرة من أن المستشفيات يمكن أن تنهار بسبب عجزها عن تقديم العلاج الطبي المناسب خلال الحرب.

ولفتت الصحيفة إلى أن المعضلة التي ستواجه كلا من المؤسستين العسكرية والصحية تتمثل في سلم أولويات المستشفيات خلال الحرب المقبلة، مشيرة إلى أن إدارة المستشفيات ستكون مطالبة بأن تختار بين محاولة إنقاذ حياة الجنود الذين يتم جلبهم من ساحات المواجهة أو المدنيين الذين يتعرضون للأذى نتاج تواصل الحرب.

ونقلت الصحيفة عن قائد كبير في الجيش الإسرائيلي قوله: “لا أريد أن أكون من بين أولئك الذين يقررون ما إذا كان سيتم منح الأولوية لمحاولة إنقاذ جندي أم مدني”.

وتابع: “أن مهمة إخلاء الجنود الذين سيصابون في المعركة المقبلة ستكون معقدة إلى حد كبير بسبب التطور الكبير الذي طرأ على الوسائل القتالية التي يستخدمها العدو”، مشدداً على أن الجيش “الإسرائيلي” لم يتمكن بعد من توفير حلول لهذه المشكلة.

وحذر من أنه سيكون من الصعوبة بمكان أن يسهم الجيش في إجلاء المدنيين من تحت أنقاض البنايات التي ستدمر في الحرب المقبلة، على اعتبار أن الجيش سيكون معنياً فقط بإجلاء الجنود الجرحى، مشدداً على أنه سيكون هناك حاجة لأن يقرر أحد بشأن سلم الأولويات الذي يتم اعتماده في كل ما يتعلق بإخلاء الجنود والمدنيين.

نقص في عدد الأطباء

وأضاف أن الجيش يدرس إمكانية استخدام طائرات صغيرة وسيارات غير مأهولة في إخلاء الجنود من ساحة المواجهة، مستدركاً أن استخدام هذه الوسائل لن يكون عملياً قبل مضي وقت طويل.

وأضاف أن هناك نقصا يصل إلى 30 في المائة في عدد سيارات الإسعاف العسكرية، التي يتطلب توفيرها أثناء اندلاع الحرب، مشيراً إلى 20 بالمائة من المرافق الطبية العسكرية من دون أطباء وممرضين.

وشدد القائد على أن النقص في عدد الأطباء العسكريين ينطوي على خطورة كبيرة، على اعتبار أن هناك حاجة لمعالجة الجنود فور إصابتهم، مشيراً إلى أن التجربة دللت على أن 83 بالمائة من الجنود الجرحى قد توفوا متأثرين بجراحهم بعد ساعة من إصابتهم.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الصحة الصهيونية قوله إن أقسام الطوارئ في المستشفيات لن تكون قادرة على استقبال الجرحى المدنيين الذين سيسقطون خلال الحرب، مشيراً إلى أن مؤسسة “نجمة داود”، التي تدير شبكة سيارات الإسعاف تعاني من نقص كبير في القوى العاملة، على اعتبار أن نصف العاملين في هذه الشبكة سيتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية في إطار قوات الاحتياط.

وأشارت إلى أن وزارة الصحة تدرس إمكانية إرسال مرضى لا يواجهون خطر الموت إلى منازلهم أثناء الحرب المقبلة لتمكين المستشفيات من استيعاب الجنود والمدنيين المصابين.

مقالات ذات صلة