
عوض الذيب كان حاضراً معنا في المؤتمر بمدريد.
11/19/2025 الصفصاف
إهداء إلى إخلاص ذيب ووالدتها في برلين
… على هامش أعمال المؤتمر السادس لاتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا، الذي عُقد يوم ١٥ نوفمبر/تشرين الثاني في مدريد، شارك في المؤتمر مندوبون عن غالبية الدول الأوروبية. وكان الذين تعذّر حضورهم أكبر بكثير من الذين حضروا؛ إذ تعذّر حضور الكثيرين لأسباب لوجستية ومادية وصحية وغيرها. وهذا لا يعني أن الذين لم يحضروا ليسوا من أطر الاتحاد، بل هم في صلب الاتحاد ومؤسساته وجالياته وشخصياته. أهم ما في المشاركة في هذا المؤتمر هو وفرة العنصر النسائي المتنوع سياسيًا وفكريًا وثقافيًا واجتماعيًا وجغرافيًا وحتى عمريًا. لذا يمكن القول إن الحضور النسائي في المؤتمر لفت الانتباه من أول يوم وصلنا فيه إلى مدريد. النساء والفتيات قدّمن مواقف وطروحات راقية، وحصلن على عدد كبير من المقاعد في الأمانة العامة والهيئة التنفيذية، وهي هيئة قيادية يومية للاتحاد مستحدثة ستتولى القيادة اليومية للاتحاد. أهم ما في الحضور النسائي في المؤتمر هو التنوع الفكري والجغرافي والسياسي والثقافي. سعدتُ بالتعرّف إليهن والتحدث معهن ومعرفة أماكن إقامتهن وعملِهن وجذورهن في فلسطين ومخيمات اللاجئين وفي الشتات العالمي والمنافي الأوروبية. بعضهن عرفنني من خلال عملي وحضوري وكتاباتي ومؤلفاتي وموقع الصفصاف ومجموعة “ذاكرة مخيم عين الحلوة وأهل الصفصاف”. وبعضهن تبيّن أنهن صديقات لأصدقائي وصديقاتي في الوطن والشتات. كيف حضر الراحل عوض الذيب مؤتمرنا المدريدي؟ خلال الحديث الجانبي مع صبايا ونساء برلين الفلسطينيات وجذورهن، أهدتني إحداهن (اخلاص ذيب) كوفية فلسطينية. وبعد الحديث قليلًا تبيّن أن أهلها جيرانُنا في المخيم، لكنهم رحلوا وسكنوا في برلين منذ عشرات السنين. سألتني عن خالها (عوض الذيب)، ومن لا يعرفه في مخيم عين الحلوة، “ملك الشَّبَابة”، والذي “في كل عرس في المخيم كان له قِرْص”. فاجأتها بردّي حين قدّمتُ لها صورته من عرس في المخيم من سبعينيات القرن الفائت، وكذلك مقالتي التي كنتُ كتبتها عنه قبل سنوات ضمن أرشفة تاريخ مخيم عين الحلوة، والتي نشرتها في مجموعة “ذاكرة مخيم عين الحلوة وأهل الصفصاف” على فيسبوك. قالت لي إنها لا تجيد قراءة اللغة العربية، لكنها سوف تريها لأمّها. حملتُها سلامات لوالدتها جارتِنا وابنة مخيمنا. كنتُ سعيدًا بمعرفتها وبالذكريات التي جمعتني مع عائلتها في مخيمنا قبل أن نتشرد في منافي وشتات أوروبا الحالي. وقبل أن تسافر مع وفد برلين الكبير عائدةً إلى ألمانيا، قلتُ لها: أشعر أن هذه الكوفية دافئة كثيرًا وكأنها بطّانية على كتفيّ. فضحكت وقالت إنها شتوية ومناسبة لجوّ وطقس النرويج كذلك. بعد ذلك تذكرت أن الفلسطيني لا يلتقي الفلسطيني إلا في السجون والمنافي والبلاد الأخرى… وأن من رحلوا وشهداءنا يتنقّلون ويتجوّلون معنا في العالم… وما مؤتمراتنا إلا تجمع للقاء الجميع والتعارف واكتشاف القرابة والجيرة، واستعادة الذكريات وتجديد العلاقات. نضال حمد – موقع الصفصاف – وقفة عز مدريد في ١٦ نوفمبر2025

