نبيل السعيد أبو باسم.. مناضل حتى الرمق الأخير

نبيل السعيد أبو باسم.. مناضل حتى الرمق الأخير

عمر ابراهيم

استعان المرض العضال بالموت على أبي باسم، نبيل السعيد، ليوقف حركته، ويحدّ من نشاطه بعدما فشل في أن يقعده أو يجعله يستسلم لقدره، فبقي شعلة شبيهة بشعلة شهداء فلسطين التي لا تنطفئ. وظل يقوم بمهامه ومسؤولياته حتى ما قبل الوفاة بساعات قليلة، إيماناً منه بالقضية المركزية التي شكلت مساراً لحياته النضالية في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».

بالأمس، أغمض أبو باسم عينيه تاركاً وراءه حرقة وغصّة في قلوب عارفيه، ومخلفاً فراغاً قد يصعب ملؤه، لكن ذكراه ستبقى في مخيمي البارد والبداوي راسخة في عقول رفقائه رسوخ الإيمان بعودة قريبة إلى فلسطين.

وداعاً أبا باسم، باسمي ونيابة عن زملائي الإعلاميين، الذين آثرت على حضور حفل تكريمهم قبل شهر تقريباً، متحدياً وضعك الصحي، ومتعالياً على آلامك. فكنت الحاضر الأول كما تعودت في كل المناسبات، وتشهد على ذلك قاعات وساحات وطرقات المخيم.

أبو باسم، نبيل السعيد، من مواليد 1951 في مخيم البداوي، متزوج وله أربعة أولاد، انتسب إلى صفوف «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» منذ انطلاقتها، وتدرّج في مناصب عديدة حتى تبوأ موقع عضو اللجنة المركزية للجبهة في لبنان، وبات مسؤولها في مخيم البداوي، شارك في تأسيس منظمة الشبيبة الفلسطينية ونادي القدس الثقافي الرياضي.

توفي يوم الأربعاء الماضي بعد صراع مع المرض، وشيّع في موكب مهيب شارك فيه ممثلو الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية وحشد من أبناء مخيمي البداوي والبارد والجوار. ونعى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة سمير لوباني الراحل بكلمة أشاد فيها بمزاياه وتضحياته.