أرشيف المنتدى

الاعمار بعد عيد الاضحي واعمار 123 وحده سكنية

حظيت الزيارة الاستثنائية لوفد ممثلي الدول المانحة الى مخيم نهر البارد امس، باهتمام بالغ في اوساط قيادات وابناء المخيم، لكونها جاءت في وقت بدأت تلوح في الأفق بوادر حلول نهائية لقضية اعادة الإعمار وفق المعطيات الميدانية المستقاة من مواقع العمل. وتعززت البوادر عبر التأكيدات التي نقلها أعضاء الوفد إلى الفلسطينيين في خلال الجولة التي قاموا بها في أرجاء المخيم.

وشكلت الزيارة مناسبة جرى خلالها البحث في مجمل القضايا المعيشية والأوضاع الانسانية للنازحين، وان كانت في الشكل بدت وكأنها محاولة من المجتمع الدولي لاستعادة الثقة المفقودة بدوره وترميم العلاقة مع ابناء المخيم بعد التعثرات الكبيرة التي واجهت انطلاق العمل والتأخر في معالجة العديد من المسائل الملحة.

ويمكن القول ان الزيارة، ورغم ما تطرح من اسئلة لجهة التوقيت وأسباب الاستعجال المفاجئ من جانب المجتمع الدولي في استحضار القضايا ومدى جديته في معالجتها بعد طول انتظار، الا انها شكلت ارتياحاً في الوسط الفلسطيني ترجمت حفاوة في الاستقبال والبيانات التي اشادت بالزيارة ولم ينغصها الاعتصامان الرمزيان اللذان نفذا من قبل تجار البارد المحتجين على عدم دفع التعويضات العادلة عن الاضرار التي لحقت بهم، ومن جانب القاطنين في البيوت الجاهزة في مجمع 23 بسبب سوء الاوضاع التي يعانون منها.

وغاب عن الزيارة ممثلو وسائل الإعلام بسبب استمرار مفاعيل القرار الصادر عن قيادة الجيش اللبناني بمنع الاعلاميين من الدخول دون اذونات مسبقة، وشارك فيها نحو خمسين شخصاً يمثلون الدول المانحة. ووصل أعضاء الوفد إلى المخيم صبيحة امس وامضوا فيه اربع ساعات شاركوا خلالها في ورشة عمل واسعة، تضمنت زيارات للنازحين واجتماعات مع المعنيين وجولات استطلاع في شقيّ المخيم الجديد والقديم، ساهمت في تكوين انطباع كامل عن الوضع. وشكلت حصيلة الاجتماعات محور النقاش الذي دار في بيروت خلال الاجتماع الذي عقدوه مباشرة بعد مغادرتهم المخيم مع مدير الأونروا في لبنان ولجنة المتابعة لاعادة الإعمار. وخصص الاجتماع للبحث في نتائج الجولة والخلاصة التي افضت اليها تمهيداً لرفع مذكرة الى الدول المعنية لوضعها في اجواء ما يحصل والطلب اليها الاسراع في دفع الاموال التي تعهدت بها.

وكان الوفد استقبل باحتفال رسمي وشعبي أعد له في قاعة جار القمر في القسم الجديد من المخيم، وحضره ممثلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وهيئات المجتمع الاهلي والمدني، والقيت خلاله كلمات لكل من مدير الاونروا في لبنان سلفاتوري لومباردي، مسؤول ملف اعمار البارد مروان عبد العال، رئيسة جمعية النجدة في لبنان نايلة العلي ومدير الاونروا في الشمال تشارلي هيغنز. وركزت الكلمات على ضرورة ايجاد الحلول السريعة للمشاكل التي يعاني منها النازحون والاسراع في الاعمار، كما دعت المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية الى الالتزام بوعودهم وتأمين الاموال اللازمة لمواكبة مشاريع العمل.

بعد الاحتفال، توزع الوفد على أربع مجموعات، تولت كل منها مهمة معينة، حيث قامت مجموعة بزيارة المخيم القديم والاطلاع على سير الاعمال التي تنفذها الشركة الملتزمة، في حين عقدت مجموعة ثانية لقاء مع الهيئة الاهلية لمناصرة ابناء البارد، وتولت مجموعة ثالثة عقد لقاء مع مهندسي الاونروا، وأوكلت إلى المجموعة الرابعة زيارة المخيم الجديد والاطلاع على اوضاع النازحين المقيمين في البراكسات والمخازن، حيث كان في استقبالهم عدد من المعتصمين الذين وضعوهم في اجواء المعاناة التي يتكبدونها وطالبوهم بايجاد الحلول المناسبة.

وكانت الاونروا اصدرت بياناً شرحت فيه مسار العمل الذي ينفذ في الجزء القديم من المخيم، واكدت خلاله بأن عملية وضع الاساسات ستبدأ بُعيد عيد الاضحى المبارك، كما قدمت عرضا عن المشاريع التي سيتم تنفيذها قريبا ومنها بناء 123 وحدة سكنية في عقار 755 بتمويل من الهلال الاحمر الامارتي، وبناء مدرسة بتمويل من مؤسسة التعاون بقيمة مليون ونصف المليون دولار اميركي، إضافة الى اجراء مناقصات لبناء مزيد من المدارس.

من جهته، رحب عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في الشمال أركان بدر في بيان أصدره بزيارة وفد الدول المانحة نظرا لأهميتها المتزامنة مع موعد استئناف عمليات التحضير لإعادة إعمار مخيم البارد تنفيذاً لقرار الحكومة وبعد تذليل العقبات التي كانت تعترض عملية إعماره.

وطالب بدر ممثلو الدول المانحة بالاستجابة لمطالب أبناء المخيم بعد الاستماع مباشره لمعاناتهم وتحسسها عن قرب والعمل على توفير الأموال اللازمة لإعادة إعمار المخيم والمنطقة المجاورة له واستمرار خطة الإغاثة الشاملة لأبناء المخيم حتى إعمار آخر منزل