اخبار مخيم البداوي

وصلت إلى أستراليا بمعجزة || رقية شعبان حصلت على وظيفة أحلامها في جامعة سيدني

أس بي أس عربي ۲٤

رغم صعوبة ظروفها وبعدها عن عائلتها إلا أن رقية شعبان جعلت تلك الصعوبات وقودا لتحقيق الأحلام ودافعا للمضي قدما

إذا أردت تعلم اللغة الفرنسية في أستراليا، وذهبت لحضور صف دراسي في أستراليا، ربما تستغرب من أن المعلمة ليست فرنسية على الإطلاق، بل فتاة عربية من أصول لبنانية فلسطينية.

رقية برهان شعبان تأثرت في طفولتها بمعلمة اللغة الفرنسية الجزائرية وقررت من وقتها أن تصبح معلمة للفرنسية، واليوم هي حاصلة على الماجيستير من فرنسا وتستعد لتحضير الدكتوراه في أستراليا، وتعمل مدرسة للفرنسية في جامعة سيدني.

الطريق إلى أستراليا

لم تكن رحلة رقية سهلة، بل هي تصفها قائلة: “وصلت بمعجزة إلى أستراليا”. كانت رقية في لبنان مع أسرتها، عندما سافرت أمها لزيارة اختها في أستراليا لمساعدتها في رعاية طفليها التوأم حديثي الولادة.

وقالت رقية لأس بي أس عربي24 “والدي اقترح عليها أن تظل في أستراليا وتنهي أوراقنا لأننا فلسطينيين، وهي فرصة جيدة لنا ومستقبل جديد.”

بالفعل ظلت الأم في أستراليا وبدأت في مشوار الحصول على الإقامة، لكن الأب توفي فجأة: “تحملت أنا مسؤولية اخوتي وكنت لهم أم وأب، حتى حصلت والدتي على الإقامة الدائمة وبدأت تنهي أوراقنا.”

تم إصدار تأشيرة لإخوتها لكن طلبها تم رفضه، لأنها كانت في عمر الخامسة والعشرين، فرحل عنها أخوتها للحاق بوالدتها في أستراليا: “بقيت وحدي في لبنان.”

وتتذكر رقية تلك الفترة “كان الأمر صعب على للغاية، فقد فقدت والدي وأهلي في نفس الوقت تقريبا، ولكن تلك كانت تدابير الحياة.”

وصلت إلى أستراليا بمعجزة || رقية شعبان حصلت على وظيفة أحلامها في جامعة سيدني

قررت رقية أن الاستمرار في التعليم هو الطريق الذي يمكن أن يساعدها في شق طريقها: “كان معي درجة علمية ودبلومة في الفرنسية من لبنان، فقلت لنفسي لما لا أتعلم أكثر، وفرنسا مفتوحة لي كوني فلسطينية، فقدمت أوراقي وراسلت جامعات حتى تم قبولي في برنامج الماجيستير.”

بدأت دراستها في فرنسا، وفي الوقت نفسه قامت العائلة بتأمين تأشيرة للزيارة، لتأتي إلى أستراليا. وقالت رقية “أتيت زيارة، وكسرت التأشيرة، ثم قدمت على لجوء وكنت محظوظة للغاية أنني حصلت على الإقامة المؤقتة خلال عام واحد وبدأت حياتي في تلك البلد الجديدة.”

الطريق إلى وظيفة الأحلام

الاستقرار في أستراليا كان حلم، ولكنه ألقى بظلال الشك على مسار رقية في تعلم اللغة الفرنسية. وقالت “عندما وصلت قال لي الجميع، يا حرام، ضاع عمرك على الفاضي، لديكي دبلومة وماجيستير بالفرنسية، ماذا تفعلين بهم هنا؟”

وأضافت “لكني أنا كنت دائما مقتنعة أن لا شيء يتم إهداره، وأن كل شيء ننجزه في الحياة، يأتي وقت يمكن استغلاله.”

بدأت رحلة رقية من أوضح مكان له علاقة بالفرنسية في أي بلد في العالم، Alliance francaise، وهو المركز الثقافي الفرنسي التابع للسفارة. المركز به مقهى ومكتبة وغرف للأنشطة وأخرى لتعلم اللفة الفرنسية.

“كل يوم كنت آخذ الكمبيوتر وأجلس في مقهى المركز لأنهي تقرير له علاقة بالماجيستير، فقط أطلب القهوة، حتى يعرفني الناس هناك.”

وأضافت “كانوا سعداء أنني اتحدث الفرنسية جيدا، ومع الوقت طلبوا مني أن اتطوع معهم في المكتبة.” قبلت رقية على الفور، رغم أن حلمها كان الحصول على وظيفة في التدريس، لكن وظيفة المكتبة لم تخذلها.

“طلبوا مني شهرين تطوع لكني عملت لمدة ستة أشهر، وخلال تلك الفترة قدمت خمس مرات على وظيفة معلمة.”

وصلت إلى أستراليا بمعجزة || رقية شعبان حصلت على وظيفة أحلامها في جامعة سيدني

وفي أحد الأيام جاءت امرأة إلى المكتبة وساعدتها رقية كالعادة، لتكتشف أنها مديرة في جامعة سيدني، وقالت لها لما لا تقدمي أوراقك هناك. تصف رقية ردة فعلها “لم أكن أحلم أن أقدم في جامعة سيدني، فأنا هنا منذ ثمانية أو تسعة أشهر، ولكن هذه المحادثة البسيطة جعلتني أفعل ذلك وبالفعل أصبحت معلمة لغة فرنسية في الجامعة.”

الآن طموح رقية لن يتوقف عند هذا الحد: “أنهيت دراسة الإنجليزية في التايف للأغراض الأكاديمية، وان شاء الله أقدم على الدكتوراه خلال العام القادم.”

تتمنى رقية لو كان والدها معها الآن ليفخر بما وصلت إليه: “والدي كان دائما يدعمني في حياته.”

ورغم التقلبات والصعوبات التي مرت بها إلا أن رقية لا ترغب في تغيير أي شيء: “لولا الظروف لم أكن لأصبح الشخص الذي أنا عليه اليوم، فالظروف الصعبة هي التي تدفعنا لتحقيق الأحلام.”

مقالات ذات صلة