أرشيف المنتدى

حتمية الأنتفاضة الثالثة!

حتمية الأنتفاضة الثالثة!

الغالبية من شعبنا الفلسطيني يتساءل عن مصير المصالحة الفلسطينية الفلسطينية! وإلى أي حلقة من حلقات هذا المسلسل وصل المشاهد الفلسطيني ! حتى وصل به ألأمر إلى حد القناعة بأنه مسلسل ليس لحلقاته نهاية! فأصحاب نظرية “الشرق الأوسط الجديد” أدركوا بوضوح مدى ضعف الأنتماء عند “عموم المواطن العربي” لعروبته ووطنه، لقد أدركوا أن العربي ليس لدية بالقدر الكافي الأنتماء لوطنه وعروبته. فالأنتماء لطائفته ورئيسها وحزبه ورئيسه واضح في تفوقه عل الأنتماء للوطن والعروبة. لذلك خاضوا مسرحية “الربيع العربي” من إجل دفعه ليكون الأداة في تدمير الوطن ومعالمه.. وأدركوا كذلك أنه وبمجرد أن يعزفوا على لحن جهالة الطائفية داخل العقول.. ليصبح بالأمكان أخذ المواطن العربي في رحلة القتل وبدم بارد لنسيج المواطنة التي ترتكز عليها ثقافة الأوطان!

عبر هذا السياق جاء تتابع حلقات الفشل في المصالحة الفلسطينية الفلسطينية الذي لا تنتهي.. لتُستكمل هذه النظرية التمزيقية في قلة الأنتماء، وإن كان هناك إنتماء ما فهو بالتأكيد ليس للوطن.. وإن تناطحت بعض الرؤوس بغير ذلك! ولا ندّعي إن قلنا، أن الصراع الفتحاوي الحمساوي هو صراع بين قلة الأنتماء للوطن “فلسطين” وقوة الأنتماء للتنظيم والحزب، و ما إطالة أمد حلقات مسلسل المصالحة إلا تأكيداً على إنتصار الأنتماء الحزبي والتنظيمي على الأنتماء الوطني! وهو ما بدأ يُشْتغل عليه بحنكة وروية (عبر تغذيته إقتصاديا وعسكريا وسياسيا) من قبل من لهم مصلحة في ضياع معالم الوطن الفلسطيني وهويته، سواء كان هؤلاء عرباً أو غير ذلك! ولكي لا نُتّهم بأننا جرّدنا أحد من وطنيته نقول:

مع كل إشراقة شمس هناك خبر، يتعلق بالقضية الفلسطينية يصفع العقول ليزيدها تشاؤما! لن أتكلم عن “الربيع العربي” وما فعل من قتل ودمار وفتنة بين أبناء الوطن الواحد.. بل سأكتب بالتحديد عن التنظيمات الفلسطينية وقياداتها المسؤولة أمام الشعب والوطن عن فشل الأدعاء بصدق المساعي من أجل إتمام الصالحة!

– لقد دأبت هذه القيادات على إسماعنا بقرب حدوث المصالحة ثم تنقض الخبر! ودائما ما يكون التفسير لهذا النقض والتأجيل.. سبب غير واضح المفاهيم، لكنه يبقى ضمن دائرة الأتهامات المتبادلة بين فتح وحماس.. وفي إعتقاددي إذا كان هناك من صدق بينهما، فهو صدق التهمة المتبادلة لكل منهما بحق الآخر!

– لقد وضعت القيادات الفلسطينية من خلال هذا الأنقسام الشارع الفلسطيني في حالة من اليأس لم يسبق لها مثيل حول حاضره ومستقبله، وهو ما تسعى إسرائيل ومنذ مدة لأن تصل إليه بعد أن فشلت في تركيعه عن طريق الحرب والحصار والقتل والدمار.. علّها تستطيع فرض واقع لا يتحقق إلا من خلال نظرية سيطرة اليأس على العقلية الفلسطينية.. وهذا ما تفعله قياداتنا الفلسطيية أدامها الله من خلال عدم إتمام المصالحة لتساهم في تحقيق الهدف أو الحلم الأسرائيلي!

– منذ الأنقسام الفلسطيني الفلسطيني ، أي منذ أكثر من خمس سنوات وأنتم تدفعون المواطن ليفقد يوما بعد يوم رهيج معنى الوطن الذي كان يحلم به.. كيف لا وهو الذي أصبح يبحث عن أخيه أو أبيه أو إبنه في السجون الفلسطينية قبل البحث عنه في السجون الأسرائيلية!

– في سجون غزة ورام الله الألاف من السجناء الفلسطينيين، وأغلب الأعتقالات تعود لأسباب “الأنتماء” للتنظيم الآخر.. حتى بات مفهوم العدو حقيقي بين فتح وحماس وبروتوكولي وشكلي بينهم وبين إسرائيل!!

– لقد جعلتم تتقل المواطن الفلسطيني وخصوصا “المُنظم في إنتمائه” من غزة إلى رام الله وبالعكس أشبه بالمستحيلات كالعنقاء والغول والخل الوفي !!

هل يُعقل أن تنجح مثل هذه القيادات في إتمام المصالحة وحمل لواء أشرف القضايا على وجه هذه العمورة على أكتافهم في الوقت الذي تمارس فيه كل هذه الأنتهازية والأنتكاسات السياسية بحق شعبها وقضيته!؟

شعبنا الفلسطيني يُمَارَس عليه كل أنواع الدجل السياسي بإسم القضية.. وعليه أن لا يقف مسلوب الأرادة أمام إهمال حقوقه وضياع قضيته العادلة من قِبل إدعاءات ناقصة ومتناقضة!

إن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لن يُفرض واقعها.. بعد أثبتت الوعود في إتمامها عدم مصداقيتها، بل يفرضها إرادة شعبية صادقة تقودها مرارة شعب يريد خلط الأوراق من أجل إعادة ترتيب أولويات قضيته العادلة على الشكل الصحيح.. من خلال “إنتفاضة ثالثة” في وجه هذه القيادات الفلسطينية.. قبل الأسرائيلية !

ولنا لقاء..

أبورياض