اخبار الوطن العربي

النصر النهائي للأسد أقرب من أي وقت مضى

يستخلص الكاتب يفغيني كروتيكوف في مقاله المخصص لسرد وقائع كسر حصار دير الزور، بأن نهاية الحرب في سوريا، ولأول مرة منذ عامين أصبحت مرئية للعين المجردة.

جاء في المقال:

انضمت وحدات متقدمة من الجيش الحكومي السوري مع الوحدات العسكرية الحامية لدير الزور بعد كسر الحصار الذي استمر نحو ثلاث سنوات. إنه انتصار حقيقي -ساهمت في تحقيقه وبفعالية القوة الجو-فضائية والقوة البحرية الروسية. وللأسف لم يخلُ الأمر من خسائر في صفوف الجيش الروسي. ولكن الآن يمكن القول بيقين إن نهاية الحرب في سوريا لم تعد بعيدة.

الرئيس السوري بشار الأسد هنأ قيادة حامية دير الزور برفع الحصار المفروض عليها منذ ثلاث سنوات، -“لقد أثبتم بصمودكم بأنكم مسؤولون تجاه الأجيال القادمة، وسيسجل التاريخ أنكم، وعلى الرغم من قلة عددكم، -ضحيتم بأغلى ما تملكون من أجل الناس المدنيين”. كما قال بشار الأسد في اتصال هاتفي مع العسكريين لتهنئتهم بهذا الانتصار. وتأكيدا على أهمية هذا الإنجاز، ممكن القول إن مثل هذه الإيماءات من جانب الرئيس لم تحدث في السابق، حتى أثناء تحرير حلب.

وبدأ الهجوم على دير الزور يتطور بسرعة بعد تصفية الجيوب الكبيرة للمسلحين في الجزء الخلفي من القوات الحكومية. حيث تقدمت الأخيرة فيما بعد باتجاهين متصلين: شمالي عبر الصحراء، وجنوبي مباشر، على طريق تدمر –السخنة –دير الزور. وكانت سرعة الهجوم مختلفة، كما هو حال نقاط التوجه نحو المدينة.

لقد تمت الاستفادة من خاصية تفوق مدافع الهاوتزر البعيدة المدى إلى أقصى حد ممكن، ودمرت مواقع المسلحين بالكامل في هذه المنطقة. ومن حوض البحر المتوسط، كان للفرقاطة الروسية “الأميرال أيسن” حصتها في ذلك، حيث أطلقت في لحظة الحسم عدة صواريخ من نوع “كاليبر” ضد مواقع الإرهابيين.

إلى ذلك، كان التفوق العددي والنوعي إلى جانب القوات الحكومية، وكان للطيران الحربي الروسي الذي شارك في تدمير قوافل المسلحين التي كانت تتراجع على مدار الأيام الأخيرة الماضية. الطيران الحربي الروسي واكب التقدم السريع لوحدات الجيش الحكومي السوري إلى الشرق، ونشط بوتيرة أعلى في اتجاه الجنوب حيث تقدمت القوات الحكومية بمحاذاة طريق تدمر الذي يعتبر أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية لأنه يشكل بوابة لتأمين الإمداد المباشر لدير الزور ويفتح الفرص لتحرير المطار العسكري.

أمام ضغط هجوم وحدات الجيش العربي السوري على الاتجاهين الشرقي والغربي فكان الإرهابيون يغادرون مواقعهم على عجل دون إبداء أي مقاومة. ووفقا لتقارير غير مؤكدة فإن قيادة “داعش” الإدارية تم إجلاؤها بعيدا إلى الجنوب على طول ضفة الفرات، إلى –مدينة الميادين.

تدمير “داعش” في منطقة دير الزور – هو بمثابة تحرير لآخر موقع ذي كثافة سكانية كان يقع تحت سيطرة الإرهابيين في سوريا، هذا إذا بالطبع نسينا “وكر الشياطين” –محافظة إدلب. وواقعيا كل يوم تأتي أنباء عن تصفية جيوب مختلفة للإرهابيين ممن يرفضون إلقاء السلاح، بيد أن هذه العملية ليست بلا نهاية . ومن الممكن أن تستغرق بضعة أشهر أخرى، لأن الجيش العربي السوري يعتمد التأني، واستخدام وحدات صغيرة العدد لإنجاز مهامه ، وهذا حقه في اختيار التكتيك العسكري المناسب. ولكن الآن، وللمرة الأولى منذ عامين، نستطيع أن نقول بكل ثقة أن نهاية الحرب أصبحت مرئية للعين المجردة.

ترجمة وإعداد: ناصر قويدر
تاريخ النشر:06.09.2017

مقالات ذات صلة