
ترامب يدرس الإفراج عنه: مروان البرغوثي.. ياسر عرفات الجديد؟
علي المخلافي أ ف ب، رويترز، أب، د ب أ
فيما تسعى واشنطن لسد فراغ القيادة في غزة بعد الحرب وبعد إشارة الرئيس الأمريكي إلى أنه قد يدعو إسرائيل للإفراج عنه، ناشدت زوجة القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل منذ أكثر من عقدين ترامب التدخل لإطلاق سراحه.
غداة توارد أنباء عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أنه يدرس إنْ كان سيحث إسرائيل على إطلاق سراح السياسي الفلسطيني الشهير مروان البرغوثي المسجون منذ أكثر من 20 عاما والذي أحجمت إسرائيل مرارا عن إطلاق سراحه، طلبت زوجة مروان البرغوثي من ترامب السعي لدى إسرائيل لإطلاق سراحه.
وناشدت زوجة القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل في إسرائيل منذ عام 2002، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخل لإطلاق سراحه. وكتبت فدوى البرغوثي في بيان اليوم الجمعة: “السيد الرئيس، ينتظرك شريك حقيقي، شخص يمكنه المساعدة في تحقيق حلمنا المشترك في تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة”.
هل يجبر ترامب إسرائيل على الإفراج عن مروان البرغوثي؟
وقال ترامب، في مقابلة نشرت الخميس، إنه ناقش مع مساعديه في البيت الأبيض إمكانية الإفراج عن البرغوثي، وقال ترامب في هذه المقابلة مع مجلة تايم: “واجهت هذا السؤال قبل 15 دقيقة فعليا من اتصالك.. هذا هو السؤال. هذا سؤال اليوم بالنسبة لي. لذا سأتخذ قرارا”.
وكان البرغوثي من بين عدد من المعتقلين البارزين الذين سعت حماس إلى تأمين إطلاق سراحهم خلال صفقة التبادل الأخيرة، الا أن الحكومة الإسرائيلية أكدت أنها لن تشمله.
وفي مقابلة مجلة تايم في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2025، قال ترامب إن الفلسطينيين ليس لديهم زعيم واضح. وكان يرد على سؤال حول إنْ كان بإمكان البرغوثي توحيد الفلسطينيين خلف حل الدولتين وإنْ كان يجب إطلاق سراحه من السجن رغم رفض إسرائيل
وحكم على البرغوثي، البالغ من العمر 66 عاما، عام 2004 بخمسة أحكام بالسجن المؤبد و40 عاما بعدما أدانته محكمة بتدبير كمائن وهجمات انتحارية على إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وتعتبر إسرائيل البرغوثي قياديا إرهابيا، إذ يقضي عدة أحكام بالسجن المؤبد بعد إدانته عام 2004 على خلفية هجمات في إسرائيل أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص. ونفى البرغوثي هذه التهم.
علاقة مروان البرغوثي الجيدة مع القادة الفلسطينيين المنافسين له
وباعتباره أحد قادة انتفاضة عام 2000 ضد إسرائيل، حافظ البرغوثي على علاقات جيدة مع قادة منافسين في حركة حماس وفصائل أخرى، ويحظى باحترام وإعجاب كبيرين بين قادة وقواعد حركة فتح في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويشبهه كثيرون في فتح بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وفي خطة متعددة المراحل من 20 نقطة، توسط ترامب هذا الشهر في اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب التي استمرت عامين بين إسرائيل وحماس، والذي تضمن استلام إسرائيل عشرين رهينة على قيد الحياة من بين المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح حوالي ألفي سجين ومعتقل فلسطيني. كما تسلمت إسرائيل حتى الآن رفات 15 من أصل 28 رهينة متوفين.
مروان البرغوثي.. أكثر من عقدين في السجن
وقال سجينان فلسطينيان أفرج عنهما مؤخرا إن ثمانية من أفراد الأمن الإسرائيليين اعتدوا بالضرب على البرغوثي حتى فقد وعيه أثناء نقله من السجن في 14 سبتمبر/أيلول 2025. وقال السجينان، اللذان كانا في الحبس الانفرادي ولم يشهدا الاعتداء بشكل مباشر، إنهما تحدثا إلى البرغوثي بعد وقت قصير من الواقعة. ولم تتمكن رويترز من التحقق من روايتيهما بشكل مستقل.
ووصفت مصلحة السجون الإسرائيلية هذه الاتهامات بأنها “ملفقة”، وقالت إنها “تعمل وفقا للقانون، مع ضمان سلامة وصحة جميع السجناء”.
وفي آب/ أغسطس 2025، نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير مقطع فيديو يظهره وهو يزور البرغوثي في السجن ويقول له: “لن تنتصر”. ويظل السؤال الأهم هو من سيحكم الفلسطينيين؟
ويدير الرئيس الفلسطيني محمود عباس (89 عاما)، أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بينما تسيطر حماس على قطاع غزة الذي دمرته الحرب. وانتخب عباس عام 2005 لولاية مدتها أربع سنوات، لكن الانتخابات اللاحقة أجلت مرارا.
صعوبة إيجاد شخصيات موثوقة لتولي إدارة غزة
ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق بشأن مداولات ترامب حول هذا الموضوع. غير أن إقرار الرئيس بوجود المناقشات الداخلية يسلط الضوء على صعوبة إيجاد شخصيات سياسية موثوقة لتولي إدارة شؤون غزة، في وقت تؤكد فيه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل التزامهما منع حركة حماس من مواصلة حكم القطاع.
ولم يكن البرغوثي ضمن السجناء الذين وافقت إسرائيل على الإفراج عنهم هذا الشهر مقابل إطلاق سراح الرهائن بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من أن مسؤولي حماس دعوا، بحسب تقارير، إلى الإفراج عنه.
ويقول بعض الخبراء إن مخاوف إسرائيل من البرغوثي تعود لسبب آخر، إذ أنه من دعاة حل الدولتين رغم دعمه للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال، مما يجعله شخصية موحدة وقادرة على حشد الفلسطينيين من حوله.
ويرى بعض الفلسطينيين في البرغوثي نموذجهم الخاص المستوحى من نيلسون مانديلا، المناضل جنوب الإفريقي المناهض للفصل العنصري الذي أصبح أول رئيس أسود لبلاده.
تحرير: ف.ي


