أرشيف المنتدى

الرجوع عن الخطأ فضيلة!

الرجوع عن الخطأ فضيلة!

يُحكى أن حاكماً أراد أن يتسيّد منطقته والمناطق المجاورة.. فجمع أتباعه. أشاروا عليه بأن يقوم بتربية مجموعة من الضباع والذئاب والثعالب.. وإذا ما فكّر أحدهم من منطقته أو من المناطق المجاورة، أن يعصي له أمراُ أو يأتمر بغير أمره، يُطلق عليه ما قام بتربيته من ضباع وذئاب وثعالب ليقتصوا منه فلا تقوم له قائمة.

ومنذ وافق على القيام بذلك.. وهو منهمك في إرسال هؤلاء الوحوش الكاسرة إلى هنا تارة وإلى هناك تارة أخرى لتثبيت سلطانه وبسط نفوذه. كان يمنع عن وحوشه الأكل كلما أراد أراد يقتص ممن عصى أمره أو خرج عن طوعه.

ومرت الأيام وكثر عدد الوحوش.. وأصبح إطعامهم وضبت حركتهم ليس بالأمر الهيّن. فأصبحوا يُطلقون العواء والهمهمة كلما قلّ الطعام وخفت الرعاية تعبيرا عن غضبهم. إلى أن جاء يوم أراد فيه أن يقتص من بعض خصومه، فأطلقهم إلى حيث يريد. لكنهم ونتيجة الجوع والقهر من سوء معاملته لهم.. بدأوا يفتكون بمن يصادفهم في طريقهم بلا تفريق بين الحلفاء والأصدقاء وبين الخصوم! فثارت ثائرة الحاكم لتصرفهم اللا أخلاقي والغير مٍنضبت! وبدأ يفكر في كيفية معاقبتهم والتخلص منهم. ولأن عددهم بات كبيرا بحيث أصبح التخلص منهم ليس بالأمر الممكن، وقع في حيرة من أمره! وبدأ يسأل أتباعه عن الطُرق الأنجح لإنهاء هذه المشكلة! عندها خرج عليه أحد العقلاء فقال له. يا مولاي من البداية كان الخطأ. فلا يُعقل أن تجعل أداتك في مخاطبة الآخرين وحوشا لا تدرك طبيعة المخاطبة بين بني البشر! فالخطاب بين الإنسان لا يوكّل لغير بني البشر!

الحاكم لا زال في حيرة من أمره.. والبشر في منطقته وفي المناطق الأخرى، لا تزال تنتظر منه أن يُصحح الخطأ!

أبورياض