الشتات الفلسطيني

بيان صادر عن حركة فتح اقليم لبنان

ياسر عرفات قائد مسيرتنا، ورمز قضيتنا، والمؤتمن على ثوابتنا

في مثل هذا اليوم من العام 2004 إفتقدنا رمزنا وقائد مسيرتنا الوطنية، افتقدنا الوالد الختيار الذي عاش في قلوب الكبار والصغار، والذي نال احترام وتقدير كلّ الثوار والاحرار، افتقدنا الرجل المقدام الذي ملأت فلسطين قلبه وعقله فواصل العمل ليل نهار يسابق الزمن من أجل ترسيخ قواعد الانتصار قبل أن يفارق الحياة. واستطاع هذا القائد البارع أن يجمع بين مهارة الميدان، وخوض المعارك، والتصدي للحصار، وبين خيارات وابتكارات المواقف السياسية وتعقيداتها، واستطاع أن يترجم طموحات شعبه، شعب الجبارين، وأن يصنع له كياناً وطنياً شامخاً، وهوية وطنية ناصعة الوضوح، وموقعاً جغرافياً على أرض الوطن، أنها الدولة الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال وعاصمتها القدس الشريف. نفتقد اليوم الشهيد الرمز” أبو عمار” الذي قاد شعباً أعظم من قيادته، ووضع شعبه وقضيته في مقدمة شعوب العالم، وفي أعلى مراتب الثورات، وكان ياسر عرفات في مستوى قادة ومشاهير العالم كجياب، وهوشي منه، وكاسترو وماوستي تونغ وجمال عبد الناصر وأحمد بن بيلا، رغم أن هذا الرجل رمز فلسطين لا يمتلك أرضاً ينطلق منها كباقي الثورات، ولا يمتلك جيشاً، ولا إقتصاداً . لقد تمكَّن رحمه الله من صناعة نظرية وطنية ثورية لحركة فتح مكَّنته من قيادة هذه المسيرة على مدى نصف قرن وما زالت مستمرة.

إنَّ عزاءنا بعد غياب ورحيل الرمز ياسر عرفات أن من حمل الأمانة بعده هو الرئيس محمود عباس أبو مازن، وهو خير من حمل الأمانة، وخير من تمسَّك بالثوابت الوطنية، وخير من حفظ الوصية.

إنَّ الوفاء للرمز ياسر عرفات لا يكون إلاَّ بالحفاظ على الوحدة الوطنية، والايمان بوحدة وقوة وتماسك حركة فتح التي تشكل العمود الفقري للثورة الفلسطينية، وأن يؤمن بأن حركة فتح هي الرقم الصعب الذي لا يقبل القسمة، وأن يؤمن بالقرار الفلسطيني المستقل، وأن يؤمن بأن حركة فتح لا تقبل التبعية ولا الوصاية ولا الإلحاق، وان حركة فتح لا تُباع ولا تُشترى، وأن العبث بوحدة فتح الداخلية هي من المحرمات التي لا يغفرها أبو عمار.

إنَّ الوفاء لياسر عرفات لا يكون إلاَّ بالوفاء لأهل الشتات والمخيمات، لأهالي الضفة والقطاع، لأهالي القدس والمقدسات، لكل طلاَّب العودة إلى الارض التي طردنا منها العام 1948.

إن الوفاء لياسر عرفات لا يكون إلاَّ بالالتزام الكامل بالعمل الدؤوب والمستمر من أجل معرفة الجاني ومحاكمته أمام العالم رغم أنه ليس لدينا شك بأن الكيان الاسرائيلي العنصري الذي يمتلك هذه المادة السامة وهو الذي وضع خطة القتل لقائد المشروع الوطني الفلسطيني، هذا القائد الرمز الذي عرف كيف يواجه هذا المشروع الصهيوني .

لك منا ياسر عرفات العهد والقسم أن نبقى أوفياء لك لتاريخك، لمسيرتك، لتضحياتك، لثوابتك الوطنية، لوصاياك.

المجد للشهداء … والحرية للأسرى… والشفاء لجرحى
والاستقلال لدولة … والطَّهر للقدس والمقدسات وفلسطين لنا .

وانها لثورة حتى النصر
حركة التحرير الوطني الفلسطيني _ فتح
لبنان 11/11/2013
بقلم / مفوضية الإعلام والثقافة – لبنان

مقالات ذات صلة