عروسان من مخيمات العودة بلبنان يحققان حلم زفافهما في الوطن

عمار يوزباشي ( ابن مخيم البداوي ) عروسان من مخيمات العودة بلبنان يحققان حلم

انطلاق فعاليات الملتقى الثقافي التربوي الرابع رسميا بحفل فني وطني

حقق خطيبان فلسطينيان لاجئان في مخيمات العودة بلبنان، الليلة الماضية، جزءا من حلم عمرهما بالزواج على ارض الوطن الذي لم يسبق لهما دخوله، وتمما مراسمه بحفل زفاف لم تكتمل فرحته حيث منع الاحتلال العريس من حضوره. وفاجأ العروسان عمار اليوزباشي من مخيم البداوي، وعروسه مي خشان من مخيم برج البراجنة أقارب وأصدقاء ومعارف لهما بالإفصاح عن رغبتهما تحقيق الحلم خلال الافتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى الفلسطيني الثقافي التربوي الرابع بقصر رام الله الثقافي تحت رعاية الرئيس محمود عباس وبحضور رئيس ديوان الرئاسة د. حسين الأعرج ممثلا عن الرئيس.

وأطلقت فعاليات الملتقى الذي تنظمه اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في الوطن للعام الثاني على التوالي تحت شعار « يمينا يا وطن لن تغادرنا.. وعلى هذه الأرض سنزرع الحياة»، بعرس وطني فني غير مسبوق شدا فيه منشد الثورة وشاعرها ابو عرب وعدد من ابرز الفرق الفنية الفلسطينية في سوريا ولبنان. ووصلت العروس عبر القاعة المخصصة للجمهور وشقت طريقها بصعوبة بالثوب التقليدي الفلسطيني الأبيض المطرز بعناية بحرير ارجواني وهي تضع الطرحة البيضاء، وسط جمع من المريدات والقريبات اللواتي ظللنها بمظلة مزينة ببالونات زاهية الألوان مع طبق الحناء تغطيه الورود، ورددن أغاني فرح فلسطينية تقليدية.

وظهرت العروس وحيدة بين الجماهير التي فاضت بها قاعة القصر الثقافي واستقبلتها مع الفرق بزفة وطنية حماسية ما أعاد البسمة إلى شفتي مي التي كانت تأمل ان تتم فرحتها كما خططت هي وعريسها. وطالب العريس الجماهير في اتصال هاتفي بإتمام حفل الزفاف الذي حلم به دائما وخطيبته وتمنيا سويا ان يتحقق على ثرى الوطن، دون ان يتسنى الاستماع الى باقي كلمة العريس بسبب رداءة الصوت. وحضر حفل الافتتاح والزفاف أيضا محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام وحشد من كبار القيادات الرسمية والفصائلية ووزراء ونواب وفنانون ومبدعون والمئات من المواطنين الذين امتلأت بهم مدرجات القصر وباحاته الخارجية.

وأحيت الأمسية الفنية إلى جانب الفنان المخضرم أبو عرب وفرقته ناجي العلي القادمة من مخيم اليرموك بسوريا فرقتا حنين من بيروت والكوفية من مخيم عين الحلوة بأغاني وأناشيد الثورة ورقصات ألهبت المشاعر على مدى ثلاث ساعات متواصلة. وقابلت الجماهير الغفيرة إبداع الفرق بموجات التصفيق الحار والتلويح بالأعلام الفلسطينية والمطالبة بالمزيد على رجع صدى هتافات «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين». واعتبر أمين عام اللجنة الوطنية إسماعيل التلاوي إتمام حفل الزفاف المفاجئ على النحو الذي تم, دليلا آخر على أن الملتقى يحقق أهدافه وحلم الكثيرين من عشاق فلسطين في اللقاء على أرض الوطن. ويشارك في فعاليات وفد الملتقى هذا العام أكثر من 170 مشاركا من كافة مناطق الشتات واللجوء والوطن على رأسهم شعراء وفنانون بضمنهم أبو عرب وأحمد دخيل وتوفيق فياض، ورؤساء اتحادات فنية فلسطينية في بلاد اللجوء وموسيقيون معروفون وفرق بارزة وراقصون ويرافقهم ملحقون ثقافيون في السفارات لدى الدول العربية.

رام الله – الحياة الجديدة – نائل موسى