بوابة مخيم البداوي الأهلية

أبو عمار حجازي

شخصيات ما زالت في الذاكره || أبو عمار حجازي


ابو عمار حجازي - مخيم البداوي
ابو عمار حجازي – مطهر اولاد

هو محمود عبد الله حجازي. ولد في مدينة عكا / فلسطين عام 1926. لجأ مع الذين لجأؤوا الى لبنان (شحيم) عام 1948 ..… ومن ثم انتقل الى منطقة ابي سمراء في طرابلس . معروف بين اهلها بـ “ابو العبد” … وفي مخيم البداوي كان معروفاً بـ “المطهر ابو عمار حجازي”. .. توفي عام 1988 عن عمر يناهز 62 عاماً من العطاء قضى معظمها في خدمة اهلنا …

تعلم المطهر “الكار” عن طريق “الشغيل” الذي كان يعمل عند والده… فوالده كان طبيب عربي بارع في عكا – كان المطهر ابو عمار في سن الثانية عشر عندما توفي والدهً.

كان ابو عمار يملك محل حلاقة في مدينة طرابلس (التل – مقابل المالية) … بالاضافة الى عمله كمطهر اولاد يتنقل بين قرى عكار والضنية و الكورة والمناطق المجاورة لمدينة طرابلس… ومن بينها مخيم البداوي…

كان المطهر ابو عمار انيقاً …. حسن المظهر …. يطرح السلام بافضل العبارات على كل من يلقاه في طريقة …. ويوزع بسماته واحترامه على الصغار والكبار ….. لبق في حديثه يختار اجمل الكلمات ….. مارس مهنته بكل اتقان ومحبة …. وبنى علاقات اجتماعية وثيقة وحميمة بينه وبين اهله في المخيم تجاوزت حدود عمله…

كان يخصص يوماً في الاسبوع لزيارة المخيم، فيقوم بتطهير الصبيان حسب مواعيد مسبقة … حاملاً شنطته التي كانت تخيف وترعب كثير من اولاد المخيم…

رحلة المطهر ابو عمار تبدأ من حارتنا “حارة شفاعمرو” – كما تسمى …. وتنتهي بها … فبعد ان ينهي جدول اعماله يعود الى نفس الحارة ليغادر المخيم …. ولكن هذه المرة بجيوب ممتلئة بالشوكلا والملبس… وبما ان جيوبه لا تتسع … كان يضع ما يزيد منها في شنطته …..

كنا ننتظره بفارغ الصبر…. وكأنه يعلم ان هناك اولادً ينتظرونه… فيخشى ان يغير طريقه…او ان يأخر موعد رحيله … وما ان يرانا حتى يستقبلنا ببسمته التي لاتنسى … ونبادله البسمة اضعافاً … يمد يده الى جيبه ليعطينا مما رزقه الله في ذلك اليوم…. فكلمة حق تقال انه كان يدخل الفرحة والسرور الى قلوبنا…

هنا اقرا في ذلك الرجل العظيم كيف كان يكسر عامل الخوف والفزع بين الاطفال… ويكسب محبتهم … فمن لا يعرف المطهر ابو عمار …. كان يهرع ويهرب خوفاً من شنطته وما بداخلها … ومن كان يعرفه ويعرف ما في جيبه وقلبه… كان يحبه ويركض للسلام عليه…

رحمك الله يا ابو عمار وادخلك فسيح جناته.

خالد حمد / ابو الحسن
أبو ظبي في: 10/03/2008