اخبار دولية وعالمية

تسابق على قتل كورونا.. عين واشنطن على لقاح ألماني

على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب قبل يومين أن بلاده تعمل على لقاح تجريبي بدأ العمل به أمس في سياتل من أجل محاربة كورونا، ذكر مسؤولون ألمان أن إدارة ترمب حاولت إقناع شركة ألمانية، تعمل على تطوير لقاح محتمل لكوفيد 19، من أجل نقل أعمالها البحثية إلى الولايات المتحدة، ما أثار مخاوف برلين من أن الرئيس الأميركي يحاول التأكد من أن أي لقاح سيتاح بداية في بلاده.

فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين أن إدارة ترمب طرحت العرض خلال اجتماع في الثاني من شهر مارس الجاري في البيت الأبيض، ضم الرئيس التنفيذي لشركة كيورفاك الألمانية، دانيال مينيشيلا، ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس وفريق العمل المعني بمكافحة كورونا في البيت الأبيض، وبمشاركة لفترة وجيزة من قبل ترمب نفسه.

وأعرب مينيشيلا في بيان عقب الاجتماع عن ثقته التامة في أن شركته ستكون “قادرة على تطوير لقاح فعال محتمل في غضون بضعة أشهر”.

إقالة أم استقالة

لكن بعد أربعة أيام، من هذا اللقاء، أعلنت شركة كيورفاك أن مينيشيلا، وهو أميركي الجنسية، لن يبقى في منصبه الذي شغله لمدة عامين، دون إيضاح الأسباب، بل اكتفت الشركة في بيانها بالإعلان عن أن أحد مؤسسيها وهو إنغمار هوير سيخلف مينيشيلا.

وأمس الاثنين أصدرت كيورفاك بيانًا أوضحت خلاله كم الشائعات الذي أحيك حول الموضوع. وأكدت بحسب ما نشر حسابها الرسمي على تويتر أنها لم تتلق عرضًا من الحكومة الأميركية للاستحواذ على اللقاح التجريبي.

تسابق على قتل كورونا.. عين واشنطن على لقاح ألماني

في حين لم يستجب مسؤولو البيت الأبيض على الفور لطلبات الصحيفة بالتعليق على تلك التطورات، إلا أن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين قالا إن بعض الحسابات الإخبارية الألمانية، التي تطرقت لهذا الموضوع تداولت أخبارا مبالغا فيها، خاصة فيما يتعلق بما تم إثارته بمساعي واشنطن للحصول على اللقاح المحتمل بشكل حصري.

أكثر من 25 شركة

وأوضح أحد المسؤولين الأميركيين أن إدارة ترمب تحدثت مع أكثر من 25 شركة يمكن أن تساعد في التوصل لإنتاج لقاح لكورونا، وهي على استعداد لأي مناقشات أخرى في نفس الاتجاه.

كما أكد وأن واشنطن ستتقاسم أي علاج مع العالم أجمع.

من جهته، أعلن وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، الاثنين أن المستشارة أنجيلا ميركل ستترأس اجتماع أزمة مع الوزراء حيث ستتم مناقشة استراتيجية كيورفاك، مشيرا إلى أن فيروس كورونا لم يعد مجرد أزمة صحية، بل “مسألة تتعلق بالأمن القومي”.

.كما أكد أن مسؤولية الحكومة الألمانية لن تقتصر على ضمان أمن الحدود والإمدادات الغذائية فحسب، ولكن أيضا “على المنتجات الطبية والأدوية”.

ورداً على سؤال من أحد الصحفيين حول مسألة استحواذ الإدارة الأميركية على اللقاح، رد قائلا إنه سمع عن الأمر “من عدة أعضاء في الحكومة وسيتم مناقشته في فريق الأزمات الوزاري الألماني”

من ألمانيا
من ألمانيا (فرانس برس)

مبلغ كبير

في حين ذكر مسؤول ألماني آخر، طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أنه تم عرض “مبلغ كبير” من المال على الشركة الألمانية.

يذكر أن مقر شركة كيورفاك للتكنولوجيا الحيوية والمملوكة من قبل القطاع الخاص يقع في مدينة توبينغن جنوب غرب ألمانيا.

كما أن لديها مكتبًا في بوسطن، حيث تجري العديد من شركات التكنولوجيا الحيوية الرائدة أبحاثها بالقرب من مقار معهدي هارفارد وماساتشوستس للتكنولوجيا.

وكانت صحيفة Die Welt am Sonntag الألمانية، التي نشرت الموضوع لأول مرة الأحد، أفادت بأن ترمب عرض على كيورفاك ما يقارب من مليار دولار مقابل الحصول الحصري على لقاح كورونا.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر حكومي ألماني لم يذكر اسمه أن ترمب أراد الحصول على اللقاح بشكل حصري.

لكن مسؤولا ألمانيا آخر قال لصحيفة “نيويورك تايمز إنه من غير الواضح ما إذا كانت الإدارة الأميركية تريد ببساطة عمل البحث على الأراضي الأميركية، أم أن يكون أي إنتاج للقاح حصريا لها.

مقالات ذات صلة