اخبار الوطن العربي

إحذروا عصابات جَمع التبرّعات…

فبركة بطاقة للصمّ والبُكم، تزوير «راشيتات» طبّية، التلطّي بأسماء جمعيات خيرية وهمية، الوقوف في محيط الكنائس والمساجد، بيعُ روزنامات، توزيع صوَر قديسين، القَرع على أبواب المنازل… تختلف الأساليب الاحتيالية التي يقع المواطنون ضحيّتها وتتنوَّع معها العناوين التي يستخدمها أصحاب السوابق، ما بين جَمع التبرّعات، إجراء فحوص طبّية وعمليات جراحية، إيفاء نذورات، لتتفاوتَ في موازاتها أرباحهم.

إلّا أنّ قضية مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة تبقى العنوان العريض الذي يُرتكب بحقّه سَيلٌ من عمليات ابتزاز وجمع التبرّعات لمصالح شخصية، سواءٌ من أفراد أو عصابات.

ومِن بين ضروب الاحتيال ضبط الرجلين: ف. خ، م. ح، والمرأتين: ن. ف، ل. م. بعدما احتالوا على المواطنين عبر جمع تبرّعات تحت ستار تأليفهم جمعيةً خيرية. فقد استغلّت هذه العصابة تعاطفَ الناس مع قضية مساعدة المعوّقين، وزوَّرَت بطاقات تعريف بأسماء تشير إلى أنّ المتطوّع المزعوم ينتمي إلى طائفة معينة تمَكّنه من جمع التبرّعات في الطرُق العامة.

إلّا أنّ هذه الأموال كانت تذهب مناصفةً بين حامل الصندوق والمعنيّين في الجمعية، من دون تخصيص أيّ مبلغ لنشاط إنسانيّ خيري. وبعدما خفَّ تجاوب الناس مع فكرة جمع التبرّعات لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، توسَّل أفراد الجمعية مشروعاً وهمياً آخر، مفادُه بيعُ عطورات لأصحاب السيارات، على أساس أنّ مَن يبيعها طلّاب في الجامعة يجمعون الأموال لتخصيصها في حملات لتنظيف الشاطئ. وقد فُضح أمر الجمعية، بعد إخبار قدمه متطوع إنفصل عنها.

«لا تلجَأ الكنيسة إلى هذه الأساليب الملتوية والرخيصة في جمع التبرّعات، لا ترسِل أحداً ليقرَع الأبواب أو يبيعَ الروزنامات». بنبرةٍ حاسمة يتحدّث الأب شربل بيروتي رئيس دير مار مارون عنّايا، موضحاً: «عندما تكون الكنيسة في حاجة إلى المال تتعاون مع أبناء رعيتها، عبر تنظيم أنشطة ريعية، أو على سبيل المثال يَذكر الكاهن في العظة قضية محدّدة، وعلى أساسها تُجمَع الصواني والتبرّعات، مثلما دعَمنا مسيحيّي العراق».

من جهته، يُحذّر المدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة من الأساليب الملتوية التي يشهدها المجتمع في جَمع التبرّعات، قائلاً: «يلجأ البعض إلى التنويم المغناطيسي، أو إلى إيحاءات، أو الكذِب أو انتحال صفة، أو تزوير عِلم وخَبر لجمعية خيرية… فيَجد صاحب المال أنّه خسرَ ما يملك من غير إرادته، لذا غالباً ما نُنبّه في المساجد من تلك الظواهر المسيئة، خصوصاً أنّ الناس يمرّون بأوضاع اقتصادية حرجة».

الجمهورية

2014 – كانون الأول – 20

مقالات ذات صلة