أخبار الجاليات العربية

الجبهة الشعبية تستفزّ سفارة العدو في لندن

شكّلت التظاهرة الضخمة التي اجتاحت شوارع لندن في الذكرى المئوية لـ«وعد بلفور» صدمة كبيرة للسفارة الإسرائيلية والمؤسسات الصهيونية، ما دفعها إلى شنّ هجوم حادّ على «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» التي كان لشهدائها الحصة الأكبر من الوجوه المرفوعة في شوارع العاصمة البريطانية

تزامناً مع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى لندن لـ«الاحتفال» بذكرى مرور مئة عام على «وعد بلفور»، ارتفعت هتافات عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين الذين اجتاحوا شوارع العاصمة البريطانية تنديداً بـ«الاحتفال»، حاملين اللافتات الداعية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتذار من الشعب الفلسطيني على المعاناة التي سبّبتها الحكومة البريطانية و«وعدها».

ومن أمام السفارة الأميركية، وبمشاركة بريطانية وعربية كبيرة، انطلقت التظاهرة التي كان على رأسها السفير الفلسطيني في لندن، إمانويل حساسيان، ورئيس المبادرة الفلسطينية في الضفة المحتلة، مصطفى البرغوثي، وعدد من ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية البريطانية، ولا سيما «حزب العمّال» المعارض.

نجاح التظاهرة والجهات المنظمة، وعلى رأسها «شبكة صامدون ومجموعة النصر للانتفاضة»، في استقطاب أعداد ضخمة من الأجانب وأبناء الجالية العربية، مقارنةً بالتظاهرة المؤيدة لإسرائيل التي بالكاد شارك فيها العشرات، انعكس في حملة «الجنون» الصهيونية التي شنتها السفارة الإسرائيلية في لندن والوسائل الإعلامية الموالية لها ضد «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».

ووفق «الجبهة»، جاء الهجوم عقب رفع المشاركين صور الشهيد غسان كنفاني، والأعلام الفلسطينية، ورايات «الشعبية»، وغيرها من الملصقات واللافتات الداعمة للمقاومة وحملة المقاطعة.

طالبت مؤسسات صهيونية بإدراج «الشعبية» على «قائمة التنظيمات الإرهابية»

وغصت المواقع الاخبارية الإسرائيلية والحسابات الداعمة للاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي، بالمنشورات المعادية للتظاهرة، مشيرة إلى أن «التيار الراديكالي الشيوعي والمتضامنين معه رفعوا رايات الجبهة الشعبية الإرهابية»، التي قالت إنها قامت بـ«عمليات إرهابية… ولا سيما على كنيس يهودي»، في إشارة إلى العملية التي نفذها الشهيد غسان محمد أبو جمل والشهيد عدي عبد أبو جمل، قرب مستوطنة «هار نوف» في منطقة دير ياسين في القدس المحتلة في تشرين الثاني عام 2014 .

ودعت هذه الصفحات، وأبرزها «الحركة المؤيدة لإسرائيل» التابعة لمؤسسة صهيونية يمينية مؤيدة للاستيطان، الحكومة البريطانية إلى إدراج «الشعبية» على «قائمة التنظيمات الإرهابية»، في وقت أعدّت فيه الفيديوهات والتقارير المحرضة على الفلسطينيين والجهات المناهضة لإسرائيل.

وعلى الرغم من احتجاج فلسطين والمطالبات المتكررة من قيادتها، بما في ذلك رئيس السلطة محمود عباس، لبريطانيا بالاعتذار عن «الوعد المشؤوم» والاعتراف بـ«الدولة الفلسطينية»، أقامت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، احتفالاً كبيراً دعت إليه نتنياهو، الذي أكّد أنه فخور بما وصفه بـ«الحدث التاريخي الكبير في التاريخ اليهودي والبريطاني… وفي التاريخ العالمي». وأشار في سياق حديثه إلى أن هناك «أشياء كبيرة» تحدث في الشرق الأوسط، إذ إن «دولاً عربية كثيرة باتت اليوم تعدّ إسرائيل حليفاً حيوياً لها في مكافحة الإسلام المتطرف».

من جهتها، أكّدت ماي أنها «فخورة بالدور الذي لعبته بلادها في قيام دولة إسرائيل»، وهو شعور شاركها فيه وزير الخارجية بوريس جونسون، الذي أشاد بـ«الوعد الذي ساهم في قيام أمة عظيمة».

وكان عباس قد استقبل في مقرّ الرئاسة في مدينة رام الله وفداً مؤلفاً من 55 متضامناً بريطانياً ساروا على الأقدام أكثر من 147 يوماً من بريطانيا إلى القدس المحتلة، تنديداً بـ«وعد بلفور» في ذكراه المئوية ورفضاً للاحتلال الإسرائيلي. وقال مدير «مؤسسة أموس ترست» البريطانية كريس روز: «لقد جئنا سيراً على الأقدام من لندن إلى فلسطين لنعتذر عن الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن المؤسسة «تشارك في بناء البيوت المدمرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي في القدس والضفة وقطاع غزة».

إلى ذلك، قالت «الشعبية» في بيان إن ماي بفعلتها «أكّدت مجدداً صلافة العرق الأبيض واستعلائيته وعنصريته»، مشيرة إلى أن الاحتفال «يذكرنا ببلفور حين قال في عام 1917 إن رغبات 700 ألف عربي عربي (في فلسطين)، لا أهمية لها بالمقارنة مع مصير حركة استعمارية أوروبية في جوهرها (أي الصهيونية)».

(الأخبار)

مقالات ذات صلة