منازل وشوارع مخيم البداوي تغمرها مياه الامطار
للمرة الثانية في شتاء هذا العام تتحول امطار الشتاء من نعمة الى نقمة على اهالي مخيم البداوي الذي غمرتهم مياه الشتاء ، ودخلت منازلهم دون استأذان . وفي كل شتاء يصرخ ابناء المخيم ويناشدون الجهات المعنية في اللاونروا لتعزيل وتحسين اقنية ومجاري المياه . ولا تلقى كل الصرخات والمناشدات آذان صاغية لدى الاونروا ، ويبقى تدخلهم حين وقوع الكارثة ، وبهذا السياق نحن لا نحمل العمال مسؤولية ما بجري ، بل على العكس تمام نوجه لهم كل التحايا والتقدير للجهود الجبارة التي يقومون بها من اجل تخفيف المعاناة ، ونجدهم يعملون تحت المطر .
نحن هنا نبحث عن مكامن الخلل ، لماذا تطوف المنازل والطرقات في المخيم كلما هطل المطر ، ما هي الاسباب ? ومن المسؤول عن ذلك .
في مخيم البداوي تم انجاز مشروع اقنية ومجاري لمياة الشتاء ، وكانت كلفة المشروع ملايين الدولارات دفعت على هذا المشروع، ولكن المؤسف ان تلك الاموال ذهبت مع الرياح بفعل سوء التنفيذ والتلاعب بالمواصفات والسمسرات . وبقيت مشكلة المياه دون تصريف بل زادت عن الاول . ان هذا الامر تتحمله الاونروا وقسمها الهندسي الذي يعمه الفساد والتلاعب بالمواصفات والمحسوبيات . ان المطلوب اليوم اعادة دراسة المشكلة ووضع مخطط لاصلاح ما خربه ذاك المشروع ،عبر توسعة اقنية المياه لتستوعب مياه الشتاء، اضافة الى انجاز مصبعات جديدة في اماكن مختلفة في الشواوع والازقة ، بما يكفل معالجة المشكلة المتكرر. هذا من جهة الشوارع والازقة ، اما بالنسبة للمنازل التي اصبحت مستنقعات لمياه الشتاء ،فعلى الاونروا وقسمها الهندسي ان تضع في سلم اولوياتها في مشاريع الترميم القائمة تلك المنازل ومعالجة المشكلات فيها . حيث لا يجوز ان تبقى هذه المنازل دون ترميم في الوقت الذي يسود مشاريع الترميم المحسوبيات والسمسرات احيانا. .
ان اللجنة الشعبية الفلسطينية بما تمثل من مرجعية اجتماعية للمخيم عليها ايضا مسؤولية متابعة هذه القضية والاشراف على تلك المشاريع بشفافية منعا لشراء الذمم والرشاوي . لذلك ان اعادة تطوير وتشكيل اللجان الشعبية بما يكفل اذخال النخب والشباب والمرأة والمهندسين والاطباء ، بات حاجة ملحة في وقتنا الراهن ، وهي مسؤولية منوطة باجراءات عملية لتنفيذ المشاريع التي اقرتها قيادة الفصائل في الشمال .
بقلم القيادي في الجبهة الديمقراطية عاطف خليل.