اخبار الوطن العربي

بيان صادر عن قيادة حركة فتح – إعلام الساحة اللبنانية .

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾. صدق الله العظيم.
یا جماهيرَ شعبنا العظيم … يا أهلنا في كل بقاع أرض الرباط والمقدسات يا حماة الوطن، وحرَّاسَ المقدسات … يا أهل الرباط والمرابطة، والتحدي والمقاومة، يا من لا تركعون الأ لله ربِّ العزة ، وحامي الديار المقدسة.
إنَّ الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الصهيوني على مرأى ومسمع العالم بأسرة، وبشهادة كافة وسائل الاعلام العالمية وتميَّزت بالوحشية، والهمجية والدموية، دون اي رادع، ودون أي تحرُّك دولي، وكأنَّ شعبنا مكتوبٌ عليه دائماً أن يكون هدفاً للمجازرالصهيونية، وسهام القتل والإبادة وعلى مرأى ومسمع القوى والأطراف والهيئات الدولية والإقليمية، وخاصة الحقوقية والقانونية.
فمساء اليوم شهد مخيم جنين عدواناً جارفاً ومدمِّراً للمنازل، ومختلف أنواع المركبات، والمتاجر، والمؤسسات بما تحتويه من أبناء شعبا في جنين كمحافظه، فالقتل والتدمير كان شاملاً ومقصوداً. لقد إرتفع عدد الإصابات والشهداء والذي كان ملفتاً للمراقبين الاعلاميين، وسيارات الاسعاف والمستشفيات، والتي اكدت على أنه قد ارتقى تسعة شهداء بينهم إمرأة فلسطينية مُسِنَّةٌ، وهناك عشرات الاصابات برصاص جنود الاحتلال، بينهم أربع حالات خطرة، كما أن مستشفى جنین نفسه استُهدفَ بالرصاص، وبقنابل الغاز المسِّيل للدموع.
إن القيادة الفلسطينية تعاطت مع هذا الحدث الإجرامي بجدية مطلقة، وسارعت للدعوة السريعة لعقد إجتماع طارئ برئاسة رئيس دولة فلسطين للقيادة الفلسطينية
لبحث تداعيات المجزرة التي استهدفت محافظةَ جنين وأهلها وأحياءَها، والتي أدت إلى إرتقاء أحدَ عشر شهيداً وعشرات الجرحى.
ولقد أسفرالاجتماع المركزي القيادي برئاسة الرئيس محمود عباس رئیس دولة فلسطين عن مجموعة قرارات صارمةٍ تتناسب مع حجم المأساة:
أ- وَقْفُ التنسيق الأمني مع حكومة الإحتلال، واعتباره لم يعد قائماً، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية، لأن هذا القرارَ يطال صُلْبَ العلاقات الداخلية بين الطرفين، وهي محطة معقدةٌ وتحتاج من كل طرف أن يعيد حساباته بجدية مطلقة.
ب- ايضاً تم أخذ قرار فلسطيني بالتوجُّه الفوري لمجلس الأمن الدولي، لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الفصل السابع، وهذه مسؤولية دولية لا بد من طرحها بجدية وإقرارها، حتى لا يبقى الشعب الفلسطيني هو الضحية ودائماً يدفع الثمن .
ج- إنَّ القيادة قررت بعد هذا الاجتماع المركزي التوجُّه بشكل عاجل للمحكمة الجنائية الدولية لإضافة ملف المجزرة التي ارتكبتها قواتُ الاحتلال في جنين إلى الملفات العدوانية السابقة، والدعوة الفورية لقدومِ لجنة التحقيق الدولية المستمرة في مجلس حقوق الإنسان للتحقيق، وإحالة مخرجاتها بشأن مسؤولية الاحتلال عن هذه المجزرة للمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن.
د- كما أن القيادة قررت استكمال الإنضمام إلى بقية المنظمات الأممية والدولية، والتحرك على المستويات كافة من أَجل دعم الموقف الفلسطيني.
وبالتالي فان سيادة الرئيس يدعو جميع القوى الفلسطينية لاجتماع طارئ للاتفاق على رؤية وطنية شاملة، ووحدة الصف لمواجهة العدوان الاسرائيلي و التصدي له بكل قوة وعنفوان فلسطینی حاسم .
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات…
نحن جميعاً كحركة فتح وكفصائل ليس أمامنا خيارات متعددة، وانما هناك خيارات مركزية، وسبق التوافق عليها، ومنها ما سبق أن تمت مناقشته والتوافق عليه، لكن الحسم النهائى لم يتم بحكم التجاذبات الاقليمية، والتباينات في تنسيق العلاقات الداخلية الوطنية، وهذه المحطات الخلافية كان العدو يستخدمها لإشعال الفتنة والتباينات، واللعب على التناقضات.
إننا في حركة فتح نناشد الجميع بأن نعمل سوياً على تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية ميدانيا، وندفع باتجاه توحيد المواقف لقطع الطريق على كافة الجهات التي تزرع الفتنة، و تبذر بذور الخلافات والتناقضات، واشعال الفتن الداخلية، بين الفصائل، أو على صعيد إطار منظمة التحرير الفلسطينية. أو إطار العمل الفلسطيني الموحَّد، لأنه بعد كل هذه المجازر التي تحصل لتمزيق الصف الوطني، لا يجوز لأي فصيل إلاَّ أن يكون فقرة من فقرات العمود الفقري الفلسطيني الجامع للجسد الوطني، والمانع لهذا الجسم من أن تنخرَهُ أمراضُ الأحقاد والبغضاء، والتآكل الداخلي، وسموم الفتن، ما هبَّ منها وما دب .
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في بقاع الأراضي المحتلة ، وفي مخيمات الخارج وفي محطات الشتات والغربة:
إننا في حركة فتح، ونحن نعيش هذه المحطة المعقَّدة من محطات الصراع ضد الاحتلال الصهيوني، أناشدُ جميعَ الأخوة الذين أقسموا يمينَ الوفاء والانتماء منذ البدايات وحتى اليوم، أن يجددوا العهدَ و القسم، وأن لا يفَكِّروا بمصالحهم الشخصية على حساب السلوك والاداء الوطني، والتضحية على طريق الفداء والاستشهاد .
حركة فتح المؤسِّسة للثورة الفلسطينية وُجدت لتبقى وتستمر، ولكي تحمي الوطن والشعب، والأرض ، والمقدسات، ولكي تصونَ قوافلَ الشهداء مثلما تصون ُتضحيات عذابات الأسرى والأسيرات، والجرحى والجريحات.
باختصار أقول لنفسي أولاً ولكل أبناء حركة فتح الاوفياء، لا تفكِّروا بأنفسكم أولاً ،وإنما فِّكروا بحماية كرامة شعبكم، واعدلوا في تعاطيكم مع أبناء شعبكم، لأن العدل هو ملح الارض . وتذكَّروا دائماً أننا كحركة وطنية ثرنا على الظُلم، والقهر، وغياب العدل، فلا يجوز لنا أن نخون الأمانة. فالعدلُ أولاً، والنصر ثانياً .
وانها لثورة حتى النصر.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
الحرية والعزة لأسرانا البواسل.
والشفاء لجرحانا الابطال .
والنصر لفلسطين وأبطالها المقاومين على مدار الساعة.
بيان صادر عن قيادة حركة فتح –
إعلام الساحة اللبنانية .
27/1/2023

مقالات ذات صلة