الشتات الفلسطيني

وداعاً أبو علي حسن “المختار”

مروان عبد العال
المحارب القديم والرفيق المناضل والانسان الدمث الخلوق والصديق الصدوق ، محبوب الشعب والملتصق بالقضية وبحياة البسطاء وابناء المخيم، ظل معهم في سنوات الجمر و القهر والصبر والفرح والاحزان والوجع والامل، منذ ان ولد عشية النكبة في عام ١٩٤٥ في الخالصة- فلسطين، ابن المختار الذي ظل مختاراً في مخيم النبطية رافضاً لواقع اللجوء، ابن عائلة كادحة و مناضلة، انتسب مبكراً لحركة القوميين العرب والى الجبهة منذ التأسيس.
مجاز في التاريخ من جامعتي القاهرة والجامعة اللبنانية،
حاز على عدة دورات نظرية وعسكرية في الخارج. تبوأ عدة مواقع قيادية عضوا في اللجنة المركزية العامة للجبهة ، وتسلم مسؤوليات جماهيرية وسياسية وتنظيمية.. وظل اميناً للمبادئ بعيداً عن ألاعيب السياسة والسياسيين.. ربما الكثير لا يعرف سر بوابة “فاطمة” الحدودية، فقد اباح لي بالقصة وكيف كان اول من اطلق على نقطة العبور الحدودية “بوابة فاطمة”! فكتبتها بتصرف على لسانه في رواية زهرة الطين / 2006
وجاء فيها:
[[.. نذهب ونصعد كالخيول الملجومة على اشرطة الحدود الشائكة، نرى الوطن من بوابة “فاطمة”، نرجمها ثم نعود. المقاتلون الاوائل، ذكروا لي حكايتهم مع الحدود، معبَراً للثورة من الخارج، لقتال العدو، مرة على الحدود ومرات لاختراقها نحو الداخل، قصة الشريط، الوطن والحدود والمعابر والبوابات نحوها، ظلت تتوارد.
قاد أبو علي المختار مجموعته من مخيم النبطية نحو بلدة ” الطيبة” على الحدود اللبنانية، كان حاجز الجيش يمنعهم من العبور نحو “حولا”، حيث كان سلوك دوريات العدو، وفي المرة الاولى ردهم ، فعادوا خائبين الى مواقعهم .. أمّا في المرة الثانية فتمكنت مجموعة ابو علي المختار من الاشتباك مع دورية العدو المؤللة على ذات الطريق قرب “حولا”.
يومها كانت جماعة من النسوة يعملن في حقل زيتون، فاصيبت امرأة اسمها “فاطمة” واقتادها العدو معه الى داخل الارضي الفلسطينية المحتلة، ثم عادت بعد شفائها.
كان جنود العدو على جبل مرتفع ونحن على الطرف المقابل، يفصل بيننا وادٍ سحيق، كانوا يشتمون قادتنا ونحن كذلك.. ” قال أبو علي” وبعد انسحابنا، عُدنا نحو ” قلعة شقيف”بعد ان استرحنا ليلة أو أكثر وعدنا الى مخيم النبطية، كانت صورنا معلقة على الجدران، الجميع يعتقد أننا استشهدنا.. صرنا نحن نسمى مجموعة معبر ” فاطمة”، لأن الذي عرف المكان ربطه باسم المرأة المصابة يومها”. هل تعلم؟ ( قالها ابو علي حسن بحسرة)، أنا اول من أطلق على ذلك المعبر اسم بوابة فاطمة!!]]….
يرحل قائد مجموعة فاطمة الذي شارك في العمل الفدائي الفلسطيني منذ انطلاقته، وخاض معارك مشرفة في الدفاع عن القضية والثورة والشعب من النبطية الى النبعة. وان غاب فقد ترك لنا زاداً ثميناً من ذاكرته وذكراه وسيرته وحلمه بالعودة الى فلسطين ..
العزاء لأحبته ولاشقائه د. محمود ود. محمد ” وليم” وسائر العائلة والرفاق والاصدقاء.

مقالات ذات صلة