أرشيف المنتدى

مقتطفات من سيرة الأستاذ الراحل هيثم لوباني

مقتطفات من سيرة الأستاذ الراحل هيثم لوباني

Haitham-Lubani-000.webp

أعداد أيمن الحاج – نقلاً عن موقع صوت البارد الحر

هو الباري له في حكمه الأمر .. في الليلة الظلماء غَيب البدر .. حسبنا الله وما لنا إلا الصبر .. والرضى بالقضاء والقدر .. ولنا بالصبر عظيم الأجر .. بفقدان حبيب ما طال به العمر .. عانا من شدة المرض وما أعترض .. وما نطق بغير حمدا لله والشكر .. كان متميزا منذ الصغر .. لأهله وأحبائه نفسه نذر .. بالخيرات والمبرات اشتهر .. وعن حب الوطن ما غاب بالفكر .. أحبه الجار والصديق وكل من عرفه من بني البشر .. انه الحبيب والخليل والجار الأستاذ هيثم لوباني رحمه الله, وجعل الجنات له المستقر.

هيثم حسين لوباني, مواليد العام 1967م, في مخيم نهر البارد, من أهالي الدامون, قضاء عكا, في فلسطين الحبيبة. عاش وترعرع في كنف عائلة كادحة ومكافحة, لوالدين صالحين ربوا أبنائهم على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, والإلتزام بالشريعة الإسلامية السمحاء, وزرعوا فيهم حب فلسطين والتضحية في سبيل العيش بعزة وكرمة, وجاهدوا وضحوا في سبيل تعليم أبنائهم والإرتقاء بهم إلى أفضل المراتب. هيثم لوباني الشقيق الأكبر لأربعة أخوات, وأربعة إخوة هم: الدكتور عزت والمهندس أحمد وحسن وعمر.

تزوج في العام 1999م, من السيدة أمال الحاج داود, من أهالي مدينة عكا, وأنجبا ثلاثة أبناء هم: وسام مواليد العام 2000م, عماد مواليد العام 2002م, ومحمد مواليد العام 2004م.

نشأ هيثم لوباني منذ نعومة أضافره على حب علوم الدين فالتحق بمجالسها, وحب فلسطين فالتحق بصفوف الثورة الفلسطينية شبلا, وحب الأهل والجيران والأصدقاء فوصلهم ونسج معهم أفضل العلاقات الطيبة.

تحصيله العلمي:

درس هيثم لوباني المرحلة الإبتدائية في مدرسة مجدو, والمرحلة المتوسطة في مدرسة جبل طابور في مخيم نهر البارد, وتابع المرحلة الثانوية في ثانوية دار الحكمة في طرابلس.

في العام 1988م, إلتحق بالجامعة اللبنانية – قسم الآداب والعلوم الإنسانية.

في العام 1992م, تخرج من الجامعة ونال شهادة الليسانس في الأدب العربي.

في العام 1993م, تابع تحصيله العلمي ونال دبلوم دراسات عليا في اللغة العربية.

على الرغم من تخصصه في اللغة العربية وآدابها, إلا أنه كان يرغب ويتقن اللغتين الإنكليزية والفرنسية, مما دفعه للإلتحاق مجددا بالجامعة ونال شهادة الليسانس في الأدب الإنكليزي.

حياته المهنية:

في العام 1995 م, إلتحق بدائرة التربية والتعليم التابعة لهيئة الأمم المتحدة “الأنروا”.

بدأ بتدريس اللغتين العربية والإنكليزية للمرحلتين الإبتدائية والمتوسطة في العديد من المدارس وهي: في مخيم نهر البارد (مجدو, سمخ وبتير), في مخيم البداوي (كوكب والمجدل), وفي طرابلس (اللد ورفح).

خضع أثناء خدمته في دائرة التربية والتعليم لعدة دورات في التربية والتوجيه والإرشاد, مما خوله أن يكون موجها ومرشدا ناجحا ومميزا.

تم تصنيفه وتعيينه مدرسا متخصصا لتعليم اللغة العربية للمرحلة المتوسطة, صفوف البريفيه على وجه الخصوص.

نشاطاته الدينية والسياسية والإجتماعية:

في العام 1983م, إلتحق بجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية, واستمر بتلقي علومه الشرعية والدينية والقيام بمهامه فيها لحين مرضه.

في العام 1983م, إلتحق بحركة فتح “الإنتفاضة”, مؤمنا أن الخط المقاومة والكفاح المسلح هو الأسلوب الحتمي والوحيد من أجل تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني, وشغل فيها منصب مسؤول المكتب الطلابي وعضو شعبة في مخيم نهر البارد, ثم عضو شعبة في مخيم البداوي, مستمرا بمهامه لحين مرضه.

في العام 1989م, إلتحق بنادي الأشبال الرياضي, حيث كان مدربا وعضوا بالهيئة الإدارية, ثم منظما ومسؤولا للفريق.

كانت تربطه أسمى وأطيب العلاقات بالعديد من الفعاليات والروابط الإجتماعية والعائلية والأندية الرياضية, أبرزها النادي الثقافي الفلسطيني.

مؤلفاته:

تميز الأستاذ هيثم لوباني بحبه للطبيعة وجمالها, وبحس شعري مرهف, مما ساعده على كتابة العديد من المؤلفات الشعرية, التي لم يسعفه الوقت لنشرها, لكن سيتم العمل للبدء بطباعتها ونشرها بإذن الله.

هذا بعضا مما كتب عن أشواقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ألا أبلغ رسول الله حبي = وأشواقي احملها سلامــــــي

بأن القلب مشتاق مُعَنىّ = وأن النَفس أعياها هيامـــــي

وأن الروح لا تصفو لطيبٍ = إذا لم أستزر خير الأنــام

تحية قبلي المشتاق دوماً = إلى وجه يطيب له ابتسامــي

فيا أملي سألت الله ليــلاً = ليأتيني بطيفك في منامــــــي

فأفرح في لقائك ما أتاني = وأرجــوه اتصالا في قيامــي

سألت الله أن يبقنــي حياً = إلى حجٍّ إلى قبــرٍ, مقـــــــام

فما أحلاه من قبر تسامى = به طيب يفــوح أيا تهـامـــي

بذكرك يا حبيب الله أصفو = وأرجـو فيك تخفيف السقام

وأرجــو الله مغفرة بحبـي = وأرجـو الله يا طه انتظامـي

لعل الله يرشــدني فأنجـو = إذا ما اللحــم صـار عضــام

وأن يعفو فوالدتي وأهلي = إذا ما العظم صار إلى حطام

وبعضا مما كتب على أثر الرسوم المسيئة لمشاعر المسلمين:

تاجٌ على رأس الأنــــام محمدٌ = هو سـيدٌ رغــــم الأنوف وأزودُ

ما ضــــرّه لو أن كل مشـكك = أمسى يسيء بصـــور لا توجـــدُ

إن النبي معظّمٌ مهمـــــا يكن = من أمــــر كل محقّر قد يحســــــد

إن العقول إذا استوت جنباتهــــا = أمست تحب محمداً وتمجــــــدُ

فمحمد مهمـــا فعلتم زهـــــرة = فاحت على ورد البرية أجــــــود

ومحمد قمرٌ ينير دروبنــــــا = مهمـــــــا تخلف حاقـدٌ أو حاســــدُ

ومحمد بين الأنـــــــام أحمد = نور الإله علــــى الزمــــــان محمد

ومحمد إن تعلموه وسـيلة = يسعــــــــى إليه الخلق يوما يســــعدوا

ومحمد إن تجــــهلوه كجـــمرة = نار علــــــــى الكفـــار لا يتردد

ومحمد شمس الخلائق سـاطع = في الكون عمّ ضياؤه لا يخمـــــد

توفي بعد صراع مرير وليس طويل مع المرض, في يوم الخميس الموافق 29 أيلول 2011م, وشيع إلى مثواه الأخير, يوم الجمعة في 30 أيلول 2011م, حيث شارك بمراسم الجنازة والدفن والتعزية جموع غفيرة من الأقارب والأصدقاء والمحبين.

أفسح المجال لزوجة الفقيد مع بعض الكلمات الممزوجة بغصة الفراق مع الرضى والتسليم بقضاء الله, قائلة:

كان الفقيد إنسان عطوف وحنون, ترك فراغا كبيرا في عائلته وأهله وأقاربه وجيرانه ومدرسته. كان رحمه الله محبا للناس فأحبه الجميع, يصل رحمه, يؤدي واجباته, ويفي بإلتزاماته, ويعطي كل ذي حق حقه, كما عُرف بجرأته ودفاعه عن الحق في جميع المواقف. كان يحرص دائما على رضى الله ورسوله, فصبر على مرضه وحمدالله على كل حال. عسى الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته, ويعين عائلته على أن تكون كما كان يحب ويرضى بإذن الله.

نتقدم بإسم إدارة وأعضاء موقع ومنتدى صوت البارد الحر, بأحر التعازي لأهل الفقيد وزوجته وأبناءه, ونسأل الله أن يغفر له, ويرحمه, ويعفو عنه, ويكرم نزله, ويوسع مدخله, وأن يغسله بالماء والثلج والبرد, وأن ينقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, وأن يبدله دارا خيرا من داره, وأهلا خيرا من أهله, وجيرانا خيرا من جيرانه, وزوجا خيرا من زوجه, وأن يجعل مسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين في عليين.

Haitham-Lubani-001.webp

Haitham-Lubani-002.webp

Haitham-Lubani-003.webp

Haitham-Lubani-004.webp

Haitham-Lubani-005.webp

Haitham-Lubani-006.webp

Haitham-Lubani-007.webp

Haitham-Lubani-008.webp

Haitham-Lubani-009.webp

Haitham-Lubani-010.webp

أعداد أيمن الحاج – نقلاً عن موقع صوت البارد الحر