اخبار الوطن العربي

عريس بـ1000 دولار!


منذ فترة ليست ببعيدة كشفت الدراسات عن تزايد نسبة «العانسات» في لبنان وبلوغها 85 في المئة، وهذا ما أثار خوف الفتيات. فالزواج حلم طفولي تطمح اليه غالبية الفتيات لعَيش الرومنسية من جهة والهروب من نظرة المجتمع القاسية في حال العنوسة من جهة ثانية.

احتلّ لبنان المركز الاوّل لناحية العنوسة التي بلغت 85 في المئة، وفق ما أظهرت الدراسة التي أجرتها إذاعة هولندا العالمية في كانون الأول 2013.

ويبدو أنّ نسبة العنوسة هي على تزايد مستمرّ بسبب غلاء المعيشة والوضع الاقتصادي المتردي وتكاليف الزواج الباهظة وهجرة الشباب اللبناني للعمل خارجاً من جهة، واستقلالية المرأة من جهة ثانية. إذ يرجع الخبراء الاقتصاديون سبب تأخّر سنّ الزواج الى «الظروف الاقتصادية الصعبة وتكاليف الزواج الباهظة نسبةً للمدخول».

في حين يجد المحللون الاجتماعيون أنّ «استقلالية المرأة الماديّة أدّت الى عيشها حالة من الاستقلالية الفكريّة والتحرر، وهذا ما أخّر زواجها وعَرقَله». وعلى رغم التطوّر الذي لحق بعالم الاتصال والتواصل الذي سهّل تعارف العازبين، إلّا أنّ نسَب الزواج هي على تراجع. فهل من حلّ؟

إنطلاقاً من الحاجة

بعد حرب تموّز 2006 وما رافقها من هجرة للشباب اللبناني الى الخارج بحثاً عن فرَص عمل، لمست السيّدة صولانج سريح «الحاجة الى تأسيس مكتب يسهّل تعارف اللبنانيين العازبين، ويكون بمثابة صلة وصل بين اللبنانيين المغتربين وأولئك القاطنين في بلدهم الأمّ بهدف الزواج»، وفق ما أكّدت سريح في حديثها لـ»الجمهورية».

وبالفعل في 14 شباط 2007، أبصرَت «Pom D›amour» النور «وكان هدفها الأساسي تسهيل تعارف الشاب اللبناني المغترب على فتاة بلده التي تشعر بالوحدة، ويصعب عليها إيجاد الرجل المناسب وشريك حياتها المستقبلي»، إذ لاحظَت سريح أنّ «النسبة الأكبر من الشباب الذين هم في سنّ الزواج، أي الذين تتراوح أعمارهم بين 32 و45 سنة، هم خارج البلاد، وهذا ما يزيد بالتالي نسبة العنوسة».

سرّية مطلقة

وبحسب خبرتها في إدارة المكتب التعارفي هذا لمدّة تزيد عن سبع سنوات، أفادت سريح أنّ «هناك أشهراً تكون فيها الفتيات المنتسبات الى Pom D›amour بحثاً عن عريس أكثر من نسبة الرجال، في حين تنقلب المعايير في أشهر أخرى من السنة».

وعن طريقة الانتساب والاجراءات المتّبعة، أوضحت أنّ «الانتساب يكمن عبر ملء استمارة سريّة للغاية: إمّا عبر الانترنت وموقعنا الخاصّ باللبنانيين المغتربين، أو مباشرةً في مكاتبنا للقاطنين في لبنان، يطلعوننا فيها على مواصفاتهم الخاصّة وتلك التي يرغبون في توافرها في الشريك الآخر».

ومن تلك اللحظة تبدأ مسيرة سريح في البحث عن الشريك المثالي أو الشريكة المثالية للمتقدّمين بالطلبات «فأقارن طلبات المنتسبين وأحاول التوفيق بينها وجَمع الشاب بالفتاة نسبةً الى الصفات المطلوبة، والتي سبق أن ذكروها في طلبات الانتساب».

… التأكّد قبل المباشرة

وتحرص مُؤَسِسَة مكتب «Pom D›amour» التعارفي، على التأكّد من نوايا المنتسبين الحسنة «فأتابع المغتربين عبر الـSkype وأتأكّد من تاريخ عودتهم الى لبنان، ثمّ ألتقيهم للتأكّد من المعلومات التي حصلت عليها عبر الموقع، وأعدّ لهم لقاءات تعارفية مع غيرهم من المنتسبات».

ولا تنتهي مهمّة سريح عند هذا الحدّ «بل أتابع الملفّ حتّى النهاية، فبعد لقائهما أتصل بالشاب والفتاة لمعرفة ما آلت إليه الأمور بينهما، أبارك العلاقة إذا نجحت أو أعيد بحثي عن الشريك والشريكة المثالية إذا فشل اللقاء».

لقاء مباشر

وعن كيفية حصول اللقاء، تجيب سريح: «حاولتُ في بداية مسيرتي تنظيم حفلات تنكريّة يلتقي خلالها العازبون بطريقة سريّة وغير مباشرة ولكنّها لم تنجح، فاستعضتُ عنها بلقاءات مباشرة بينهم من خلال إعطائي رقم الفتاة للشاب (وذلك بعد حصولي على موافقتهما المسبقة)، فيتّصل بها ويتّفقان على موعد تعارفي يحددانه في الوقت والمكان المناسبين».

وأشارت الى أنّ «الانتساب الى مكتب تعارفيّ يتطلّب ربّما ثقة كبيرة بالنفس من الطرفين لمواجهة انتقادات المجتمع»، موضحةً أنّ «مَن يرغب في الحصول على شيء ما والوصول الى مبتغاه قد يقوم بالمستحيل ويلجأ الى كلّ الوسائل الشرعية المتاحة».

… 66 زواجاً

وقد رحّب اللبنانيون بفكرة «Pom D›amour»، وهذا ما لاحظناه من خلال ردود فعل المنتسبين اليه عبر الموقع الخاصّ به، إذ تواصل اللبنانيون المغتربون أو الذين يقطنون لبنان مع صولانج سريح وشكروها على إتاحتها المجال لتعارفهم وارتباطهم وزواجهم. وفي ردود فعلهم، أطلع المنتسبون الى الموقع السيّدة سريح على سير علاقتهم وطمأنوها أنّ «العلاقة بيننا تسير على خير ما يرام، وزواجنا ناجح يسوده الوئام والاحترام».

يذكر أنّ كلفة الانتساب الى المكتب تبلغ 1000 دولار سنوياً، وقد شهد «Pom D›amour» على 66 حفل زواج منذ تأسيسه في 14 شباط 2007 حتّى اليوم.

الجدّية… والجمال

وعن المواصفات التي يرغب الطرفين في توافرها في الشريك الآخر؟ أجابت سريح: «بعد سنوات خبرتي، لاحظت أنّ الفتيات يبحثن أكثر عن رجل جدّي يحبّ عمله ويتمتع بأخلاق حسنة ولا يعلّقون كثيراً على شكله الخارجي، في حين يطلب الرجل فتاة نظيفة وجميلة بشكل أساسي».

وختمت صولانج سريح حديثها مؤكّدةً أنّ «العقليات السائدة في المجتمع اللبناني قد تغيّرت كثيراً، وبالتالي لا تجد المرأة عيب

اً في الانتساب الى مكتب تعارفي، خصوصاً أنّ فرَص التعارف خارجه أصبحت ضئيلة جدّاً».

اليسار حبيب | الجمهورية

2015 – شباط – 13

مقالات ذات صلة