المقالات

ثعلب خلف الغربة || باسلة الصبيحي

ثعلب خلف الغربة

من غابر الأيام هناك حكاية تتكرر هذا الزمان أوردة تنتفض حيث الشعور يحترق

مسافات تأخذ الروح متباعدة فيما بينها وبين الآخرين

أصبحث الثقة معدومة ولا سبيل لترميم ما كان وسيكون

الغرابة في الأمر هي أحداث تعبر في كل لحظة شيء ما يقول لك قف انتبه احذر لاتكن ساذجا لا تكن ركيكا فكر بعمق تعبث بك الأفكار تنتزع منك القدرة على التفكير والقدرة على أخذ القرار

في داخلك صوت قلق تارة كالريح الصاخبة وتارة كالمزمار الشجي وبين هذا وذاك تعبر اللحظات الأيام الدقائق والشهور

حجرة في مدينة الغربة يسكنها أشخاص فيهم طيبة أهل الريف لا جشع فيهم ولا حقد بل صفاء كوجه تلك البلدة

من الصعب التأثر بما يحدث إذا لم تتعمق في صلب الموضوع وبالأحرى لا يمكن لك أن تشعر بها إلا إذا كنت تعيش وسط الموقف فهنا ستدرك ماهية الكلمات والمعاني التي تلتقط انفاسها المحمومة بصعوبة لتبوح بما في عمق الحكاية

في المدينة الغريبة تجد ما لا ترغب تفصح عن ذاتك بينك وبين نفسك

يتنصتوا ليستمعوا إلى أنفاسك والتحقيق المبعثر بكلمات خالية من الصدق هم الذين سيصبحون الأزمة الحقيقة في ثوانيك والأيام

رغم وجود كل هذه البنود إلا أن في داخلنا شيء ما يشدنا الى الفرح الذي نظن به وفي نهاية الأمر سنتعرف على الواقع وبقدر التعمق سنتألم لا محالة

ثرثرة بعدما لامس نسيم الأمل الشعور الوجداني ومضى الوقت في ترتيب الأماني صباحا مبعثرا به الشعور على التلال كالصوان

تنتهي الحكاية حيث أردت ولكن هذه المرة انتهت قبل أن نصل إلى المراد

كل ماهناك بأن كثيرا في الغربة وجوه ترتدي قناع وبئس القناع وبئس اللحظات حين يسقط

انتظر لمن بعد ولا تنظر بتاتا الى ماهو قبل غد يأتيك سهم أخر في لحظة ذهول من موقف أعادته لك الذاكرة عن دون قصد

الخذلان قاس جدا بمعناه والعمق الذي يتسبب في ايذاءه

المكر اساليب الضعفاء والثعالب وما أكثرهم ودونهم الحياة أجمل وأرقى

للذين يرتدون صفاء البلاد وفيهم للآن نقاء الريف الحذر ثم الحذر فهناك ثعالب خلف جدران الغربة

بقلم : باسلة الصبيحي

مقالات ذات صلة