اخبار الوطن العربي

لبنان: أطباء فلسطينيون لاجئون.. يعيشون تحت خطّ الفقر

لبنان: أطباء فلسطينيون لاجئون.. يعيشون تحت خطّ الفقر

انتصار الدنان: عندما يتخرج ابن إحدى الأسر الفلسطينية طبيباً، يفرح له الجميع ويهنئونه. لكنه في السرّ، وبعيداً عن أعين الناس يأخذ مصروفه من أهله، أو من أخيه العامل، كي يشتري احتياجاته الخاصة، لأن العامل يستطيع أن ينتج ماديا أكثر مما يستطيعه الطبيب الفلسطيني، ذلك وفق الدكتور عامر السماك، طبيب العظام، ومدير «مستشفى النداء الإنساني» في مخيم عين الحلوة. يضيف: «الطبيب الفلسطيني لا يستطيع أن يفتح عيادة، أو يعمل في أي مستشفى خارج المخيم، لأنه محروم من ممارسة مهنته، فهو لا يدخل شبكة العمل الطبي ضمن شروط قوانين وزارة الصحة، وضمن القوانين اللبنانية التي لها طابع سياسي في لبنان. ويُعتبر في القانون اللبناني منتحلاً لصفة الطبيب، لأنه لا يحق له الانتساب إلى نقابة الأطباء». وفي هذا السياق فإنه «إن عمل سرّاً في إحدى المستشفيات قد يتعرض لإشكالات قانونية تتعلق بمعالجة المرضى، كحدوث خلل في العمل الجراحي، أو وفاة مريض، لأنه لا يتحصن بحماية نقابية، كما أنه يُتهم بانتحال صفة طبيب».

ويلفت الدكتور وليد ياسين، عضو الهيئة الإدارية في «الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين»، إلى أن «الدولة اللبنانية لا تسمح لنا بالانتساب إلى نقابة الأطباء، حتى لو خضعنا لامتحان الكولوكيوم ونجحنا فيه، مع العلم أن هناك أطباء غير لبنانيين يحق لهم الحصول على إجازة عمل والانتساب إلى نقابة الأطباء اللبنانيين، ونحن نتعرض لاضطهادين: داخلي وخارجي». ويرى أن «الاضطهاد الداخلي من أهل البيت، من منظمة التحرير نفسها، فنحن الأطباء الفلسطينيون لسنا عاجزين عن خدمة شعبنا من الناحية الطبية، والصحية، فلماذا اللامبالاة بنا؟ وحتى قيادة التنظيمات، والهلال الأحمر الفلسطيني تنظر إلى الطبيب، وكأنه جندي أو مقاتل، ساعة يشاؤون التخلي عنه يقولون له: مع السلامة.

الدكتور رياض أبو العينين، طبيب أنف، أذن، حنجرة، ومدير «مستشفى الهمشري»، يشير إلى أن «المستشفى أحد مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطني، وله خمسة مستشفيات في كل لبنان، ويعتبر الهمشري المستشفى المركزي، أو الأساسي، وهو مجهز بكل التجهيزات اللازمة لكل قسم من أقسامها، من جراحية وباطنية وأطفال ونساء وتوليد، وعمليات، وقسم غسيل الكلى، وهو متوفر فقط في المستشفى الموجود في صيدا، وكذلك يوجد قسم للعلاج الفيزيائي، ومدرسة تمريض». ويرى أن المستشفى منذ استلم إدارته «وأنا أعمل على تطوير الأقسام الأساسية، ومحاولة منافسة المستشفيات الخاصة، ولا نريد القول دائماً: إننا في مستشفى هلال أحمر فلسطيني، ولا نستطيع منافسة المستشفيات الخاصة، لذلك قمنا بتطوير معظم الأقسام بما يناسب الجودة والنوعية للعامين 2011 و2012، بالإضافة إلى المكننة، ومواكبة التطور، لكن يبقى وضع الطبيب الفلسطيني الذي إن أجرينا مقارنة بينه وبين الطبيب اللبناني نجده يعيش تحت خط الفقر، إذ إن معدل راتبه ما بين 600 دولار و800 دولار، ونتيجة للغلاء والوضع المعيشي المزري، فالطبيب الفلسطيني لا يستطيع حتى تعليم ومعالجة ابنه، حتى أدنى الحقوق المدنية للبشر محروم منها». ووجه أبو العينين «رسالة إلى الأخوة اللبنانيين بالتفكير لإيجاد حلّ للطبيب الفلسطيني، ونحن على جهوزية في التحاور سوياً، كما أناشد منظمة التحرير الفلسطيـــنية وممثلية الســـفارة أن تجد حلاً باتخاذ قرار سياسي للسماح للفلســطيني بالعمل في لبنان بشروط معينة».

السفير، بيروت، 15/1/2013

مقالات ذات صلة