المقالات

في ذكرى مذبحة تل الزعتر .. السلطات اللبنانية تمنع فلسطيني سورية من دخول لبنان.

هدية للشعب الفلسطيني في ذكرى مذبحة تل الزعتر التي حصلت في مثل هذا اليوم 12-8-1976.

والتي نفذها بشير الجميل وأعوانه وأنصاره من الانعزاليين الفاشيين اللبنانيين.

البعض من الفلسطينيين هذه الأيام ومنذ سنتين اي بعد اندلاع احداث سورية اكتشف من جديد مجزرة تل الزعتر. تلك التي كانت منسية حيث طواها النسيان عندهم لسنوات عديدة. حيث ان انشغالاتهم بغير أمور فلسطين ولقاءاتهم بسمير جعجع وانطوان زهرة المجرمان المسئولان عن مقتل وذبح آلاف الفلسطينيين في مخيمات لبنان انساهم تل الزعتر وصبرا وشاتيلا .. صافحوا الأيدي التي ذبحت بالسكايكين والفؤوس وحراب البنادق ولم يتذكروا شهداء وضحايا المخيمات في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا. ذاكرتهم قصيرة ومطاطة يمطكونها كيفما شاءت سياسة اولياء امورهم. من سنتين ازاحوا الستار ونظفوا الغبار عن ذكرى مذبحة تل الزعتر.

لماذا؟

لأن هذا البعض يتاجر منذ سنتين بذكرى المجزرة في المخيم، ليس لاجل الضحايا والشهداء وعائلاتهم بل لنبش جرح سوري فلسطيني قديم. يعني للتشهير بالسوريين وحكومتهم وجيشهم الذي يخوض هذه الايام معركة ستحدد مصير شرق المتوسط والقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني بالذات. فسقوط سورية يعني سقوط حقي العودة والمقاومة في المخيمات. يعني ان يحصل للمخيمات في سورية ما حصل لها في لبنان. واحتلال مخيم اليرموك والنيرب وغيره دليل ساطع على وحدة الإجرام الذي لا دين له بحق شعب فلسطين.

مذبحة تل الزعتر

تجار الدماء والضحايا والذكريات المريرة من مذبحة مخيم تل الزعتر ليسوا ابرياء فيما يفعلون. ولن تسامحهم ولن تغفر لهم دموع الأمهات والزوجات والابناء والبنات، ولا ارواح الضحايا والشهداء. فلو كان القائد الشهيد ابو أمل حيا لأدانهم ولو كان البطل الشهيد يوسف حمد حيا كذلك لأدانهم ولعنهم، ولو كان ابن الصفصاف ومخيم عين الحلوة وشهيد الصمود في تل الزعتر محمد جبر ابو الكل حيا للعنهم .. ولو كان شهداء تل الزعتر أحياء في زماننا هذا للعنوهم على نفاقهم ومتاجرتهم بدمائهم.

تل الزعتر وصبرا وشاتيلا هوية عصرنا حتى الأبد .. ومن عاشوا فيتلك الفترة من الزمن يعرفون كيف سقط تل الزعتر وقبل ذلك كيف تم حصاره. نترك هذه لمناسبة اخرى.

اليوم 12 آب هو ذكرى استشهاد مخيم تل الزعتر .. وفي هذا اليوم نذكر أصحاب الذاكرة الرخوة أن السلطات اللبنانية منذ سنة 1948 تعامل الفلسطيني معاملة سيئة، تمنعه من العمل، وسبق ومنعته من العودة الى مخيمه في لبنان بعد السفر في زمن حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري.. وكانت السفر خارج لبنان مثل العودة الى الأراضي اللبنانية يتطلب حصول الفلسطيني على فيزا خروج وفيزا عودة مثل التصريح الصهيوني الذي يعطى لسكان الضفة والقطاع في فلسطين المحتلة سنة 1967. قام بإلغاء هذا القرار المذكور رئيس الوزراء الاسبق المناضل الكبير الرئيس سليم الحص. ولو استمر الرئيس الحص في الحكومة لقام بإلغاء كثير من القرارات العنصرية ضد الفلسطينيين في لبنان لكن المال السياسي السعودي أسقطه في الانتخابات. ولكنه لم يستطع إسقاطه من أعين وقلوب وضمائر الشرفاء من اللبنانيين والفلسطينيين والعرب.

في زمن الرئيس الراحل رفيق الحريري ايضا منع الفلسطيني من التملك والتوريث..

ولا ضمان اجتماعي له اسوة بشقيقه اللبناني..

ومازالت هذه القرارات والقوانين قائمة ومعمول بها في لبنان ..

يعني اذا مات فلسطيني لا يحق لابنائه وراثته وتذهب املاكه للدولة اللبنانية.

المخيمات محاصرة ومغلقة وتسد منافذها بالسواتر الترابية وبالجدران العازلة، كما في بعضها مثل اكبرها مخيم عين الحلوة.. وتطوقها الدبابات والحواجز العسكرية.. ويمنع دخول وخروج اي شخص من خارج المخيم إلا باذن من المخابرات اللبنانية.

وسائل الإعلام اللبنانية المختلفة في أمور كثيرة تجمع في غالبيتها على توجيه شتى الاتهامات للمخيمات ومحاولة تصويرها على أنها بؤر إرهابية مع ان كل لبنان هذه الأيام تبين ان فيه بؤر للسلاح والفلتان والإرهاب كذلك. ولا يكاد يمر يوم دون وقوع أحداث إرهابية واشتباكات واغتيالات وغير ذلك على الأراضي اللبنانية.

نفس العقلية العنصرية في لبنان كل فترة تخترع للفلسطينيين قوانين عنصرية جديدة …

يا جماعة لقد سبقتم روديسيا والابارتهايد في جنوب افريقية.

هل هذه هديتكم لشعبنا في ذكرى مذبحة تل الزعتر التي تصادف هذا اليوم 12-8-2013.؟

بقلم : نضال حمد

مقالات ذات صلة