أرشيف المنتدى

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعتصمون – نريد حق العمل مطلب مشروع

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعتصمون – نريد حق العمل مطلب مشروع

رُفع أمس في ساحة رياض الصلح { عباس سلمان }

1_1459940086.webp

السفير – مها بيضون

يصلون، الواحد تلو الآخر، وكل يتأبط مظلته، وينظر من حوله باحثاً عن زميل أو رفيق. أين نعتصم؟ فيجيبهم عنصر من القوى الأمنية: خلف هذه الحواجز. موعدهم في الحادية عشرة صباحا أمام تمثال رياض الصلح، خلف هذه الحواجز التي عمدت القوى الامنية إلى زرعها قبل وصولهم المتأخر لرداءة الطقس الماطر والبارد.

مضت بضع دقائق قبل أن تمتلئ ساحة رياض الصلح بالمعتصمين الفلسطينيين. أتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن شتى المخيمات.

ستون عاما مضت وهم على الأرض اللبنانية، لاجئين قسرا، الا ان قساوة العيش والتمييز الذي يطالهم أصبحا عبئا يولد حياة مذلة وفقيرة. كيف نعيش من دون عمل؟ واذا حصلنا عليه، فكيف نضمن مستقبلنا من بعده؟ اسئلة تجول في خواطرهم، تصنع يومياتهم، أو تعيق صناعتها.

لم تكن أصواتهم الوحيدة الحاضرة بل عبارات على اللافتات، كما كل اعتصام. ولم تمنعهم الامطار الغزيرة من رفعها ولو ان المياه كادت تتلف الحبر المكتوب: حق العمل ضمان لاستمرارية قضيتنا المقدسة، حق الفلسطيني بالعمل مطلب مشروع، نطالب الدولة في العمل ونرفض التوطين. ولم يغب العلم الفلسطيني عن المشهد.. فهو واحد من المعتصمين.

كانت ساحة رياض الصلح أمس على موعد مع اعضاء لجان متابعة حملة حق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وبعض اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من البطالة في لبنان، وآخرون يعملون ويخشون الصرف التعسفي الذي لا يضمن إعطائهم حقوقهم وتعويضاتهم. فاعتصموا للمطالبة بممارسة حق العمل في مختلف المهن الحرة والنقابية، ولإعفائهم من اشتراط الحصول على اجازة عمل باعتبارهم مقيمين على الاراضي اللبنانية قسرا، وشملهم بنظام الضمان الاجتماعي واستثنائهم من شرط المعاملة بالمثل.

تقول منسقة لجنة متابعة حملة حق العمل للاجئين الفلسطينيين نوال العلي، وهي واحدة من الفلسطينيين الذين لم يجدوا عملا يناسب كفاءاتهم، فكانت المؤسسات الاجتماعية ملاذا لها: إذا أردنا العمل، علينا الاستحصال على إجازة عمل، ونحن نعامل مثل سائر المواطنين العرب في لبنان. وطالبت العلي بالحصول على استثناء: نحن مش أجانب، نحن لاجئون قسرا، ودائما يضعون أمامنا حجة التوطين، حاملينها زي قميص عثمان. نحن نرفض التوطين، ونؤكد على حق العودة، لكن الانسان الجائع لن يستطيع البحث عن وطن!. وتضيف: ما نخشاه هو الصرف التعسفي الذي ينتهي بعدم تقديم أي ضمان اجتماعي لنا.

شارك في الاعتصام، بدعوة من لجان متابعة الحملة، رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري الذي رأى أن الإخوة الفلسطينيين في لبنان يمارس عليهم تمييز، وأبسط الحقوق الانسانية لديهم مغيبة تحت شعار التوطين، ما يعتبر نوعاً من العنصرية والتحيز. فهم ضيوف قسرا في لبنان، وحتى يتحقق حق العودة، علينا ممارسة ما نستطيع من مساواة بينهم وبين اللبنانيين. وتمنى البزري لو أن الاعتصام عقد امام المجلس النيابي لأنه يشكل السلطة التشريعية، مع العلم انه تم طرح الفكرة على حد قول نوال العلي الا انها قوبلت بالرفض.