فى هذا اليوم

اغتيال مأمون شكري مريش

اغتيال مأمون شكري مريش || 20 .08. 1983

مأمون شكري مريش
مأمون شكري مريش

ولد في الخليل في 24/3/1948م، ودرس فيها الابتدائية والثانوية وكان من الطلبة الأوائل في مدرسة الحسين الثانوية،

عاش في بيت وطني وانضم لحركة فتح عام 1967م،

تعرض للمطاردة فغادر إلى القدس ومنها توجه إلى الأردن، توجه إلى سوريا في 12/1967 م حيث تلقى دورة عسكرية في معسكر الهامة،

تم ترشيحه لدورة عسكرية عالية المستوى، وقد اجتاز كل الاختبارات اللازمة لذلك، وذهب إلى الصين الشعبية حيث أمضى هناك تسعة أشهر من التدريب الشاق معدا نفسه للحياة النضالية الشاقة التي اختارها بنفسه،

خاض عشرات المعارك ضد العدو ولا سيما في منطقة البحر الميت، كما كان وراء الكثير من العمليات العسكرية الجريئة في عمق الأرض المحتلة،

مأمون مريش ودلال المغربي
مأمون مريش ودلال المغربي

فور بدء حرب السنتين في لبنان توجه إلى بيروت وتسلم موقعه كقائد عسكري في مخيم ضبية، وخلال فترة قيادته لهذه المنطقة أقام علاقات واسعة مع الجماهير،

وبتاريخ 1/1/1976م بدأت قوات الكتائب الهجوم الواسع على المخيم وارتكبت ابشع المجازر واعتقلت مريش،

وبعد إطلاق سراحه قررت قيادة “فتح” إرساله في دورة دروع إلى الباكستان وكالعادة كان ترتيبه الأول، وقد أثنى المدربون على كفاءته.

وعاد من الدورة ليتسلم مسؤولياته في مركز (عمليات 3) في منطقة برج أبو حيدر حيث كان يمارس نشاطه السري سواء على صعيد إعداد المناضلين لدخول الأرض المحتلة برا أو بحرا، أو على صعيد الحصول على السلاح والعتاد اللازم للثورة.

وفي عام 1982م تعرض أثناء وجوده في مهمة خاصة في إيطاليا لمحاولة اغتيال حيث قامت شاحنة ضخمة بصدم سيارته عمدا وقد أدى الحادث إلى إصابة مأمون بإصابة خطيرة.

قاتل أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت عام 1982م،

وبعد رحيل المقاومة انتقل إلى دمشق ومنها إلى أثينا حيث واصل نضاله وقام بتنفيذ المهام الموكلة إليه.

اغتيال المقدم مأمون مريش (وردت التفاصيل في كتاب اللواء محمود الناطور “ابو الطيب” بعنوان: حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات): أثناء معارك البقاع وطرابلس التي أعقبت الانشقاق عن حركة فتح عام 1983م، استطاعت جماعة صبري البنا اغتيال مأمون مريش (الزغير) أحد مساعدي خليل الوزير “أبو جهاد” في أثينا باليونان يوم السبت 20/8/1983م بوساطة المدعو كفاح خالد مسؤول الساحة اليونانية لتنظيم أبو نضال. كتاب اللواء محمود الناطور

.
وتعتبر عملية الاغتيال إحدى أهم العمليات المشبوهة التي قام بتنفيذها العميل أبو نضال خاصة وأن مأمون مريش كان من قيادات جهاز الأرض المحتلة والذي يقوم بالإشراف بصورة مباشرة على عمليات حركة فتح الموجهة ضد إسرائيل ولم يكن له أية علاقة بالعمليات الأمنية لحركة فتح الموجهة ضد جماعة أبو نضال وهنا تتأكد طبيعة المصالح المشتركة التي ربطت تنظيم أبو نضال مع المخابرات الإسرائيلية والتي جعلت الأخ مأمون مريش هدفاً مشتركا.

توفرت معلومات أن استهداف مريش جاء في إطار صراع الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.. فقد قام مأمون مريش بمساعدة جهاز المخابرات السوفياتي في الحصول على أسلحة صناعة غربية وهو ما جعله هدفاً أيضاً للمخابرات الأمريكية. وهنا تكتمل الصورة التي توضح تقاطع المصالح الإسرائيلية والأمريكية للتخلص من مأمون مريش.

أكدت هذه الحادثة أن أبو نضال كان أداة مشبوهة لتنفيذ عمليات لحساب المخابرات الإسرائيلية في بعض الأحيان عندما تلتقي مصالح الطرفين. وجاءت شهادة عاطف أبو بكر أحد كوادر تنظيم أبو نضال في الحلقة العاشرة ضمن برنامج مراجعات لقناة الحوار الفضائية كاشفا حقيقة إغتيال المقدم مأمون مريش: كنت في دمشق عام 1986م وكانت تربطني علاقة بسفارات البلدان الاشتراكية بحكم وضعي السابق كسفير في تلك البلدان، وكانت لي علاقة خاصة مع السفارة السوفيتية، وفي إحدى المرات قال لي السكرتير الأول: يا رفيق جاءني من موسكو سؤال محدد وهو أننا نريد أن نسأل أبا نضال لماذا قتل مأمون مريش؟؟ فأنا استغربت ذلك لاعتقادي أن الموساد الإسرائيلي وراء اغتياله، فذهبت إلى مصطفى مراد (أبو نزار) نائب أبو نضال وأخبرته عن استفسار السوفييت ولكنه رفض الإجابة. وعندما التقيت مع أبي نضال سألته ولكنه لم يرد.

تشير رواية عاطف أبو بكر إلى وجود علاقة بين أبي نضال والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية اللتين لهما مصلحة في اغتياله.. ففي بعض الحالات تنسب كثير من الفصائل الفلسطينية وربما حتى الإسرائيليون إلى نفسها (الفضل) في أعمال إرهابية لم يرتكبوها في حقيقة الأمر، ومن منطلق المبدأ القائل (اقتل واحد يخاف مائة) يبدو الأمر معقولاً، فإذا كان الهدف الحقيقي من الإرهاب هو بث الرعب في قلب الخصم فيمكن تحقيق ذلك عن طريق سرقة (الفضل) بنفس سهولة اكتسابه.

وجرت عملية اغتياله صباح يوم الأحد 20/8/1983م عند مغادرته منزله، وكان القتلة بانتظاره، وفور توقف سيارته أمام إحدى الإشارات الضوئية تقدمت دراجة نارية وأطلق القتلة خمس رصاصات على مأمون أصابته في رأسه وعنقه، كما أصيب سائقه وطفله بشار، وسقط شهيداً أمام أطفاله نهيل وبشار وبشير.

مقالات ذات صلة