العيادة الطبية

متى نسترجع حاستي الشم والتذوق بعد الإصابة بكورونا؟

ما زالت آثار وأعراض فيروس #كورونا تتوالى فصولاً وآخرها كان ظهور عارض غريب ومزعج عند البعض حيث عانى بعض المرضى من شمّ روائح كريهة. وقد أطلق على التأثير الجانبي للإصابة بكورونا علمياً مصطلح “باروسميا”، أي “تشوّه حاسة الشم”.

وقد أظهرت بعض الدراسات التي تناولت فقدان حاستيّ الشم والتذوق أن 80 في المئة من مرضى #كورونا يعانون من اضطرابات في الرائحة.

كما كشفت دراسة حديثة أوروبية “أن فقدان حاسة الشم الذي يمكن أن يصاحب فيروس كورونا فريد ومختلف عن ذلك الذي يعاني منه شخص مصاب بنزلة برد أو بإنفلونزا. فعندما يعاني مرضى “كوفيد-19″ من فقدان الشم، يكون ذلك مفاجئاً وشديداً”.

ومعظم المصابين بفيروس كورونا يمكنهم التنفس بحرية، حيث لا يعانون في العادة أنفاً مسدوداً أو مزكوماً أو سائلاً. كما أن حاسة التذوق تكون معطلة تماماً وليست ضعيفة، ويعود السبب حسب الخبراء أن الفيروس يؤثر في الخلايا العصبية المرتبطة مباشرة بحاستيّ الشمّ والتذوق.

صحيح أن متابعة المرضى واجراء دراسات عليهم يساعدان في فهم الأمور أكثر، وتجارب المرضى الذين تماثلوا للشفاء أيضاً لكن ما هي المدة المتوقعة لإستعادتها؟ ومتى علينا استشارة الطبيب في حال بقيت حاستنا مفقودة؟

يوضح رئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت والأمراض الصدرية الدكتور بيار بو خليل لـ”النهار العربي” أن حوالى 80 في المئة من مرضى كورونا يستعيدون حاستيّ الشم والتذوق بأقل من 3 أسابيع، في حين تطول هذه المدة عند 20 في المئة من المرضى لأكثر من شهر وصولاً إلى شهرين. وعادة نتفادى اللجوء إلى الأدوية لإستعادة حاستيّ الشمّ والتذوق، حيث أن الأدوية الوحيدة المدروسة تكون البخاخات، وهي نوع من الكورتيزون، ولا تعطي فعالية “بنسبة عالية”.

ولكن كيف يدخل الفيروس لإصابة حاستيّ الشم والتذوق؟ برأي بو خليل أن “دخول الفيروس إلى الخلايا يكون عبر مستقبِلٍ معين وهو ACE-2 الموجود في حاسة الشمّ. علماً أن هذا لا يعني أن كل المرضى سيفقدون حاستيّ الشم عند الإصابة أو التعرّض للفيروس، ولكن تكون هناك أفضلية لهذه المناطق وهذا ما يفسّر فقدان هذه الحاستين مقارنة بغيرها”.

وشدّد على أن “ليست هناك أطعمة ممكن أن تساعد في استعادتها، فعندما يفقد الجسم هذه الحاسة يحتاج إلى بعض الوقت لاسترجاعها، وهذا أمر طبيعي”.

كذلك حُكي عن عارض فقدان السمع عند بعض المرضى، إلا أن الدراسات أصعب في هذا الموضوع خصوصاً أنه يوجد بعض الأدوية التي تؤثر في حاسة السمع. لذلك نحتاج إلى مزيد من المعطيات لنتأكد ما إذا كان الفيروس مسبباً لفقدان حاسة السمع أم لأسباب أخرى. وبالتالي لا يمكن القول إن هناك “علاقة مباشرة بين فقدان السمع والإصابة بالفيروس. ونحتاج إلى مزيد من الدراسات للكشف عن السبب الفعلي لفقدان هذه الحاسة”.

وينصح بو خليل المرضى الذين لم يسترجعوا حاستي الشم والتذوق بعد مرور أكثر من شهر أو شهرين على الإصابة إلى استشارة اختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة لمعاينتهم حتى يقرر ما اذا كانوا بحاجة إلى علاج. وأوضح أنه في معظم الحالات “لم نلجأ إلى الأدوية وعادت الحاستين بشكل طبيعي من دون أي علاج. كذلك توجد تمارين تساعد على استرجاع التذوق في مراكز متخصصة ويمكن للطبيب أن يقرر ويعرف اذا كان الشخص سيستفيد عليها”.

وأضاف: “لم نشهد في لبنان حالة لفقدان حاستيّ التذوق والشم لوقت طويل أو فقدانها كلياً، ولكن حسب قراءاتنا لحالات في الخارج سُجل بعض الحالات النادرة لبعض المرضى الذين عانوا من فقدان طويل لهاتين الحاستين أو فقدانهما كلياً. وتبقى حالات نادرة جداً واستثنائية ولا يمكن تعميمها أبداً”.

02-01-2021 | 18:23 المصدر: النهار العربي

مقالات ذات صلة