أرشيف المنتدى

الوطن أنا

يا قضيتي…

اِن أماتوكِ

بعثُّك من صرخ أمي

و زغرودةٍ في عرس شهيدْ

وتكبيرةٍ في صلاة عيدْ

فعمرك آلاف السنينْ

يعرفكِ الشجر والحجرْ

و كلُّ من اسمه إنسانْ

كان أو ما كانْ

أنت في سجلِّ الزمان والمكانْ

مرسومةٌ على الحيطانْ

في كراستي القديمهْ

ألمحفورةِ في ذاكرتي…

سألقنها لأولادي وأحفادي

و أقيدها في سجل حقوقيَ المهضومهْ…

يا كل ذي ضمير حيْ

أنت المسؤولْ

أما الموتى فهم لا يسمعونْ

يا ذا كرامة وشهامةٍ

(بين قوصينْ)

وكلمات طنانة رنانهْ

قلتَها في سويعات انفعالْ

ثم نمتَ بعدها أعوامْ

أنا لن أُريق دمي كي تفيقْ

ثم تَرثيني في أغنية أو نشيدْ

وأعود لأُمحى من جديدْ

في ذاكرتك المحروقهْ

في سباتك العميقْ…

****

أيها الكرماء الحقيقيونْ

والشرفاء الحقيقيونْ

والرجال الحقيقيونْ

أنا الصوت الذي لن يموتْ

و إن ماتت قضيتي

في شاشات التلفزيونْ

وعلى صحف المرتزقهْ

وفوق هاماتِ العبيد المرتشينْ

سقط القناعْ

وبان زيفك أيها المناضل المموَّلْ

من عدوٍّ لي أعرفهْ

و آخرَ لا أعرفهْ

وأنت أيها المنسيْ

أتدري لماذا نُسيتْ؟

لأنك لا تدري

إلى متى أخطب عنكْ

و أتكلم عنكْ

و أتألم عنكْ

و أُجلد عنكْ

و أنت تفضل عني

حالة اللاوجودْ

وصورةً في بطاقة تعريفْ

تُملأُ بها سجلاتْ

وتُستجدى بها معوناتْ

تُقبر في بطون الساسهْ

و توزع هباتٍ على العمَّات والخالاتْ

و “أيادٍ بيضاءَ” مرتشياتْ

تبيعك وتبيعني

وتبيع الوطن بدريهماتْ

ثم تظن أنك حيٌّ مثل الكرماءْ

ألوطن أنا

من بِيعَ بلا ثمن أحيانا

مقابل مديح من حاقدٍ

يترصد نهايتي

يستشرف ركوني في سجل الأمواتْ

يا أيها الذي أنت مني وأنا منكْ

وتحاصرني

بحدود سطرها عدوي

لكي تصنع شعبا و وطنا

و تصدِّر للعالم هوية انعدامي

و مَلئي لحيِّز في الفراغْ

ثم تستجدي المديح في وجبة طعامْ

أو من سائح لا قيمة لهْ

نصَّبته علي سيدا

دون أن أدري

بهاتف يأمرك على خطك الخاصْ

ألوطن أنا…

من تُحرقه الغيرهْ

و تخنقه العَبرهْ

لأجل حياة الملايينْ

ولأجلك يا مسكينْ…

ألحي أنا وليس أنتْ

حتى و إن كنت سجاني

و جلادي

و عدوا لي في ظاهر وخفاءْ

ألشريف أنا

و ليس أجيرٌ ببندقيهْ

يرابط على الحدودْ

و يبيعني في أول فرصهْ

ثم يفر من عويل ذئابْ…

لا تسألني لم أنا هكذا

فجوابي لن يفيدك أيها الشبعانْ

لأنك نعَيتَ قلبك من زمانْ

ولأنك ما ذقت الحرمانْ

أو عُذِّبتَ عذاب الولهانْ

ونمتَ على بطنِ جوعانْ

أتدري كم زارتنيَ الأفكارْ

وأنت تغُطُّ غطيطكْ

وتحلم بالعرايا الشقراواتْ

بضحكات فاجراتْ

أو ماجناتٍ ساحراتْ

يدغدغنكَ أيها التافهْ

كيْ تفشيَ أسرارا

و تفجِّر قنبلاتْ

و تتلقى الأوامر بعدها

في رعشات وانحناءاتْ

كي تمرِّرها إليَّ و إلى غيري

في غير رعشاتْ وانحناءاتْ

بل مذرَّعات ومدفعياتْ

واغتيالاتْ

جبانٌ أنت لا تستحقُّ الحياةْ…