
في رحيل علي الذي لم يتعب ولم يسترح – بقلم نضال حمد
في رحيل علي الذي لم يتعب ولم يسترح – بقلم نضال حمد
خسرنا رفيقاً أصيلاً ومناضلاً جليلاً من جيل الثوار الأولين، رجال الفكر والعمل والقناعات ونهج التحرير والعودة والكفاح والمبادئ، رجال القيّم والانتماء والوفاء. جمعتني مع أبي سمرا سنوات طويلة من العمل الوطني على قاعدة الثوابت الفلسطينية المقدسة. كان بيته بيتي وبيتي بيته ونَهجه نهجي ونهجي نهجهه، وكنا معاً ومع آخرين نكون مجموعة صلبة الموقف وراسخة ىالقناعات، تستمد عزيمتها من نهج الحكمة الثورية الفلسطينية ومن رجال المبادئ والأصالة والعطاء على الجبهات وفي الميادين، حاملين رايات العمال والفلاحين وقناعات الفدائيين المضحين. أصبح علي يكنى بأبي وديع لمحبته الكبيرة لأبي هاني الوديع. وأصبحنا نتناوب على مناداته بلقبين جميلين أحبهما واختارهما عن قناعة وثبات وايمان. فكان أبو سمرا وكان أبو وديع وكان علي الجميل رمز جيل القواعد والمواجهات والتحرير. برحيل علي سالم يونس – أبو وديع- تفقد الحركة الجاليوية الفلسطينية رمزاً نقياً من رموزها الثورية الأممية. وأيضاً تفقد الحركة التضامنية اليسارية بالذات في اوروبا واسكندنافيا عنصراً قائداً فاعلاً ومحفزاً على العمل والثبات. كان علي حاضراً في اتحاد الطلاب أيام دراسته الجامعية في بولندا وكان حاضراً في اتحاد الجاليات في سنواته الدنمركية الاسكندنافية … وكان فدائياً وامتشق البندقية في سنواته البيروتية .. وكان معلماً للتلاميذ في سنواته اليمنية .. وكان علي فلسطينياً لم ينتم إلا لكامل تراب فلسطين. وكان رفيقاً جسوراً وصديقاً صادقاً وأخاً لم تلده أمهاتنا، وكان نشيطاً لا يعرف التعب، وعمل بمقولة الزعيم الحكيم “من تعب فليسترح”.. فلم يتعب ولم يسترح. لكنه الآن سلم الراية للجيل الجديد ومضى ليلتقِ مع الجيل السابق، الذي اصبحت غالبيته تحت التراب، بعدما حملت الراية ولم تسقطها. راية كامل تراب فلسطين . الى جنات الخلد يا علي الفدائي الأسمراني والفلسطيني الطيب والأصيل. – في الصورتين الصديقان الراحلان علي ابو سمرا ونافذ قنديل ومعهما وليد وجمال وأيمن، في حفل اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية في مدينة فورتسلاف البولندية في 27 نيسان 1985. من أرشيف نضال حمد وموقع الصفصاف – وقفة عز ومجموعة فلسطين بالبولندية. نضال حمد موقع الصفصاف – وقفة عز ٢٠ . ١١. ٢٠٢٥


