المقالات

لمن قرع الفلسطينيون في عين الحلوة الأجراس ؟ السر الذي باح به أهلنا في عين الحلوة للأخ اسماعيل هنية

قرأت واستمعت وشاهدت ” استقبال هنية الهائل لدى زيارته مخيم عين الحلوة ” ، وقرأت واستمعت وشاهدت المفسرين لهذا الاستقبال ، والمحللين له والمعلقين عليه .

عشت في لبنان عشرين عاما من حياتي بدء من دراستي في الجامعة الاميركية الى أن خرجت من بيروت مع الدكتور جورج حبش ، والمقاتلين في العام 1982 ، منذا اللجوء في العام 1948 ، حتى عام 1967 ، عاش الفلسطينيون في المخيمات التي حددت لهم ، وكانت أشبه بمعسكرات اعتقال يحكمها ضباط المكتب الثاني ، ويلاحقون كل وطني وكل من ينشط لقضيته المقدسة .

ورتبنا نحن طلاب الجامعة الاميركية زيارات ” غير مرغوب بها من قبل الأمن اللبناني ” ، لمخيمات عديدة منها الرشيدية ، وعين الحلوة ، وبرج البراجنة ، ونهر البارد ، والبداوي وضبية ، وتل الزعتر ، واعتقل عدد منا للتحقيق معه بسبب زياراتنا وما قدمناه من مساعدة بسيطة لاخواننا وأخواتنا في المخيمات ، وكنت أحد الذين صدر قرار ترحيلهم من لبنان بسبب ” خرقنا للقوانين اللبنانية ” ، لكننا عدنا بقرار من المرحوم كمال جنبلاط عندما تسلم وزارة الداخلية في وقت لاحق للترحيل .

نعرف مخيماتنا ، وأهلنا في لبنان معرفة عميقة ، ونفهم ما الذي يسيطر على مشاعرهم وعقولهم : انها العودة لفلسطين مهما تبدلت التنظيمات والقيادات والأحزاب ، الظروف الراهنة والمخاطر المحيطة بقضية فلسطين استنفرت الفلسطينيين رغم أنف الذين دفعوا مبالغ طائلة لبث الفرقة والتناقض بينهم .

استقبال الفلسطينيين للأخ اسماعيل هنية ، كان تكريما وتأييدا لكل من يتمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ، ويبشر بالناس ان توحدوا واستعدوا وانخرطوا في صفوف المقاومة ، لا أشك لحظة في أن أهلنا في عين الحلوة ، وجوار صيدا ، ومخيمات صور ما كانت لتحشد بنفس الطريقة لاستقبال قائد يحترمونه ويرون بموقعه موقعا وطنيا سليما ، ولايرضخ لاملاءات واشنطن وتل ابيب والرياض ، كان أهلنا سيستقبلون القادة الذين رفضوا اوسلو والتنسيق الأمني و …. ، كان أهلنا سيستقبلون القادة الذين اجتمعوا في بيروت كما استقبلوا الأخ اسماعيل هنية ، الذي بشرهم بوحدة الصف لمواجهة العدو ، لقد أفسد الفاسدون عددا كبيرا من الذين ناضلوا تحت راية ابو الوليد ” سعد صايل ” ، وابو جهاد ” خليل الوزير ” ، وابو أحمد فؤاد ، وأصبح كثيرون منهم أشبه بالموظفين ، الذين يتقاضون أجورهم كل آخر شهر ، وبث الأعداء الفرقة وأصبح الصراع التافه هو السيد ، وليس الصراع مع العدو .

الاستقبال الشعبي ، كان اعلانا شعبيا عن الاستعداد لنفض كل ” المهملات ” ، التي تراكمت والعودة لصفوف القتال دفاعا عن أرضنا وحقنا وأهلنا ، ولا أشك مطلقا أن كل الذين زاروا لبنان من قيادات فتح ، كانوا غير مناسبين ولا يحمل لهم شعبنا هنا أي تقييم لأنه لم يشاهد أيا منهم في معركة من معاركه سواء في الجنوب ، أو في حصار بيروت ، وسأضرب مثلا : –

لو كان ياسر عرفات حيا ، وزار عين الحلوة في هذه الظروف كيف تظنون سيكون استقباله ؟

وأكثر من هذا لو دخل ابو مازن ، وابو أحمد فؤاد المخيم سويا رافعين اشارة النصر كيف تتوقعون استقبال أهلنا لهما ؟

الشعب يرسل رسائله ، وهذه رسالته الأخيرة …. يريد شعبنا عملا ميدانيا ، وليس كلاما فارطا شعبنا يريد وضع حد للفساد والفاسدين ، وجمع الطاقات والامكانات للشروع في مقاومة شعبية شاملة ، ويخطئ من يظن أن شعبنا سيعفو عن القيادة هذه المرة .

فاذا لم تبدأ باقامة غرفة عمليات تشرف على لجان تقود المقاومة الشعبية على أساس استراتيجية متفق عليها ” وهي موجودة ” ، وتكتيكات المقاومة الشعبية والارتقاء بوسائل المقاومة ، اذا لم يحصل هذا فسيحدث الطلاق بين الشعب ، وبين كافة التنظيمات ( حتى تلك التي تحتوي على عدد محدود بسبب المعاشات ) ، وهذه فرصة جديدة وأخيرة لقيادة فتح ، التي تعرف مثلما نعرف عما ارتكب من معاص وآثام وسرقات ، وحول من ساوم وتهاون وتعاون مع العدو ، وهي كذلك فرصة أخيرة لكافة التنظيمات التي ترهلت الى حد بعيد .

الشعب يطالب بالنهوض ، وببث الارادة الصلبة المستندة لثقة تدفع للنضال دون تردد ، وسأقول لكم الحقيقة : –

شعبنا يعيش الآن في موقع لا يمكن أن تطلق عليه موقع ” المصدق ” ، لما صدرعن اجتماع بيروت – رام الله ، ولابد من العمل سريعا وبمصداقية عملية لاعطاء البرهان للشعب بأن هذه القيادة جادة ، وأن القرار لم يكن ” مورفينا جديدا ” ، وليس مستبعدا أن يبرز تنظيم يضع كافة التنظيمات خلفه بمسافات …….انه ذلك التنظيم ، الذي يبرز من خلال ضرباته التي يكيلها للعدو ، وتعلن الضربات عن نفسها دون أن يتبجح بها أحد … فمن يضرب العدو ويحمي الشعب …. يتبعه الشعب .

مقالات ذات صلة