تحت رعاية وزارة الثقافة الفلسطينية إفتتاح الدورة السادسة لمهرجان العودة السينمائي الدولي في برلين
تحت رعاية وزارة الثقافة الفلسطينية وتنظيم البيت الفلسطيني وبشراكة ملتقى الفيلم الفلسطيني إفتتاح الدورة السادسة لمهرجان العودة السينمائي الدولي في برلين
تم إفتتاح مهرجان العودة السينمائي الدولي بنسخته السادسة دورة الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة في العاصمة الألمانية برلين تحت رعاية وزارة الثقافة الفلسطينية وبتنظيم من البيت الفلسطيني برلين وبشراكة ملتقى الفيلم الفلسطيني بحضور سعادة سفير دولة فلسطين وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في جمهورية ألمانيا الإتحادية الأخ ليث عرفة.
تأتي الدورة السادسة للمهرجان في الذكرى الرابعة والسبعين لنكبة فلسطين وبمشاركة 233 فيلماً من 38 دولة. وتكريماً ووفاءً لروح الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة فقد أطلقت إدارة المهرجان إسمها على الدورة السادسة وأقرت بإسمها جائزة مفتاح العودة للنقاد إلى جانب:
جائزة مفــتاح العـــودة بإسم مـرزوق الغانم لأفضـل فيلم يتحـدث عن العــودة.
جائزة مفتاح العودة بإسم الأسير كريم يونس لأفضل فيلم يتحدث عن الاسرى.
جائزة مفتاح العودة لأفضل فيلم عن المرأة بإسم المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد
بداً المهرجان بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لروح الشهيدة شيرين أبو عاقلة وأرواح جميع شهداء فلسطين والأمتين العربية والإسلامية وسماع النشيد الوطني الفلسطيني.
بعد ذلك ألقى الأخ صلاح خطاب رئيس الهيئة الإدارية للبيت الفلسطيني كلمة بهذه المناسبة رحب بها بالحضور وأكد على أن وبعد 74 عاماً على إغتصاب فلسطين وتشريد اللاجئين مازالت قرارات الأمم المتحدة دون تنفيذ حيث عمدت الحركة الصهيونية إلى إجهاض القرارات من خلال سعيها الدؤوب إلى تشريد وشرذمة وحرمان الشعب العربي الفلسطيني من إنشاء دولته المستقلة على مدار عقود من الزمن, حيث سعت إسرائيل إلى إلغاء الحقوق السياسية والتاريخية للشعب الفلسطيني من على أرضه فرفضت الإعتراف بالحقوق التاريخية إلى أن أدركت بأن الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية هم أكبر وأقوى من جميع ما قامت به من مؤامرات وهم الذين ضحوا من أجل القضية الفلسطينية بشكل مستمر، حيث أستطاعوا أن يفرضوا حضوراً على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية حتى أدركت إسرائيل والعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني هو أكبر من أن يتم إحتوائه في مؤامرة كصفقة القرن
و قال كما كانت تقاوم الشهيدة شيرين أبو عاقلة بالكاميرا والكلمة الحرة فإن الفن الملتزم له دور كبير في مقاومة الإحتلال البغيض لأرضنا وللسينما أدواتها السلمية الكبيرة للوقوف في وجه الساعين لشطب حق العودة وتكريس هذا الحق.
سعادة سفير دولة فلسطين في ألمانيا الأخ ليث عرفه حيا في كلمته القائمين على هذا العمل الثقافي والوطني. وقدم التعازي بإنسمه وبإسم الحاضرين بالشهداء الجدد داوود الزبيدي ووليد الشريف والطفل ثائر يازوري والصحفية شيرين أبو عاقلة الذين إرتقوا نتيجه لإستهداف قوات الإحتلال لهم مع سابق الإصرار والترصد.
وقال المؤامرة التي بداًت منذ أكثر من ١٠٠ عام والتي سعت إلى إلغاء الهوية الفلسطينية وإلغاء الوجود الفلسطيني وتحويل قضية الشعب الفلسطيني إلى مشكلة إنسانية يتم التعامل معها من خلال بعض الخيام والطرود الإغاثية لكن الشعب الفلسطيني نهض وأزال عنه الرماد ليستعيد حقوقه المسلوبة ويطلق صرخة مدوية أن كل ما يريده هو الحرية ودولة مستقلة يريد أن يستعيد حقوقه لأن قضيته سياسة وطنية إنسانية.
وتابع السفير عرفه إن لقاءنا اليوم مع جيل أبناء وأحفاد النكبة تحت علم فلسطين ونشيد فلسطين وتحت راية القدس له دليل على فشل تلك المؤامرة وأن فلسطين حية وهو رد على من قال يوماً أن الكبار سيموتون والصغار سينسون وليأتي الرد منا ومنكم بأن كبرنا يخلدون وصغارنا يتذكرون وإنا من فلسطين وإنا إليها لعائدون.
قوات الإحتلال إعتقدت بقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة أنها ستقتل الحقيقة والكلمة ولكن شيرين بإستشهادها وجنازتها ذكرت العالم كله بنكبة الشعب الفلسطيني. وخاطب الحاضرين قائلاً تذكروا أن قبل ٧٤ عاماً القوى العظمى تآمرت على إفناء الشعب الفلسطيني ولكن اليوم العالم أجمع يعترف أن الشعب الفلسطيني يستحق أن يقيم دولة وأن الوجود الإسرائيلي على الأرض المحتلة هو وجود غير قانوني ويجب أن ينتهي.
سعادة السفير أكد على ضرورة رص الصفوف ونبذ الخلافات الصغيرة والإلتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية وشرعيتها وشرعية القيادة الفلسطينية المناضلة التي بشجاعتها وصلابتها وإيمانها أفشلت المؤامرات وآخرها صفقة القرن.
وزير الثقافة الفلسطينية الدكتور عاطف أبو سيف حيا القائمين على المهرجان وقال وجود هذا المهرجان هو تأكيد على وجود فلسطين في السينما العربية والدولية ونوه إلى الدور الهام للكاميرا والكلمة والقصيدة والصورة، الصورة التي إستهدفها الإحتلال من خلال إغتيال الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة. وقال البلاد لا تعرف إلا أهلها ونريد لعودتنا أن تتحق وفي ذكرى النكبة ستبقى فلسطين لأهلها التي لا تعرف سواهم.المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس المهرجان وجه تحية إلى البيت الفلسطيني والحضور وقال في كلمته أننا ماضون إلى العودة ولن ننسى المدن والقرى التي إحتلتها إسرائيل وسوف نعود إليها وأن أهلنا في الشتات هم في القلب.
مدير المهرجان الأخ يوسف خطاب قال نبعث من القلب بتحية إلى الأهل في برلين وأن حق العودة حق أزلي ولا يمكن التنازل عنه.
الفنان العربي الكبير أحمد بدير وجه كلمة مسجلة للمهرجان تمنى فيها أن يكون بين الحاضرين وأن يحضر المهرجان في فلسطين لكي يسلم على كل مواطن فلسطيني وعلى الناس الذين لم يتخلوا عن وطنهم وقال إن العودة قريبة إن شاء الله..إن شاء الله..إن شاء الله.
تخلل المهرجان فقرات ثقافية قدمتها الشاعرة الفلسطينية باسلة الصبيحي والمربي الدكتور سعيد أبو صافي وفقرة موسيقية قدمها الفنان الفلسطيني زياد أبو خليل تفاعل معها الجمهور بشكل كبير جداً.
بعد ذلك عرض فيلم ” حارس الذاكرة” للمخرجة الفلسطينية سوسن قاعود والذي يتحدث عن حنين الفلسطينيين إلى أرضهم وسعيهم الدائم للعودة إليها من خلال ثلاثة أجيال متعاقبة.
تأثر مشاهدو الفيلم كثيراً لما فيه من لحظات إنسانية ووجدانية ووطنية كبيرة وتعاهدوا على متابعة المسيرة والنضال حتى تحقيق العودة إلى فلسطين الحبيبة.
