أرشيف المنتدى

تفاصيل معركة الكرامة الخالدة

تفاصيل معركة الكرامة الخالدة

معركة الكرامة

1_1446037946.webp

شكلت هزيمة حزيران عام 1967 نقطة تحول باتجاه الخلف بالنسبة للأمة العربية بشكل عام وللشعب الفلسطيني على وجه الخصوص . فقد وقعت باقي فلسطين (ما يعرف بالضفة الغربية للأردن) وأجزاء أخرى من الوطن العربي (الجولان السورية وصحراء سيناء في مصر ) فريسة للأحتلال الأسرائيلي ، الأمر الذي ادى الى احباط وهزيمة كبرى ليس على الصعيد الجغرافي فحسب وانما على الصعيد النفسي والمعنوي للشعب الفلسطيني بشكل خاص والشعوب العربية عامة .

وعلى الجانب الآخر فتحت شهية الأطماع الصهيونية للأمتداد في الوطن العربي والتهام المزيد من الأراضي العربية ، اضافة للقضاء على أي تفكير لدى الأمة العربية في مواجهة الدولة الصهيونية .

من هنا أقدم قادة الدولة الصهيونية باصدار الأوامر للجيش الذي اطلقوا عليه اسم الجيش الذي لا يقهر بشن عدوان جديد على العرب بهدفين :

1. استغلال الوضع النفسي والمعنوي المنهار لدى العرب على أثر هزيمة حزيران 1967 .

2. القضاء على بذور المقاومة الفلسطينية والتي بدأت تعمل انطلاقا من غور الأردن .

1_1446037964.webp

بدأ الجيش الأسرائيلي باطلاق التهديدات وشن هجمات متتالية على قواعد المقاومة التي استخدمت اسلوب حرب العصابات وشن هجمات على قواعد الجيش الاسرائيلي ، حيث بدأ باستخدام القصف الجوي والمدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع قبل بدء الهجوم في الحادي والعشرين من آذار عام 1968 معتمدة على انه بعد الهزيمه التي مني بها العرب والفلسطينيون بشكل اساسي قد ادت الى هزيمه معنويه لن تساعدهم على القتال .

ورغم ان الهدف المعلن للحرب التي شنتها اسرائيل على الاردن عام 1968 هو القضاء على المنظمات الفدائيه الا انه هناك اهدافا استراتيجيه ابعد من ذلك منها توسع رقعة الاراضي المحتله والوصول الى مناطق جديده منها مرتفعات السلط وتحويلها الى حزام امني كما فعلت في جنوب لبنان .

بدأ الهجوم في الخامسه والنصف صباح يوم 21 / 3 / 1968 ، مستهدفا عدة محاور على طول الجبهه ( من جسر الامير محمد شمالا )في الاغوار الوسطى ، اما في الجنوب فكان هناك هجوم تضليلي على منطقة غور الصافي .

لقد استخدم الجيش الاسرائيلي في هجومه كافة انواع الاسلحه بما فيها الطيران والمدفعيه والدبابات وعمل انطلاقا من عدة محاور وخاصه من محور جسر الامير محمد الذي اندفعت عبره القوات تحت ستار كثيف من نيران المدفعيه والدبابات والرشاشات المتوسطه حيث جوبهت هذه القوات بمقاومه عنيفه من قوات الجيش الاردني بقيادة اللواء مشهور حديثه وقوات الثوره الفلسطينيه حيث جرت معارك شرسه مما اضطر الجيش الاسرائيلي الى الانسحاب مخلفا وراءه العديد من الخسائر بالارواح والمعدات ، لايهم في هذه المرحله تفاصيل المعركه وانطلاق الجيوش ، ولكن ما يهمنا هو رمزية المعركه وما برز من نتائج فقد كانت المره الاولى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي الذي تضطر فيه اسرائيل الى طلب وقف اطلاق النار وقد بلغت خسائر الاسرائيلين فيها حوالي 244 قتيلا ، 450 جريحا ، وتدمير 88 اليه عباره عن ( 27 دبابه ، 18 ناقله ، 24 سياره مسلحه ، 19 سيارة شحن وسقوط طائره ) .

شكل ذلك انتصارا معنويا كبيرا للمقاتلين الذين شاركوا في صد العدوان حيث تمكنت المنظمات الفلسطينيه والجيش الاردني من رد الاعتبار اثر هزيمة حزيران 1967 وما لحق بالامه العربيه من احباط وهزيمه .

يقول المؤرخون ان معركة الكرامه شكلت انجازا للمنظمات الفلسطينيه التي تصدت للعدوان والتحمت ببساله منقطعه النظير حيث واجهت جنود ( الجيش الذي لا يقهر ) بالسلاح الابيض واوقعت في صفوفه خسائر بشريه هائله ادت الى طلب الاسرائيلين وقف القتال .

ان ( الكرامه ) هي اول انجاز عسكري عربي امام اسرائيل منذ النكبه وما زال الخلاف على رواية وقائعها بين الاردنيين والفلسطينين قائما .

لقد ابرزت معركة الكرامه ( الرموز الفلسطينيه ) كالكوفيه والعمل الفدائي حيث كان واضحا ان حرب العصابات التي انتهجها الفدائيون الفلسيطينيون هي التي غيرت مجرى المعركه واتجهت لصالح العرب ، كما انها كانت بداية الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينيه ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ، فقد قام الزعيم الراحل ياسر عرفات بعد انتهاء المعركه بزيارة القاهره حيث استقبله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .

ان الكرامه اعادت الاعتبار للكرامه العربيه واعترف العرب ببسالة المقاومه الفلسطينيه ووحدات في الجيش الاردني حيث ثبت تاريخيا ان القرار في مواجهة العدوان لم يكن قياديا اردنيا رسميا فقط بل من قيادة الجيش الاردني وقادة الوحدات التي شاركت بالقتال الى جانب المنظمات الفلسطينيه ،حيث اوضح المؤرخ والباحث الاسرائيلي ( ابراهام زوهر ) والذي شارك بنفسه في الهجوم بان اسرائيل ابلغت الاردن مسبقا بالهجوم الامر الذي يؤكد ان الهدف من المعركه هو القضاء على المقاومه الفلسطينيه التي بدات في ذلك الوقت تاخد نهج حرب العصابات ، ويشير هذا ان فشل الهجوم يعود الى حرب العصابات الفلسطينيه ومشاركة المدفعيه الاردنيه .