اخبار الوطن العربي

عباس يبحث مع العربي والطيب وتواضروس جهود المصالحة

عباس يبحث مع العربي والطيب وتواضروس جهود المصالحة

القاهرة: سوسن أبو حسين ووليد عبد الرحمن: في إطار جهود مصر لإنهاء الانقسام الفلسطيني ورأب الصدع بين الفلسطينيين، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس (الخميس)، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بمقر مشيخة الأزهر بالدراسة، كما التقى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة)، وكذلك الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وقالت مصادر بالأزهر والكنيسة لـ”الشرق الأوسط”، إن “اللقاءات تناولت تطور الأوضاع السياسية والاجتماعية في فلسطين، والشأن العام الذي يهم كل المسلمين، وانضمام فلسطين للأمم المتحدة، إلى جانب قضية المصالحة وما تتعرض له القدس من مخاطر التهويد”.

وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن “اللقاء مع الرئيس أبو مازن تطرق إلى نتائج اللقاءات المهمة التي أجراها العربي مؤخرا مع كل من وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وكاثرين أشتون التي تتعلق بأهمية تحريك الملف الفلسطيني وحل الأزمة المالية”.

وأضاف بن حلي أن “الرئيس أبو مازن اتفق مع العربي على إيفاد سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر انعقاده بعد غد (الأحد) بالجامعة، لطرح عدد من القضايا الفلسطينية المهمة، وعلى رأسها تطورات ملف المصالحة المدعومة من قبل الدول العربية ومراجعة عملية التسوية السياسية ودعم السلطة الفلسطينية”.

وحول لقاء العربي مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أوضح بن حلي أنه “تناول ملف المصالحة بالتفصيل والآفاق المستقبلية للقضية الفلسطينية والرؤية للتحرك العربي”.

من جهته، أعلن عباس أنه أطلع شيخ الأزهر على جهود المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر في إطار دورها القومي لمساندة الشعب الفلسطيني، وكذلك الممارسات الإسرائيلية التعسفية لتغيير مدينة القدس المحتلة ديموغرافيا ودينيا، ونتائج حصول فلسطين على عضوية مراقب بالأمم المتحدة.

وأضاف عباس أنه اتفق مع الدكتور الطيب على ضرورة الإسراع بجهود المصالحة الفلسطينية وتحقيق التوافق بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني، باعتبار ذلك هو السبيل الأكيد والمهم من أجل نصرة القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريفة.

وأشاد أبو مازن بدور الأزهر الشريف في رعاية المقدسات الإسلامية وجهوده للحفاظ على مدينة القدس ودعمه لأبناء الشعب الفلسطيني قائلا: “جئت للتشرف بشيخ الأزهر والاستماع إلى نصائحه بشأن القضية الفلسطينية”.

من جانبه، قال الدكتور الطيب إن “«القدس ليست مجرد أرض محتلة، لكنها قبل ذلك وبعده حرم إسلامي ومسيحي مقدس، فهي ليست قضية وطنية فلسطينية لكنها قضية عقدية إسلامية”. وحذر من الهجمة الاستيطانية التي تمارسها إسرائيل في فلسطين بصفة عامة والقدس المحتلة بصفة خاصة، والتي تمثل خرقا للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية.

وطالب شيخ الأزهر وزارات التعليم في الدول العربية والإسلامية بإعداد منهج دراسي يوضح مكانة وقيمة وتاريخ القدس الشريف عبر العصور والأزمان، وذلك لتربية الجيل الجديد على حب القدس الشريف وغرس قيمة الدفاع عنها حتى تتم عودتها إلى أحضان الأمة الإسلامية، مناشدا كافة الفصائل والقوى الفلسطينية أن يكونوا على قلب رجل واحد في مواجهة إسرائيل، وتحقيق المصالحة الوطنية الفورية، وإنهاء حالة الانقسام الذي يشهده الشارع الفلسطيني بين رفقاء الوطن.

في السياق ذاته، أكد أبو مازن، خلال لقائه البابا تواضروس الثاني، احترامه لقرار الكنيسة الأرثوذكسية بعدم زيارة المسيحيين للأراضي المقدسة، إلا بعد تحرير فلسطين. وقال إنه “دائم الحضور للكنيسة أثناء زياراته للقاهرة، لتبادل الآراء معها حول القضية الفلسطينية، لأنها بؤرة اهتمام الكنيسة التي تأمل في اليوم الذي يعم فيه السلام الأراضي المقدسة بفلسطين مثل كنيستي المهد والقيامة”.

الشرق الأوسط، لندن، 11/1/2013

مقالات ذات صلة