أرشيف المنتدى

الأسير الفلسطيني هو قبل كل شيء عربي!

الأسير الفلسطيني هو عربي قبل كل شيء!

لليوم الثامن يستمر إضراب أكثر 1500 أسير فلسطيني عن الطعام وسط صمت عربي وتجاهل دولي يصاحبهم تعتيم إعلامي لكل ما يمت للقضية الفلسطينية بصلة.

لكن الأكثر غرابة من الصمت الرسمي العربي.. هو هذه اللامبالاة من قبل الشارع العربي أمام ما يتعرض له إخوانهم الأسرى الفلسطينيين وعموم القضية الفلسطينية!.

حقيقة، ما الذي أصاب الشارع العربي!

هل حقاً نجحت إسرائيل وزمرتها من القيادات العربية في تدجين نخوته وأصالته حتى تلاشت إنتماءاته العربية!.

أم تراهم أقنعوه بأن الطائفة هي أكثر إنتماءً وأمناً وأماناً من الدين والوطن فخضع لسلطانها حتى خمدت بداخله كل آثر {وا معتصماه} فبات الحديث أمامه عن فلسطين كما لو أنك تحدثه عن السند والهند!.

أم أن المخطط الإعلامي الغربي العربي الممنهج قد نجح في أخذ الشارع العربي إلى حيث مربع التخدير واللامبالة!.

أم هو خطأ القيادات الفلسطينية التي إنغمست بكل مفاسد السياسيات العربية مما دفع بالشارع العربي إلى عدم الإهتمام بعموم الحدث الفلسطيني!.

إن حركة الشارع العربي كانت دوماً الحاضنة لشرعية وعدالة النضال الفلسطيني، وإن ما نشهده من خلل في هذه الحاضنة العربية اليوم لهو أخطر الحروب الخفية التي يمكن أن تواجهها القضية الفلسطينية!.

إن مؤشر إستدارة الشارع العربي وإستبعاده عن إنتماءاته العربية وقضيته المركزية فلسطين.. لهو دليل على قرب نجاح المعسكر الإسرائيلي في تحييد أهم معاقل الصمود الفلسطيني.. فهل أدركت القيادة الفلسطينية إلى أيّ المنزلقات تتجه؟!

طبعا من المفيد هنا أن نخاطب الشارع العربي لنقول:

إن نجح هذا الخلل الفكري الممنهج في إستدارتك وأسر قدراتك الوطنية وواجباتك النضالية عن قضاياك المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.. فأنت حتماً أول الخاسرين. وستثبت لك الأيام بأن اللامبالاة الذي تسلكها تجاه أرض المحشر والرباط، بأن فلسطين بأسراها وأهلها ومدنها المقدسة وقراها وسهولها وجبالها وشجرها المبارك من الله العزيز القدير.. كانت وستبقى بوصلة وجودك العربي. فإن لم تقف أيها الشارع العربي حيث فلسطين تقف.. بكل ما فيها من ألم وشموخ ومعاناة وكبرياء، فأنت حتماً تقف ضد مستقبل وجودك العربي والإسلامي..

وهنا يحضرني قول عميدة مراسلي البيت الأبيض الأميركي السيدة هيلين توماس في إحدى مقالاتها منذ سنتين ( إنني مدركة بأن إسرائيل تحتل فلسطين وتريد إبتلاعها، وإنني أرى بوضوح أن بريطانيا سوف تستحضر روح البريطاني – مارك سايكس- وفرنسا تستحضر روح الفرنسي – فرانس بيكو- وواشنطن تمهد بأفكارها لتقسيم الدول العربية إلى إمارات وطوائف ومحميات).

فهل يدرك الشارع العربي حجم الخطأ الذي يسلكه من اللامبالة التي يمارسها.. وهل يدرك بأنه الوحيد القادر على منع هكذا مخططات تستهدف قبل كل شيء أرضه ودينه ولغته ووجوده!

كنا عرباً قبل أن يجعلونا فلسطينيين وسوريين ولبنانيين ومصريين وعراقيين وأرادنيين وجزائريين.. و.. و. فهل ندع مخططاتهم تقتل فينا ما تبقى من عروبة أكرمها الله بلغة كتابه العزيز الحكيم!

قديماً، قال الأعرابي قراد ابن أجدع للملك النعمان بن المنذر عندما أمر بقتله لإعتقاده بأن الطائ الذي أكرم الملك النعمان يوماً بأنه لن يأتي ويفك أسر مُعتِقه.. قال إبن الأجدع:

فإن يكُ صدر هذا اليوم ولَّى…فإن غداً لناظره قريب!

ولنا لقاء

أبورياض