المقالات

تصريحات مسؤولي السلطة وصحافة العدو!

تصريحات مسؤولي السلطة وصحافة العدو!

د. فايز رشيد

توصي الأمهات في العادة أبناءهن, بأن يعدّوا للعشرة عند الغضب, وقبل التكلم واتخاذ مواقف في حالات الغليان! أعتقد أن تصريحات الرئيس الفلسطيني, ومدير مخابراته, , بحاجة إلى العد للألف قبل الكتابة عنها, ذلك انها تتجاوز سقف ما هومنطق ومعقول بالمطلق! كان أحد أهداف اتفاقيات أوسلو المشؤومة, بناء أجهزة أمنية فلسطينية تريحها من عبء احتلالها الأمني للأراضي المحتلة عام 1967! لقد اعترف مسؤول المخابرات للسلطة الفلسطينية ماجد فرج في تصريحه لمجلة “ديفنسن نيوز” الأمريكية: بأن أجهزة السلطة الأمنية منعت ما ينوف عن 200 عملية مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني! وبأن التنسيق الأمني مع العدو ما يزال فاعلا! إضافة بالطبع إلى الكثير من التباهي بالمحافظة على أمن الكيان!.

حول الموضوع نقول: بدلا من حماية شعبنا, المحتلة أرضه, والمغتصبة إرادته, والمحاصر دوما! بدلا من حمايته من إرهاب جيش الاحتلال الفاشي , وقطعان مستوطنيه! ومن الإعدامات الميدانية بحق شاباتنا وشبابنا وأطفالنا, تقوم أجهزة السلطة الأمنية بحماية العدو! وهو ما يثبت صحة ما نقوله: في أن الأجهزة الأمنية للسلطة, أريد لها أن تكون وكيلا أمنيا للاحتلال! هذا بالضبط ما رسمنته اتفاقيات أوسلو. كذلك هو التنسيق الامني مع الكيان!. كل ذلك مخالف لقرارات المجلس المركزي في مارس/آذار 2015 بوقف هذا التنسيق, وكذلك لقرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. هذا أيضا بالرغم مما وعد ويعد به رئيس السلطة محمود عباس مرارا, بان السلطة ستقوم بوقف هذا التنسيق! .نقول أيضا : نتحدى السلطة بوقف هذا التنسيق؟! فليس باستطاعته ذلك! لان التنسيق هو أحد اشتراطات أوسلو وملحقاتها ,ومثبت في الملحق الذي يحمل الرقم 3!نتساءل أيضا: أليست أجهزة المخابرات الأمنية الفلسطينية بفعلتها تعمل على إجهاض انتفاضة شعبنا؟ أمن وجهة نظرها..على شعبنا مقاومة الاحتلال بالورود؟ هل نكون كالمسيح: ندير الخد الايسر للعدو, بعد أن يضربنا على الأيمن؟ وهو الذي يحتل أرضنا ,ويذبحنا صباح مساء؟ إضافة إلى كل ذلك.. تقوم الأجهزة الأمنية “الموقرة” بقمع تظاهرات ابناء شعبنا ضد الاحتلال ! بل وتعتقل العديدين منهم.

تصربحات فرج تشكل تحدياً سافراً لمشاعر كل الفلسطينيين, خاصة في ظل الانتفاضة الشعبية، التي يقدم فيها شعبنا الأرواح ويبذل الدماء، ويخوض فيها مواجهةً قاسية مع سلطات الاحتلال “الإسرائيلي”، التي لا تتورع عن ملاحقة أبنائه وبناته واطفاله وقتلهم، واعتقالهم والتضييق عليهم! حتى بعض “الإسرائليين” استغربوا هذه التصريحات! إذ اعتبروا أنها تضر بالسلطة الفلسطينية، وتضعفها أمام شعبها، وتعريها أمام مواطنيها، وقد تؤدي إلى انقلاب بعض العاملين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية على قيادتهم، إذ لا يروق هذا التنسيق الأمني لكثيرٍ من الفلسطينيين، الذين يعتبرونه خيانةً وتفريطاً، وتواطؤاً! كما يرى يرى بعضهم ، أن السلطة الفلسطينية لا تؤدي خدمات إلى الحكومة “الإسرائيلية”، وإن كانت تقبض ثمنها ، وهو وجودها وبقاؤها، وامتيازاتها وصلاحياتها، والتسهيلات الممنوحة لها والحصانة التي تتمتع بها، وإنما تقوم بخدمة نفسها أولاً، وتحافظ بالتنسيق الأمني على وجودها أساساً، فهي أكثر تضرراً من “العنف” والأحداث الجارية والانتفاضة المتصاعدة ,التي تؤثر على الجانب الصهيوني! الذي هو متضررٌ أيضاً، ولكن بنسبةٍ أقل.

يستنكر بعض الصهاينة وخصوصاً من يسمّون بـ “اليساريين” منهم، إصرار السلطة الفلسطينية على التمسك بالتنسيق الأمني المهين والمذل، ويرون أنه معيبٌ بحقها، ومخجلٌ لها أمام شعبها، فقد كتبت زهافا غلؤون رئيسة حركة ميريتس الصهيونية: “نتنياهو يريد أن يقول من خلال سياساته في الضفة الغربية, أن التحقير فقط ينتظر المعتدلين من الفلسطينيين، لذا لا يتردد في أن يبصق على عباس في كل فرصة ممكنة”.

ويقول الجنرال شاؤول أرئيلي القائد الأسبق لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وأحد منظري معسكر “السلام” الصهيوني “إن إصرار عباس على التعاون الأمني مع “إسرائيل”، لم يسفر إلا عن مصادرة مزيد من الأراضي الفلسطينية وتهويدها”، وأن “نتنياهو جعل من عباس أضحوكة في نظر أبناء شعبه، فبدلاً من أن يكافئه على ضبط الأوضاع الأمنية, فإنه يعاقبه بمصادرة أراضي الضفة”. ويقول يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة معاريف “إن إسرائيل معنية بتكريس مكانة السلطة ككلب حراسة يلتزم بتعليمات دولتنا، التي تجد نفسها في حلٍ من تقديم أية تنازلات”.ويؤكد المحلل السياسي حنان كريستال ذو التوجهات اليسارية، “أن محصلة التعاون الأمني الذي يعكف عليه عباس مع إسرائيل, ستكون دوماً صفر بالنسبة للفلسطينيين، ولو قدم عباس رؤوس قادة حماس على طبق من ذهب لنتنياهو, فلن يوقف الاستيطان ولن يسمح بإقامة دولة فلسطينية”.

“الإسرائيليون” في أمس الحاجة إلى هذا التنسيق الأمني، فهو أهم ما أنتجته اتفاقية أوسلو، وأول ما تم الالتزام به والتأكيد عليه، ولعله سيكون آخر ما سيتم التخلي عنه، إنه عماد الاتفاقية وأساسها، وهو مبرر وجود السلطة الفلسطينية وضامن بقائها، وبدونه فإن وجودها مشكوكٌ فيه، وبقاءها لا لزوم له، ولعل المقرر والموجه في هذا الملف يتجاهل ذلك، إذ أن السلطة الفلسطينية لا تملك قرار الرفض والاعتراض، إنما عليها الطاعة والقبول، والإذعان والاستسلام، وإلا فلا مكان لها ولا وجود لاسمها، ولا امتيازات لقياداتها، ولا حصانةً لرجالها.

الرئيس عباس يتفاخر بأنه هو الذي أعطى الاوامر لفرج, بمنع عمليات المقاومة! وهو “لا يريد أن يجره أحد إلى معركة هو ليس بحاجة إليها”, و “بأن التنسيق الأمني مقدس”… الخ. نذكّر الرئس :بانه هدد مرار بوقف التنسبق الأمني مع “إسرائيل”! وإحدى هذه المرات :في خطابه من على منبر الأمم المتحدة. لا نلوم الرئيس, فهو الذي يسمي مقاومة شعبنا “عنفا” ويسمي ما يدور بـ “مربع العنف”! وهو يتفاخر “بأنه مهندس اتفاقيات أوسلو”!كل ذلك ورئيس الوزراء الصهيوني يصدر الأوامر اليومية, بالمزيد من قتل الفلسطينببن! ووزير حرب العدو ,يتفاخر بمضاعفة الاستيطان والتنكيل بشعبنا !. نورد ذلك ..دون تعليق!

مقالات ذات صلة