أرشيف المنتدى

السيد خالد مشعل وخياراته السياسية!

السيد خالد مشعل وخياراته السياسية!

إن لم يكن الجميع .. فبنسبة كبيرة ، يتفق الشارع الفلسطيني ،على أن السيد خالد مشعل يملك طلّه مُحببة لدى المشاهد والمستمع الفلسطيني والعربي .. وإذا ما أضفنا لهذه الطلّه صفته النضالية كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس ، يُصبح طريقه للزعامة الفلسطينية أقرب إليه من غيره ! هذا لا يعني التقليل من شأن القيادات الفلسطينية ألأخرى ، فالكثيرمنهم ، لهم صفات تنافسية واضحة ، وإن كانت بنسب متفاوتة .

لكن الذي دفعنا للحديث عن السيد مشعل ، هو ما تعيشه هذه ألأيام ، حركة حماس وقيادتها السياسية والعسكرية من أزمة مُربكة في إتخاذ القرار ألأنسب والأصوب بالنسبة للأزمة السورية ! فهو قرار يدخل في صميم فلسفة حركة حماس العقائدية والسياسية ، وتحالفاتها التي أوصلتها إلى ما هي عليه ألآن من قدرة سياسية وعسكرية خوّلتها للتنافس على قيادة النضال الفلسطيني بكل أطيافه ! وحماس تدرك حرج المواقف القادمة سلبا َ أو إيجابا ً ، بالنسبة للموقف تجاه القيادة السورية ، وأنه ليس بهذه البساطة إتخاذ قرارالتخلي عن الحليف السوري ، أو حتى مساندته والوقوف معه ، فألأتجاهين أحلاهما مُُرّ ! وقرار ألأبتعاد والتخليي سيكلف حركة حماس الكثير ، وقد يكون بداية العد التنازلي للوهج الجماهيري الذي إكتسبته على مدى السنين الماضية ! وسنذكر النتائج المُحتملة لو أقدمت حماس على فك إرتباطها بالنظام السوري :

— فقدان الحافظ على البندقية النضالية الحمساوية على الساحة العربية والتي أكسبت حماس الكثير من المصداقية والشرعية لدى الشارع الفلسطيني والعربي .

— خسارة الحليف الأيراني ، وما يشكله من دعم عسكري ومالي ملحوظ ! هذا الدعم الذي خوّلها للصمود في وجه إسرائيل عسكريا في سنة 2008 م ، وماليا ً طيلة فترة الحصار الأسرائيلي العربي الغربي على قطاع غزة ، والذي لا يزال حتى كتابة هذه السطور!

— فك الترابط السياسي العسكري والمخابراتي مع حزب الله ، ترابط شكل ضمانة عسكرية ميدانية لا يمكن تجاهلها ، وحماس تدرك أبعادها !

— فقدان صفة التميّز العسكري عن حركة فتح ،( بعد أن تخلت ألأخيرة عن خيار النضال المسلح ) .

— إنحصار حركة حماس في دائرة التنظيم السياسي التفاوضي على الساحة الفلسطينية ، ودخولها دائرة ألأملاءات المرهونة بالأغراءات المالية !

— فقدان شريحة عريضة من الشارع الفلسطيني المؤمن بسياسة الممانعة الداعمة لها في مواجهة إسرائيل .

— خسارة قوة عناصر المناورة السياسية والعسكرية ضد ألأخت اللدودة حركة فتح ورئيسها محمود عباس صاحبة النهج السياسي التفاوضي !

هذه أهم المزايا المتوقع فقدانها إن قررت حركة حماس التخلي والأبتعاد عن الحليف السوري ، وهي مزايا أوجدت حماس من العدم وجعلتها في صدارة العمل النضالي الفلسطيني والعربي ! ولا ندري كيف يمكن للسيد خالد مشعل أن يرى حركة حماس في معزل عن هذه الحقائق ؟! إلا إذا كان هناك من أقنعه بأن طلّته المحببة لدى المشاهد الفسطيني ستبقى كما هي ! وأن فوائد المفاوضات المكوكية العبثية ستكون كثيرة ومفيدة له شخصيا ً لكي يختم حياته النضالية موشحا ً بها !!

من يدري .. لننتظر ونرى ، أيّ الخيارات التي سيذهب إليها العزيز أبو الوليد !

ولنا لقاء أبورياض