الشتات الفلسطيني

السفير || مخيم عين الحلوة يشهد توترات أمنية بسبب الأحداث في سورية

تبدي مصادر سياسية وأمنية في صيدا، ومخيم عين الحلوة، خشيتها من تفلت الوضع الأمني في المخيم على نطاق واسع، بين الإسلاميين المحسوبين على «جند الشام»، و«فتح الإسلام» من جهة، والمسلحين المناوئين لهم في المخيم من جهة أخرى. وحذرت المصادر من تداخل العوامل السياسية مع العشائرية، والعائلية، والفصائلية، في الصراع الذي يأخذ طابعا انتقاميا دمويا، ما ينعكس سلبا على أهالي المخيم وضيوفهم من النازحين إليه في آن.

وشهد المخيم خلال اليومين الماضيين توترات متنقلة وإطلاق نار، مع قنبلة يدوية، إضافة إلى شائعات عن عملية اقتحام لمكتب «الصاعقة»، وشائعات أخرى عن اقتحام مماثل لمكتب «القيادة العامة»، وأخرى أشارت إلى تنظيم مسيرات لإسلاميين بهدف السيطرة على مكتب «الصاعقة»، واقتحام نقطة حراسة تابعة لـ «حركة فتح» في المخيم. وتؤكد مصادر فلسطينية في المخيم أن كل التوترات وقعت في المخيم إثر ورود معلومات تحدثت عن مقتل ثلاثة من أبناء المخيم، ينتمون إلى الجهات الإسلامية السلفية في سوريا، خلال الاشتباكات مع الجيش السوري. وتم إصدار بيانات نعي بأسمائهم في المخيم كـ «شهداء ضد النظام السوري». وتتحدث المصادر عن معلومات تشير إلى مصرع آخرين من المخيم، كانوا قد انتقلوا إلى سوريا للقتال إلى جانب الثورة السورية.

وتلفت المصادر إلى أن «اجتماعا للجنة المتابعة العائدة للقوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة عقدت اجتماعا خصص لسحب فتيل التوتر في المخيم ووضع حد لموجة الشائعات، حيث أزيلت صورة الرئيس السوري بشار الأسد، عن مدخل المكتب بحجة إعادة طلاء الحائط، إضافة إلى الاتفاق على إخلاء مكتب منظمة الصاعقة، وإسكان عائلتين فلسطينيتين داخله، وتحويل غرفه إلى مقر للجنة المتابعة الفلسطينية والقوة الأمنية. وقد وافقت قيادة الصاعقة على ذلك لسحب فتيل الانفجار، خاصة أن مكتبها هو في الأساس مقر للجنة المتابعة. وكذلك الأمر بالنسبة لمكتب القيادة العامة. وبالفعل اتخذت الإجرءات بذلك الخصوص من خلال إطلاق اسم لجنة المتابعة على المدخل الرئيسي للمقر». تتابع المصادر: «إلا أن الإشكال الأمني وقع جراء ما تعرض له مكتب الصاعقة، وإطلاق النار تجاهه من قبل عدد من الإسلاميين بينهم أقرباء للذين قتلوا في سوريا، وعلى أحد المنتمين إلى الصاعقة، إضافة إلى انتشار شائعة عن اقتحام المكتب والسيطرة عليه». وتشير المصادر إلى أن «قيادة الصاعقة بعد الإشكال غيرت رأيها. وأعلنت صراحة رفض تسليم المكتب لأي كان وعادت وتسلمته وانتشرت بداخله وأبلغت الجميع بأنها لن تسلمه إلا مدمرا، بعد مقتل كل من بداخله. وهكذا عادت الصاعقة إلى مكتبها».

وتؤكد المصادر أن «الوضع الأمني في المخيم يشبه القنبلة الموقوتة التي تنفجر في أي لحظة، وانه أقرب إلى فوهة البركان، خاصة أن مصادر حركة فتح اتهمت أمس عناصر من فتح الإسلام بمهاجمة حاجزها في آخر المخيم لجهة درب السيم، واطلاق النار باتجاه أحد عناصر الحركة، وإصابته في يده، ومن ثم بسرقة بندقيته». وقد توتر الوضع الأمني في المخيم وسمع إطلاق نار كثيف قبل ظهر أمس مصدره عناصر «فتح».

السفير، بيروت، 26/1/2013
محمد صالح

مقالات ذات صلة