العيادة الطبية

مخاوف من انتقال شلل الأطفال من سوريا إلى لبنان

بعد اكتشاف حالات عدة من مرض شلل الأطفال في سوريا أطلقت وزارة الصحة في لبنان بالتعاون مع اليونيسيف وجمعية بيوند حملة تلقيح ضد المرض في مختلف المناطق اللبنانية، وشملت الحملة جميع مخيمات النازحين السوريين في لبنان.

وتقوم الوزارة بالتعاون مع اليونيسيف بإرسال اللقاحات إلى مختلف مخيمات النازحين مع مختصين بالتلقيح يجولون في الخيام لإعطاء اللقاح لكل طفل يقل عمره عن خمس سنوات.

وأكد عاملون في الوزارة للجزيرة نت، أنه لم تسجل أي حالة إصابة بشلل الأطفال في لبنان بين الأطفال اللبنانيين والأطفال النازحين، لكن تحسبا لأي احتمالات تم إطلاق الحملة التي استهدفت جميع الأطفال حتى أولئك الذين جرى تلقيحهم سابقا.

ويقدم اللقاح على شكل سائل تُعطى منه قطرتان في الفم. وقد تم توزيع اللقاحات مجانا مع تزويد كل عائلة بأدوية خاصة للأطفال بعد التلقيح، إضافة إلى تسجيل اسم الملقّح وموعد تلقيحه.

شلل الأطفال
إحدى الرسومات التي أنجزها الأطفال للتحذير من خطر شلل الأطفال في زحلة البقاع

 

حملة تشجيع

وكان عدد من الأهالي قد رفضوا في وقت سابق تلقيح أطفالهم بعدما سمعوا عن وجود لقاحات فاسدة، وهو ما دفع بجمعية بيوند إلى إطلاق حملة توعية في مختلف المخيمات يقوم بها أطفال سوريون من المدارس التي أنشأتها الجمعية.

ولاقت الحملة نجاحا تمثل في تجاوب النازحين السوريين معها والسماح بتلقيح أطفالهم بعد تأكدهم من أن اللقاحات صالحة، وإدراكهم خطورة المرض وسرعة انتشاره. وقال نازح سوري لقح أطفاله قبل يومين للجزيرة نت، إن الخوف من انتقال العدوى إلى أطفاله دفعه إلى المشاركة في حملة التلقيح.

وتمثلت الحملة برسومات عدة رسمها أطفال سوريين كُتبت عليها شعارات تشجع على التلقيح مثل “ستندمون إذا لم تعطوني اللقاح”، ورسومات أخرى لطبيب يقوم بتلقيح طفل وأخته تقف خلفه تنتظر دورها، وكذلك جسدت بعض الرسومات الفارق بين طفل مصاب بشلل الأطفال وطفل معافى، مشددة على أن اللقاح هو الأساس لخلق هذا الفارق.

ولا تتوقف الحملة هنا، بل تمتد إلى الحكواتي الذي يشكل جزءا أساسيا من التراث السوري. ويجول الحكواتي على المخيمات حيث يروي للأطفال قصصا مخيفة عن مرض شلل الأطفال ومخاطره.

36 حالة بسوريا

وشددت المديرة التنفيذية لجمعية بيوند ماريا عاصي على أن التلقيح مرة واحدة غير كاف، مشيرة إلى أن التلقيح أكثر من مرة يعطي حصانة أكبر للأطفال ضد انتقال العدوى.

شلل الأطفال
الحملة لاقت تجاوبا من النازحين السوريين

 

وأوضحت في حديثها للجزيرة نت، أن العمل جرى بشكل مكثف على توعية الأم والأب لمخاطر هذا المرض، وطريقة انتشاره، مدعوما بمخاوف من وصول حالات من سوريا إلى لبنان، حيث جرى اكتشاف 36 حالة حتى الساعة.

وتخوفت من وصول أي من هذه الحالات إلى لبنان أو حالات أخرى لا ينتبه إليها أهل الضحية، مما قد يؤدي إلى انتشار المرض في لبنان، مشيرة إلى أنه جرى اتخاذ إجراءات وقائية من قبل وزارة الصحة لمنع وصوله.

ومن هذه الإجراءات توزيع اللقاحات على كافة مراكز المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتنبيه إلى ضرورة تلقيح أي لاجئ جديد يسجل اسمه في سجلاتها.

كذلك نشرت الوزارة مراكز للتلقيح على كل المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا بينها ستة في عرسال وحدها حيث توجد معابر غير شرعية، موضحة أن هذه اللقاحات مجانية، وهي حق لكل طفل، وأنها ستصل إليه أينما كان.

مقالات ذات صلة